باشرت طواقم الدفاع المدني والإسعاف، عملية بحثٍ مكثّفة عن مخلفات الاحتلال الصهيوني في مُخيّم جنين للاجئين الفلسطينيين.
وتأتي هذه الحملة تخوفاً من وجود أي أجسام مشبوهة أو متفجّرة داخل المُخيّم جرّاء عدوان الاحتلال، ومن أجل فحص المنازل الآيلة للسقوط بعد انسحاب قوات الاحتلال من المُخيّم قبيل منتصف الليلة الماضية.
بدوره، قال رئيس بلدية جنين نضال عبيدي في تصريحٍ له، إن الجهات والمؤسسات ذات الاختصاص باشرت بحصر الأضرار بالكامل وتقديم المساعدات، فيما باشر اللاجئون الذين خرجوا من منازلهم بالعودة إليها.
وانسحبت قوات الاحتلال، قبيل منتصف الليل، بشكلٍ كامل من جنين ومُخيّم اللاجئين فيها، بعد عدوانٍ كبيرٍ استمر مدّة يومين طال كل شيء في المُخيّم المكتظ بآلاف اللاجئين الفلسطينيين.
وخلال العدوان، بلغت حصيلة جرائم الاحتلال 12 شهيداً، وأكثر من 100 جريح، من بينهم ما لا يقل عن 20 بحالة خطيرة وحرجة، فيما دمّرت قوات الاحتلال عدداً كبيراً من المنازل، وخربت البنية التحتية بأكملها.
وفور انسحاب قوات الاحتلال، عاد المئات من الفلسطينيين إلى منازلهم في المُخيّم لتفقدها وتفقّد آثار الدمار الكبير الذي خلّفه عدوان الاحتلال.
وخلال العدوان، تصدّت تشكيلات المقاومة الفلسطينيّة بكل إمكاناتها لقوات الاحتلال، وخاضت اشتباكات عنيفة ونصبت كمائن باستخدام العبوات الناسفة.
واستهدف جيش الاحتلال خلال العدوان وعلى نطاقٍ واسع، البنى التحتية الخدمية من شبكات ماء وكهرباء وطرق في مُخيّم جنين، حيث أدى استهداف البنى التحتية إلى انقطاع المياه عن كافة أنحاء المُخيّم، نتيجة التخريب الذي طال شبكات الضخ في مدينة جنين ومخيمها، وتأثرت بها أحياء المخيم كافة، فيما انقطعت المياه عن بعض أحياء المدينة.
ويقع مخُيّم جنين للاجئين الفلسطينيين الذي أقيم عام 1953، إلى الغرب من مدينة جنين؛ ويطل على سهل مرج بن عامر من جهة الشمال؛ وتحده من الجنوب قرية برقين، وتحيط به عدة مرتفعات.
وبلغت مساحة المُخيّم عند الإنشاء 372 دونماً، واتسعت إلى حوالي 473 دونماً، وبلغ عدد سكانه عام 1967م حوالي 5019 نسمة؛ وفي عام 2007 وصل إلى 10,371 نسمة، وحسب تقديرات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، يبلغ عدد سكّان المُخيّم في منتصف عام 2023 نحو 11674 لاجئاً.
وينحدر أصل غالبيّة سكّان المُخيّم من منطقة الكرمل في حيفا وجبال الكرمل، وقرى تابعة لجنين احُتلت عام 1948.