شنت صحف ووسائل إعلام يمينية سويدية هجوماً حاداً على النائب السويدي من أصل فلسطيني عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي السويدي جمال الحاج، لمشاركته في مؤتمر "فلسطيني أوروبا" في مدينة مالمو الأسبوع الفائت.
وجاء الهجوم، على خلفية علاقة حركة "حماس" بالمؤتمر الذي عقد السبت 27 أيار/ مايو الجاري في مدينة مالمو جنوب السويد، وارتباط رئيس المؤتمر أمين أبو راشد بالحركة المصنفة "إرهابية" على القوائم الأوروبية.
وزعم الباحث السويدي "ماغنوس راستوب" المعروف بتوجهاته اليمينية المتطرفة، في تعليق له في صحيفة " اكسبريسن" السويدية، أنّ المؤتمر يرسل تمويلاً من أوروبا إلى حركة حماس " المصنّفة إرهابية" وأنّ من يديرون المؤتمر لهم صلات واضحة مع الحركة. وفق قوله.
وشنّت وسائل إعلام سويدية وأكاديميون، هجوماً على النائب الاشتراكي من أصل فلسطيني جمال الحاج، لمشاركته في المؤتمر، وذهب دكتور العلوم السياسية السويدي في جامعة جورج تاون الامريكية "دانيال شاتز" إلى القول: إنه "من الخطير للغاية مشاركة النائب السويدي في مؤتمر له صلاة بحركة إرهابية".
وأشار "شاتز" في هجومه التحريضي على النائب الحاج، إلى أنّه " كان من المقرر أن يشارك في المؤتمر، كلّ من حزب الخضر وحزب اليسار والاشتراكيين الديمقراطيين، ولكن في اللحظة الأخيرة تراجع الجميع عن عرضهم باستثناء النائب الاشتراكي الديمقراطي جمال الحاج الذي حضر المؤتمر وألقى كلمة خلال المؤتمر."
مشاركتي كفلسطيني اولاً
من جهته، ردّ النائب السويدي الفلسطيني جمال الحاج على الهجوم الذي تعرض له من قبل وسائل إعلام وشخصيات أكاديمية سويدية، بأنّ مشاركته جاءت بصفته فلسطينياً- سويدياً سياسياً منتخباً في البرلمان السويدي، وقال عبر منشور له في "فيسبوك"" إنّ " التزام كل فلسطيني، سواء كان سياسيًا أو إيديولوجيًا، هو علامة هامة على وجودنا والنضال من أجل التحرير الشعبي، لذلك، كان من المؤكد أن أحضر المؤتمر السنوي في بلدتي الحبيبة مالمو".
وأضاف الحاج: في نهاية هذا الأسبوع، انعقد المؤتمر الأوروبي الفلسطيني السنوي العشرين في مالمو، الذي ضم حوالي 20,000 شخص حول أوروبا، أحيا المؤتمر الذكرى 75 لنكبة فلسطين (الكارثة الكبرى 1948) وعالج حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم وفقا لقرار الأمم المتحدة 194"
وتابع: "حضرت المؤتمر واختياري للحضور مبني على شوقي الشديد لوطني فلسطين والجالية الجميلة التي أشاركها مع الآخرين في المؤتمر، عن النضال البالغ من العمر 75 عامًا والحلم أن يعيش يوماً ما سلامًا عادلًا ومتساويًا قائمًا على المبادئ الديمقراطية والحرية الحقيقية بعيداً عن الاحتلال والقمع".
وانتقد الحاج، ما ذهبت إليه وسائل الإعلام السويدية المختلفة، عن المؤتمر، "والتي زعمت أن منظمي المؤتمر لهم صلات بمنظمة حماس ذات العلامة الإرهابية، محاولات ربطي أيضًا بحماس بسبب مشاركتي."
وقال الحاج: عبرت خلال المؤتمر عن حق أمي في العودة إلى بيتها في فلسطين، ولا يوجد شيء في هذا العالم يمكنه أن يجعلني أتخلى عن حلم مثل هذا، لن أدير ظهري لأمي أبدًا وسأقف دائمًا متحدًا مع شعبي."
وأكد النائب السويدي الفلسطيني، أنّ "المؤتمر الذي يجمع 20 ألف شخص ليجتمعوا معاً ويعزز مجتمعهم وثقافتهم وهويتهم، أمر حيوي لبقاء الشعب الفلسطيني على قيد الحياة"
واعتبر الحاج المؤتمر، "إنجاز ضخم أن يكون في بلد ديمقراطي مثل السويد قادرًا على التصرف في هذا السياق الذي يمكّن شعب الشتات من الاعتماد على الأساس والمثل العليا الديمقراطية السويدية للعمل من أجل فلسطين حرة.."
ورفض النائب الحاج، اعتبار 20 ألف مشارك في المؤتمر بوصفهم مؤيدين للإرهاب، فيما هم يمارسون حقوقهم المدنية. وقال:" لقد تمكنت السويد من خلال شجاعتها من الاعتراف بفلسطين كدولة ولذلك ينبغي أن تستمر في إظهار نفس الشجاعة لفهم لماذا يريد مواطنوها أن يكونوا قادرين على استخدام حقوقهم الديمقراطية بالكامل من خلال تعبئة وتجميع القوى حول بناء السلام الأكثر انتظارا في التاريخ."
اقرأ/ي أيضا.. جمال الحاج إبن "نهر البارد" يفوز بعضوية البرلمان السويدي لدورة ثانية
من جهتها، أعربت "مؤسسة المؤتمر الفلسطيني الأوروبي" عن استيائها من "الشائعات والأكاذيب من قبل بعض وسائل الإعلام السويدية حول النسخة العشرين من المؤتمر الذي عقد في مالمو."
وأكدت المؤسسة، أنّ تلك الشائعات والأكاذيب، "هي محاولات متكررة غير مقنعة من قبل حكومة الاحتلال الإسرائيلي لخنق كل جهود الرأي الأوروبي مطالبة إسرائيل بالامتثال لقرارات الأمم المتحدة الدولية وخاصة القرار 194 بشأن حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى مدنهم."
واعتبرت أنّ الهجوم على السياسيين السويديين المشاركين في المؤتمر، "هي محاولة من حكومة الاحتلال الإسرائيلي للتأثير على القرار السياسي السويدي وبث الخوف بين أنصار الشعب الفلسطيني وحقوقه في السويد."
وأشارت المؤسسة، إلى أنّ المؤتمر جرى بثّه في وسائل الإعلام المختلفة للتضامن مع الشعب الفلسطيني، ولم يتم الإبلاغ عن أي حوادث أو مشاكل، بل على العكس، سادت أجواء سلمية خلال المؤتمر ولم تحدث أي انتهاكات للقانون السويدي، ويمكن التحقق من ذلك بواسطة شرطة مالمو التي كانت موجودة. بحسب بيان للمؤسسة.
وأكدت مؤسسة فلسطينيي أوروبا، على حقها في اتخاذ الإجراءات القانونية ضد كل من ينشر معلومات مضللة بهدف تشويه سمعة الحاضرين في المؤتمر، ودعت "جميع وسائل الإعلام أن تكون موضوعية ومهنية في تقاريرها وعدم الوقوع في نشر الإشاعات والأكاذيب من قوات الاحتلال الإسرائيلي."