تحدث فلسطينيون من أبناء قطاع غزّة عن خطورة الوضع في السودان، كما عاينوها بمشاهداتهم خلال عمليات إجلائهم، والتي انتهت آخر مراحلها برّاً اليوم الخميس 27 نيسان/ إبريل 2023.
ونقلت وكالة "رويترز" مشاهدات الطالب الفلسطيني من أبناء القطاع خميس جودة (25 عاماً)، الذي قال: إن ما رآه في السودان من عنف لم يره في حياته، وهو ابن القطاع الذي تعرض اعتداءات عسكرية "إسرائيلية" وحشية وما يزال يتعرض بين الحين والأخر.
وعبّر جودة عن صدمته مما رآه من مشاهد وقال: "ما توقعنا إنه طيران حربي وزنانات (طائرات مسيرة) تقصف في معركة داخلية". حسبما نقلت رويترز عنه، مضيفاً: "أول مرة نشوف هيك شوفات، بالنسبة للخوف كل واحد فينا كان حامل روحه على كفه".
والد أحد الطلبة الفلسطينيين من أبناء القطاع في السودان، غسان موسى، تحدث لـ رويترز" عن قلقه على ابنه الذي حوصر في مبنى بلا كهرباء ولا ماء بعد تدهور الأوضاع واستعار القتال.
وقال في معرض التعبير عن قلقه: "الوقت كان يمضي ببطء،نحن نعيش بخوف وهم يعيشون في رعب". وأضاف: "ابني حكى لي إنه هو وأصدقاؤه اضطروا يتركوا المكان ويمشوا حوالي الفجر في العتمة وشافوا جثثا في الشوارع".
المستقبل الدراسي لكثير من الفلسطينيين في السودان صار مجهولاً
أمّا ابنه محمد، فقد أشار في حديث للوكالة، إلى أنّ مستقبله الدراسي صار في خطر، حيث انقطع عن الدراسة وهو في سنته الأخيرة بسبب الحرب، وقال "مشان أكمل دراستي لازم الحرب تنتهي الأول. أتمنى إنه تنتهي بسرعة وما تطول".
وكان يوجد في السودان مئات الفلسطينيين من أبناء قطاع غزّة، معظمهم من الطلبة الذين قصدوا السودان بهدف التعلم في جامعاتها، إما بموجب بعثات، أو بسبب تكاليف الدراسة المناسبة للأوضاع الاقتصادية للغزيين.
انتهاء إجلاء الفلسطينيين من السودان
كانت سفارة السلطة الفلسطينية في السودان، قد أعلنت أنّ اليوم الخميس 27 نيسان/ إبريل، سيكون آخر أيام خطّة إجلاء الرعايا الفلسطينيين عبر الحافلات إلى المنطقة الحدودية مع جمهورية مصر العربية، فيما ستستمر خطط تأمين المتضررين ونقلهم الى أماكن آمنة.
وقال المستشار السياسي لخارجية السلطة الفلسطينية: إنّ ما يقارب 226 فلسطينياً بينهم طلاب، دخلوا الأراضي المصرية الخميس، سيتجه قسم منهم نحو معبر رفح ومن ثم إلى أسرهم وذويهم في قطاع غزة، والقسم الآخر سيتجه إلى مطار القاهرة الدولي في طريقهم لأسرهم في الخارج.
وكان ما مجموعه 68 فلسطينياً قد جرى إجلاؤهم عبر باخرة سعودية من "بورت سودان" إلى جدّة، كما تتحضر مجموعة أخرى تضم 132 فلسطينياً للإبحار على متن باخرة سعودية من ذات الميناء.
يأتي ذلك، في وقت تواصل الدول إجلاء رعاياها من السودان، وسط تفاقم الأوضاع الأمنية واتساع رقعة المعارك في حر بالصراع على السلطة بين الجيش السوداني و "قوات الدعم السريع" والمتواصلة لليوم 12 على التوالي.