أفاد رئيس دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينيّة أحمد أبو هولي، أنّ أعمال الدورة الـ (110) لمؤتمر المشرفين على شؤون الفلسطينيين في الدول العربية المضيفة للاجئين الفلسطينيين ستنطلق اليوم في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في العاصمة المصرية القاهرة.
وأوضح أبو هولي في بيانٍ له، أنّ مؤتمر المشرفين سيُشارك الدول العربية المضيفة للاجئين (فلسطين، الأردن، سوريا، لبنان) إضافة الى مصر، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو"، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة "الأسيسكو"، ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".
وأكَّد أبو هولي، أنّ مؤتمر المشرفين سيبحث تراجع تمويل "أونروا" في السنوات الأخيرة، مع ازدياد حاجات اللاجئين في الدول المضيفة، وارتفاع معدلات الفقر إلى 90% في أوساط اللاجئين الفلسطينيين داخل المخيمات، فيما سيناقش على مدار خمسة أيام عدداً من القضايا المدرجة على جدول أعماله، والمتمثلة في قضية القدس والاستيطان والهجرة اليهودية والجدار الفاصل، وتعزيز ودعم صمود الشعب الفلسطيني، وموضوع التنمية في الأراضي الفلسطينية، وقضية اللاجئين ونشاطات "أونروا" وأوضاعها المالية وتأثير الأزمة المالية على خدماتها، إلى جانب متابعة توصيات الدورة 106 لمؤتمر المشرفين وتوصيات الدورة الـ 85 لمجلس الشؤون التربوية لأبناء فلسطين.
وأشار أبو هولي، إلى أنّ مؤتمر المشرفين يعقد في ظل تحديات جمة تواجه القضية الفلسطينية مع استمرار العدوان الصهيوني والاستيطاني في محافظات الضفة الغربية والقدس والاعدامات الميدانية التي تستهدف شعبنا، إضافة إلى الأزمة المالية التي تعاني منها وكالة "أونروا" جراء العجز المالي الكبير في ميزانيتها الذي يقدر بـ 703.7 مليون دولار ما نسبته 49% من اجمالي الموازنة العامة التي تقدر بـ 1.632 مليار.
وبيّن أبو هولي، أنّ الوفد الفلسطيني سيقدم مجموعة من التقارير التي تتناول آخر المستجدات للقضايا المدرجة على جدول أعمال المؤتمر، مُشدداً على أهمية المؤتمر الذي يعكس الاهتمام العربي المشترك بالقضية الفلسطينية من كافة جوانبها، وسيتم عرض توصياته على الدورة المقبلة لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية في أيلول/ سبتمبر القادم.
ويأتي هذا المؤتمر في أعقاب اجتماعات اللجنةُ الاستشارية لوكالة "أونروا" التي عقدت اجتماعاتها في العاصمة اللبنانية بيروت على مدى يومي 20 و21 حزيران/ يونيو، وطالبت بـ "ضرورة زيادة التمويل المستدام والقابل للتنبؤ للوكالة"، مؤكدة على المخاطر الحقيقية والأثر المحتمل لتعليق الخدمات.
وخلال هذه الاجتماعات، ركّز المفوض العالم لوكالة "أونروا" فيليب لازاريني أمام ممثلي الدول المشاركة على مخاطر انهيار الوكالة في ظل العجز الكبير بالموازنة، وأرجحية توقف عمل الوكالة في تقديم خدماتها لملايين اللاجئين.
يُذكر أنّ وكالة "أونروا" التي تتولّى تقديم الخدمات الصحيّة والاجتماعيّة والتربويّة لنحو 6 ملايين لاجئ فلسطيني، أطلقت نداءً للحصول على 1.6 مليار دولار لعام 2023، معظمها لتمويل خدماتٍ أساسيّة، مثل المراكز الصحيّة والمدارس، وسيُخصّص المبلغ الباقي لعمليات الطوارئ في غزّة والضفة الغربيّة والأردن وسوريا ولبنان، إلّا أنّها حصلت على 812.3 مليوناً فقط.
ومنذ قرابة 10 سنوات تواجه وكالة "أونروا" نقصاً حاداً في التمويل، وفي كل عام ترحّل العجز المالي للعام الذي يليه، وعلى مدار هذه السنوات انعكس هذا النقص في التمويل بشدة على جودة خدمات وكالة الغوث، إذ يعيش معظم اللاجئين الفلسطينيين تحت خط الفقر.