أطلق ناشطون سوريون في مناطق الشمال السوري الخاضعة لسيطرة المعارضة السوريّة، مؤخراً حملة بعنوان "أنقذونا" بهدف لفت الأنظار إلى معاناة مرضى السرطان في تلك المناطق، وسط غياب التجهيزات الاستشفائية اللازمة للعلاج في مستشفيات الشمال، وعجز الكثيرين عن دخول تركيا أو استيفاء متطلبات العلاج وتكاليفه فيها.

وأحصت جهات ناشطة في المجال الصحّي، نحو 3300 حالة مصابة بأنواع مختلفة من السرطانات، كثيرون منهم يتعذر علاجهم في مستشفيات أعزاز وعفرين وسواها، وسط صعوبات في نقلهم إلى تركيا، لاعتبارات تتعلق بالسلطات التركية التي تقنن دخول أبناء الشمال السوري وتخضعه لإجراءات معقدة.

لا جهة فلسطينية تتابع علاج مرضى السرطان الفلسطينيين في الشمال السوري 

مراسل بوابة اللاجئين الفلسطينيين في الشمال السوري، أشار إلى أنّ حالات عدة لفلسطينيين مصابين بالسرطان في مناطق الشمال، يتشاركون ذات المعاناة مع المرضى السوريين، مع فارق أنّ الفلسطيني لا جهة رسمية مسؤولة عنه، وتنسق أمور علاجه ومتابعتها لدى الجهات التركية، فيما لا تلتزم أي جهة فلسطينية أو غير فلسطينية بمتابعة علاج مرضى السرطان الفلسطينيين.

ويتحدث مراسلنا عن إحدى الحالات الفلسطينية المصابة بالمرض وتعود للاجئ فلسطيني يسكن مدينة أعزاز، مؤكداً أن تكاليف جلسة العلاج الكيميائي الواحدة التي يجريها تتراوح تكلفتها بين 500 إلى 600 دولار أمريكي، في وقت يحتاج فيه إلى جلسة كلّ 21 يوماً.

ليست التكاليف وحدها التي ترهق المرضى في مناطق الشمال السوري فحسب، بل عدم توفر كافة ممكنات العلاج وأدواته، ما يضع المصابين في دوامة من الإرهاق، ريثما يستحصلون على إذن دخول الى الأراضي التركية لاستكمال علاجهم.

 ولا تتوفر كل أنواع العلاج في مناطق الشمال السوري، كالعلاج الإشعاعي، وهو مرحلة أساسية من مراحل علاج السرطان، ما يضطر المصاب للذهاب إلى تركيا، وهناك يترتب عليه تكاليف كثيرة في حال لم يكن يمتلك أي نوع من أنواع الإقامة أو الضمان الصحي، فضلاً عن تكاليف النقل والمواصلات والإقامة وسواها.

لا توجد إحصاءات حول أعداد المصابين الفلسطينيين بالسرطان في مناطق الشمال، إلّا أنّ مراسلنا أشار إلى الكثير من المناشدات التي تطلقها عائلات لديها شخص مصاب بالسرطان، للجمعيات الخيرية والمنظمات الإنسانية والمتبرعين، لإعانتهم  في توفير العلاج، وهي حالة تجمع الفلسطينيين والسوريين على حد سواء.

وتسكن في مناطق الشمال السوري، نحو 1600 عائلة فلسطينية مهجرة من مخيماتها في دمشق وحلب ودرعا وسواها، تتركز في مناطق إدلب وأريافها بواقع 700 عائلة، وريف حلب الشمالي بواقع 500 عائلة، فيما يسكن مخيم دير بلوط في ريف ناحية جنديريس نحو 250 عائلة، و70 عائلة في مدينة جنديرس نفسها.

وتحرم وكالة "أونروا" الفلسطينيين في شمال غرب سوريا من المعونات الإغاثية والتقديمات الصحية والتعليمية وسواها، تحت ذريعة أنهم في "مناطق يصعب الوصول اليها" رغم أنّ الكثير من المنظمات الأممية تعمل في تلك المناطق، بحسب انتقادات ناشطين.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد