عُقِدَ في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين أمس الأحد 23 تموز/ يوليو، لقاءً شعبياً تحت عنوان "اللقاء التشاركي التشاوري" لبحث أزمة فوج الدفاع المدني الفلسطيني في مخيم نهر البارد، المهدد بالتوقف النهائي عن العمل في أواخر الشهر الجاري، لعدم توفر التمويل.
وجاء اللقاء، الذي عقد في قاعة الحاجة أم فهد كنعان وسط المخيم، بدعوة وحضور من قبل الدفاع المدني/ فوج مخيم نهر البارد، ومشاركة الروابط العائلية والأهلية في المخيم، وممثلين عن المؤسسات والمجتمع المحلي واللجان الشعبية وسواها من شخصيات ووجاهات، للبحث في حلول تحول دون توقف خدمات الدفاع المدني.
وجرى خلال اللقاء، نقاش أزمة الدفاع المدني، وسط تأكيدات على أهمية استمرار عمل فوج مخيم نهر البارد، نظراً لكونه الجهة الوحيدة التي تقدم خدمات الدفاع المدني للأهالي في حال حصول حريق أو كارثة من نوع ما، وسط اتفاق على ضرورة استمراره.
كما جرى الاستماع لمقترحات تقدم بها ممثلون عن الروابط العائلية في المخيم، لتوفير دعم وتمويل مستدام، بإسناد من المجتمع المحلّي، على اعتبار أنّ الدفاع المدني، هو مؤسسة عامة لكافة المخيم، وليس مؤسسة خاصّة. حسبما أشار ممثل "لجنة شباب حي سعسع" في المخيم خلال مداخلة له.
وحذر ممثل اللجنة من تبعات انهيار فوج الدفاع المدني في المخيم، واعتبره حالة أساسية في المجتمع، وغيابه سيجرد المخيم من أحد عوامل حمايته، نظراً لدور الدفاع الأساسي والوحيد في التصدي للكوارث والحوادث.
وتقدم ممثل اللجنة، بمقترحات تساهم في تفعيل دور المجتمع المحلي في دعم فوج الدفاع المدني، ومنها: تأسيس هيئة إدارية ومالية، تكون رديفة لمؤسسة الدفاع المدني، وتعنى بإجراء اتصالات وحشد التمويل لدعم الدفاع المدني.
كما اقترح ممثل اللجنة، القيام بجباية إلزامية من المؤسسات التجارية الفاعلة في المخيم، لصالح دعم الدفاع المدني بمبالغ لا تتعدى 5 دولارات شهرياً، وهي مبالغ قادرة المؤسسات التجارية على دفعها شهرياً بموجب وصل رسمي، إضافة إلى طلب التبرعات من أصحاب المداخيل كمعلمي وكالة "أونروا".
ونبّه عدد من النشطاء والحضور، من خطورة إغلاق فوج الدفاع المدني، وتحدثوا عن الصعوبات التي يواجهها المتطوعين في ظل غياب التمويل، كتوفير البنزين لسيارات الدفاع وتوفير الإنترنت، فضلاً عمّا يخص معيشة المتطوعين، الذين لديهم التزامات وإيجارات وسواها.
وكان الدفاع المدني الفلسطيني في مخيم نهر البارد قد دقّ ناقوس الخطر، من إمكانية إغلاقه نهائياً، جراء مروره بأزمة مالية خانقة، وتراكم الأعباء المالية وعدم قدرته على تلبيتها، داعياً المجتمع الفلسطيني لدعمه من أجل البقاء.
وأطلق الفوج نداءً يوم 4 حزيران/ يونيو قال فيه: "اليوم ونحنُ أمام مرحلة جديدة لا يسعنا القول، إلا أننا قد فقدنا السيطرة، على متابعة المصاريف والتكاليف والأعباء المالية التي أصبحت متكدسة، ونحن الآن في صدد الإقفال والرحيل إلى الأبد".
يذكر أنّ الدفاع المدني الفلسطيني، هو مؤسسة غير حكومية مستقلة لا تسعى إلى الربح المادي، ويضم أفواجاً في كافة المخيمات الفلسطينية على امتداد الأراضي اللبنانية، ويعتبر الجهة الوحيدة التي تقدم خدمات الدفاع المدني، كخدمات الإسعاف والإنقاذ والإطفاء والعناية الأوليّة من الحروق والعديد من المهام بشكل مجاني في المخيّمات، فيما تمتد عملياته الإنسانية إلى خارج المخيّمات.
وساهم الدفاع المدني الفلسطيني في التصدي للعديد من الكوارث التي ضربت لبنان، ومنها المساهمة في إطفاء حرائق منطقة الشوف عام 2019، إضافة إلى المساهمة في عمليات الإنقاذ إبان انفجار مرفأ بيروت في آب/ أغسطس 2020، وتمكن من إنقاذ الأشخاص من تحت الأنقاض وإسعافهم.