ناشدت 11 أسرة من فلسطينيي العراق تعيش في مخيم "بحركة" في مدينة أربيل في إقليم كردستان العراق، كافة الجهات المسؤولة وسفارة السلطة الفلسطينية في بغداد، للنظر في أوضاعها عقب قرار السلطات العراقية إغلاق مخيم بحركة، الذي يضم مئات العائلات العراقية النازحة عن مناطقها، إضافة إلى العائلات الفلسطينية.

وكانت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية قد قررت إغلاق المخيّم الذي تأسس في العام 2014، لإيواء نحو ألف أسرة عراقية نزحت من مناطق الصراع، إثر اجتياح تنظيم " داعش" مناطق الموصل والأنبار وقضاء محافظة صلاح الدين في تلك الفترة، ومن بين النازحين إلى المخيم 11 عائلة فلسطينية بقوام 31 لاجئاً ولاجئة كانوا يسكنون تلك المناطق.

ونصّ القرار الذي لم يدخل حيّز التنفيذ بعد، على أن تعود العائلات العراقية النازحة إلى مناطقها الأصلية التي نزحت منها، فيما يواجه اللاجئون الفلسطينيون في مخيم بحركة، مصيراً مجهولاً في ظل غياب مناطق أصلية يعودون إليها، حسبما جاء في مناشدتهم.

"وجاء في بيان المناشدة:" منذ فترة وجيزة علمنا أن المخيم سيجري إغلاقه وعودة النازحين جميعهم إلى سكنهم الأصلي، والسؤال هنا ما مصير الأسر الفلسطينية؟ وأين سكنهم الأصلي؟ نحن لاجئون لا يوجد لدينا أي مكان أصلي، وليس لدينا القدرة على السكن بالإيجار ولو لشهر واحد، وذلك بسبب عدم توفر فرص العمل التي تسد حاجاتنا، وخاصة نحن نعيش في مخيم يبعد عن مدينة أربيل ما يقارب 13 كم."

وتابع البيان: "نحن اليوم مهددون بإغلاق المخيم، ولا نعرف مصيرنا، وأين سنذهب؟ وكيف سنعيش، نتمنى من الخيرين أن يلتمسوا وضعنا، ويقدموا لنا يد العون".

اقرأ/ي ايضاً: فلسطينيو العراق.. نكبة اللجوء بلا حماية دولية

من جهتها، أصدرت "هيئة علماء المسلمين في العراق" بياناً أمس الثلاثاء 11 تموز/ يوليو، استهجنت فيه استمرار الحملات على فلسطينيي العراق، ووضعت مسألة إغلاق المخيم دون إيجاد حل للعائلات الفلسطينية، في إطار استمرار الحملات الممنهجة التي شنتها وما تزال الحكومة العراقية والميليشيات الطائفية، على اللاجئين الفلسطينيين في البلاد.

وأكدت الهيئة، توجه السلطات إغلاق المخيم، "دون توفير سبيل آمن للعائلات العراقية والفلسطينية التي تسكنه، وهو ما يجعلها أمام مصير مجهول في ظل الظروف الإنسانية والمعيشية والأمنية الصعبة التي يعيشونها.".

وجاء في بيان الهيئة: إن "القسم الإغاثي في هيئة علماء المسلمين وثّق بأثناء حملاته الإنسانية لدعم النازحين ومساعدتهم على مدى السنوات التسع الماضية، وجود إحدى عشرة عائلة فلسطينية في مخيم "بحركة"، تعيش في معاناة مستمرة منذ سنوات، إذ لم يعد لها ملاذ أو مأوى، ولا تملك من وسائل الحياة شيئًا، فضلًا عن تلاشي أمنها الغذائي والصحي والتعليمي، وسط تمادي الميليشيات وأجهزة الأمن في التضييق عليهم وملاحقتهم أمنيًا بذرائع شتى، والامتناع عن تزويدهم -في حالات كثيرة- بأوراقهم الثبوتية، وحرمانهم من حقوقهم."

اقرأ/ي أيضا: تطورات المشهد العراقي تجاه الملف الفلسطيني - ورقة حقائق

ويقدر عدد اللاجئين الفلسطينيين في العراق، بنحو بـ 4 آلاف فلسطيني يتركز معظمهم في بغداد ونينوى، من أصل 40 ألف لاجئ، قبل دخول الاحتلال الأمريكي عام 2003، وتعرضهم لحملات تهجير منظمة، فيما اقتصر حراكهم في السنوات الأخيرة، على المطالبة بالإفراج عن معتقليهم وتحسين حياتهم المعيشيّة.

ويعود تاريخ اللجوء الفلسطيني إلى العراق، إلى عام النكبة 1948، حيث أوى العراق نحو 3500 فلسطينيّ قدموا إليه على متن حافلات الجيش العراقي، الذي اصطحب معه فلسطينيين من قرى قضاء حيفا، في أثناء تقهقره عن مشارفها، والتي كان قد وصلها ضمن تشكيلات "جيش الإنقاذ" العربي، الذي حارب في فلسطين سنة 1948.

اقرأ/ي ايضاً: فلسطينيو العراق يجددون مطالبهم بالإفراج عن المعتقلين في سجون سلطات بغداد

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد