أكَّدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بالضفة المحتلة في تقريرٍ جديدٍ لها حول الأوضاع بمُخيّم جنين للاجئين الفلسطينيين في أعقاب عدوان الاحتلال الذي شنّه الأسبوع الماضي، أنّ الضرر المادي والجسدي والنفسي الذي عانى منه المجتمع في مُخيّم جنين وصل إلى مستوى استثنائي.
وأوضحت "أونروا"، أنّ هذا الوضع الذي أعقب انتهاء العملية العسكريّة يتطلّب استجابة شاملة ومنسقة، بما في ذلك أعمال البنية التحتيّة الرئيسة وإعادة بناء المساكن وإصلاحها والإسناد النفسي لمعالجة آثار الصحة العقليّة.
وبيّنت "أونروا"، أنّ فريق وحدة التدخل في الأزمات بوكالة "أونروا" حدّد ما لا يقل عن 350 عائلة بقيت في المُخيّم وتأثّرت سلباً بسبب العملية العسكرية، ومن المتوقع أن يزداد عدد الأسر المتضررة بسبب الأضرار الجسيمة التي وقعت، ولذلك تخطّط "أونروا" لإعطاء الأولوية للأسر الأشد تضرراً من خلال تقديم المعونة النقدية لدعم الإيجارات والإصلاحات الرئيسية والثانوية.
وأشارت "أونروا"، إلى أنّ فرق الحماية التابعة لوكالة "أونروا" تواصل تحديد مخاطر الحماية، وبدأت بجمع التفاصيل حول تأثير استخدام الأسلحة المتفجرة والغارات الجوية في هذه المنطقة المكتظة بالسكّان، وتأثير استخدام القوات "الإسرائيليّة" لمنازل الناس كقواعد مؤقّتة، فيما يجري تحديد التقييم والمخاطر الحادة فيما يتعلق بالذخائر غير المنفجرة، ولا سيما فيما يتعلّق بالأطفال.
وقالت "أونروا" أيضاً أنّ حملات التوعيّة بدأت بين سكّان المُخيّم من خلال موظفي "أونروا"، بالتعاون مع شركاء متخصصين.
اقرأ/ي أيضًا إحصاء أوّلي لآثار العدوان على جنين ومخيمها: تدمير 300 منزل بشكلٍ كلي
وحول منشآت الوكالة، كشفت "أونروا"، أنّ الطريق الرئيسي للمُخيّم ما يزال غير سالك إلى حدٍ كبير، ما يؤثر على إمكانية الوصول إلى كافة منشآت "أونروا" التي تعرضت بعضها لأضرارٍ جانبية خلال العملية، حيث تعرّض مركز "أونروا" الصحي لأضرار جسيمة لدرجة أن أجزاء كبيرة منه غير صالحة للاستخدام، ومنذ صباح يوم 6 تموز تقوم "أونروا" بتشغيل مرفق صحي مؤقت داخل أراضي مدرسة قريبة تابعة للسلطة الفلسطينية، حيث تقدم الحد الأدنى من الدعم الصحي، على شكل أدوية وإحالة إلى مقدمي خدمات متخصصين.
وكشفت "أونروا" أيضاً أنّ المدارس الأربع التابعة لها تعرّضت لأضرارٍ طفيفة، ومسألة استئناف خدمات التعليم الاستدراكي لما مجموعه 1,700 طالب وطالبة من اللاجئين الفلسطينيين لا تزال تمثل أولوية بالنسبة لوكالة "أونروا"، لذلك يجب إصلاح المباني التعليمية قبل أن يتمكن الطلاب والمعلمون من استئناف التعلم والتعليم بأمان.
وبشأن شبكة المياه، أوضحت "أونروا"، أنّ الشبكة ومرافق المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية تحتاج إلى العمل مرة أخرى قبل إعادة فتح المدارس، وسيتم إعطاء الأولوية للمنطقة المحيطة بهذه المباني للإصلاح، وسيكون اختبار جودة المياه أمراً بالغ الأهمية قبل اعتبار الشبكة موثوقة، كما يمكن أن يكون لغياب الماء والكهرباء في المُخيّم تأثير على حصول الأطفال على مياه شرب نظيفة، ومرافق صرف صحي، وممارسات النظافة الصحية المناسبة، مما يزيد من خطر الإصابة بالأمراض المنقولة بالمياه وغيرها من القضايا الصحية.
وبيّنت "أونروا"، أنّ شبكات المياه والكهرباء تعرّضت لأضرارٍ جسيمة في كافة أرجاء المُخيّم، حيث كانت معظم منشآت "أونروا" بدون كهرباء أو ماء في 5 تموز، بينما استعيدت الكهرباء في بعض المنشآت بحلول 6 تموز، ووجد التقييم الأولي الذي أجرته مجموعة المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية أنّ ثماني كيلومترات من خط المياه في المُخيّم وكيلومترين إلى ثلاث كيلومترات من خط الصرف الصحي قد تضررت.
ونوّهت "أونروا"، إلى أنّ مُخيّم جنين تأسس عام 1953، وهناك 23,628 لاجئ فلسطيني مسجلين في المُخيّم في عام 2022، فيما تقدّر الكثافة السكّانيّة في المُخيّم بأكثر من 56,000 نسمة لكل كيلومتر مربع، وتقدّم أربعة مراكز صحية تابعة لوكالة "أونروا" الرعاية الصحية الأولية التي تشمل الصحة الإنجابية ورعاية الرضع والأطفال والمطاعيم والكشف والفحوصات الطبية والعلاج.
وكانت قوات الاحتلال قد انسحبت، قبيل منتصف ليل الثلاثاء الماضي، بشكلٍ كامل من مدينة ومُخيّم جنين، بعد عدوانٍ كبيرٍ استمر مدّة يومين أسفر عن ارتقاء 12 شهيداً وإصابة أكثر من 12، ودمارٍ كبيرٍ في البنى التحتيّة والخدميّة ومنازل اللاجئين في المُخيّم.