نعت نقابة الفنانين في سوريا والاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين في رام الله، الموسيقار الفلسطيني حسين نازك، الذي رحل عن عالمنا في العاصمة السورية دمشق أمس الخميس 25 أيار/ مايو.

ولد الموسيقار الراحل ومؤسس فرقة "العاشقين" للأغاني الفلكلورية والثورية، في مدينة القدس عام 1942، وهجّر منها إثر نكسة حزيران عام 1967 إلى العاصمة الأردنية عمّان، ومن ثم انتقل إلى سوريا في نهاية عقد الستينيات من القرن الفائت.

وجاء في النعي الصادر عن اتحاد العام للكتاب والادباء الفلسطينيين: "تودع فلسطين اليوم عاشقها المبدع حسين نازك، الذي أشغل أوتاره عاليًا من أجل وطنه، وأسس لعشقه الصافي (فرقة العاشقين) التي لبت نداء قلبه، وحولت ألحانه إلى سحاب معطر بالانتماء، والوفاء لقضية شعبه، وتسلح بكمنجة روحه، وهو يخوض الفن بكل مصداقية، وفروسية، حتى أظهر نجمه ضياءً أغاظ المحتل الغاشم، وأربك روايته المزيفة، بل حشد قلوب المحبين عنفوانًا من أجل فلسطين".

وتابع: "إن رحيل الكبير عزفًا ونضالاً حسين نازك، خسارة لا تعوض، وستفتقده الأناشيد في بيدر الأغنية المقاومة، ولن تنساه حقول النغمات المقاتلة، وأما تلويحات الدبكة، وموسيقى المسارح ستخلد ذكره وجوبًا منقطع النظير، ولأنه راية شامخة في سماء فلسطين، سنبقى نتطلع إلى السماء بصفاء حضوره الذي جعل من النكبة المؤلمة تحديًا مقدسًا لتجاوزها، ومن النكسة صمودًا أربحه القدس، وإن خرج منها، وعاد بألحانه كجيش لا تهزمه طحالب الضلال".

وللراحل نازك، مسيرة موسيقية طويلة أغنى خلالها التراث والفن الفلسطيني والعربي، عبر أعمال عدة وأنشطة موسيقية ومشاركات فنية في سوريا والوطن العربي.

أسس الراحل نازك، فرقة العاشقين للفنون الشعبية الفلسطينية عام 1976، وتولى إدارتها حتّى العام 1985، وكذلك فرقة زنوبيا القومية الحديثة التي أحيت التراث السوري، وقدم عبرها العديد من الأعمال التي شاركت في مهرجانات.

من أعمال الراحل مع فرقة العاشقين

 
https://www.facebook.com/100063858724137/videos/754088092834503

#إلا_لنفك_وثاق_القمر_المصلوب "أغنية يا شعبي يا عود الند(سمر في السجن)" فرقة أغاني العاشقين الفلسطينية من ألبوم بأم عيني كلمات : توفيق زياد ألحان وتوزيع : حسين نازك أداء : مجموعة الكورال النسخة الماستر تسجيل 1979 (الأرشيف الوطني الفلسطيني )

Posted by ‎الموسيقار حسين نازك / شيخ الكار‎ on Saturday, April 8, 2023

تولى الموسيقار الراحل، إدارة مشروع إحياء وجمع التراث الفلسطيني المكتوب والمسموع والمرئي عام 2015، والذي أطلقته المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم.

كما ساهم في الإعداد والإنتاج الموسيقي، لعدد من الفعاليات والمناسبات الرياضية في سوريا، ومنها افتتاح أربع دورات رياضية في سوريا وهي دورة الألعاب العربية 1976، ودورة الشباب العربي الرياضية عام 1981، ولوحة من حفل افتتاح دورة المتوسط 1987.

كما عمل نازك في تأليف وإعداد الموسيقى المسرحية، وساهم في 20 مسرحية من إنتاج المسرح القومي السوي، كما ألّف موسيقى تصويرية للعديد من الأعمال الدرامية الخاصة بالأطفال، ومنها برنامج " افتح يا سمسم" الشهير، ومسلسل "حكايات عالمية" للأطفال.

حاز الراحل نازك، على عددٍ من الجوائز خلال مسيرته الموسيقية، وأهمها الجائزة الأولى لأفضل توزيع أوركسترالي لنشيد وطني عن توزيعه أنشودة " بلاد العرب أوطاني" كما منحه مهرجان قرطاج الدولي عام 1980 جائزة أفضل استخدام موسيقي للتراث العربي، ولقّب كشخصية العام 2023 الثقافية والتي أعلنتها وزارة الثقافة الفلسطينية في رام الله.

كتب عنه الكاتب الفلسطيني على بدوان في إحدى مقالاته: "صنع حسين نازك، جمهوراً عريضاً أحاط به في الوسطين الفلسطيني والعربي، في ظل انتاجاته الفنية الرائعة في الأغنية السياسية، وذات البعد التاريخي، والتي استقطبت الناس، ودفعت بهم، لحفظ تلك الأغاني، وترديدها في معظم المناسبات الوطنية في مراحل هامة من التاريخ الفلسطيني الحديث والمعاصر، بل وفي الأفراح والأتراح."

وتابع: "يستحق حسين نازك (أبو علي)، وكل من عمل معه، وتحت أنامله التي كانت تعطي أوامرها ولتصدر معها تلك الألحان الجميلة، مشفوعة بالكلمات الوطنية، كل التقدير، فنشر الأغاني لتودى بالملاعب، ولتجمع الجمهور، متحلقاً حولها."

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد