قالت الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لـ "إسرائيل" اليوم الثلاثاء 15 آب/ أغسطس: إنّ مجموعة من الفرق الفنية استجابت لدعوة مقاطعة مهرجان (3 دقّات) للموسيقى البديلة، الذي ينظمه ما يسمّى بـ "البيت الإسرائيلي – الفلسطيني" بتمويل ورعاية من بلدية الاحتلال "الإسرائيلي".
وحيّت الحملة كافة الفرق التي استجابت لندائها، بعد تواصلها مع جميع المشاركين والمشاركات خلال الفترة الفائتة، وإخبارهم بأنّ الجهة المنظمة لهذا المهرجان هي إطار إسرائيلي-فلسطيني ضليع في التطبيع الفنّي بمدينة القدس المحتلّة.
وأشارت الحملة إلى 6 فنانين وفرق استجابوا بشكل فوري لنداء المقاطعة، وهم كلّ من: تامر قيس، وفرقة زنوبيا، وسارڤ، وفرقة الكلسات، ويُسر حامد، وجوليانو حرب، وأدى انسحابهم إلى إلغاء المهرجان الذي كان من المقرر إقامته في الفترة ما بين 17 إلى 19 آب/ اغسطس الجاري.
وأوضحت الحملة في بيان لها، أنّ الإطار المنظم المسمّى "في البيت" تابع لمؤسسة تدعى "مقدسّة" التابعة لكيان الاحتلال، وتتلقى التمويل والرعاية من بلدية الاحتلال، وهي ذاتها التي سبق وأن أشرفت على "موسم الثقافة المقدسي" التطبيعي من قبل وتلقّت دعمًا مما يسمّى "متحف المدينة".
وأضافت الحملة: أنّه على الرغم من أن فنانات وفنانين فلسطينيين فقط هم المشاركون في المهرجان، إلّا أنّ المهرجان قائم على إطار "فلسطيني-إسرائيلي" يهدف صراحةً إلى الجمع بين الفلسطينيين و"الإسرائيليين" في مدينة القدس المحتلّة فقط بهدف تطبيع مع الاحتلال، وهو بالتالي محاولة أخرى لاستغلال الفنانات والفنانين الفلسطينيين، كأوراق توت لتجميل صورة نظام الاحتلال والاستعمار الاستيطاني والأبارتهايد الإسرائيلي والتغطية على جرائمه في كل مكان، وبالذات في مدينة القدس.
ودللت الحملة في بيانها، بمثال وارد في تعريف الإطار المسمى "في البيت"، الذي يفخر بأنه يستضيف "مجتمعات ومجموعات من القدس وإسرائيل والعالم للتعرف والمشاركة في تجارب لا تعد ولا تحصى وفعاليات ثقافية فريدة من نوعها".
وعبّرت الحملة بأن موقف الفرق والفنانين الذين استجابوا للمقاطعة هو امتداد للموقف الفلسطيني الوطني الرافض لشرعنة وتطبيع العلاقات مع نظام الاستعمار والأبارتهايد "الإسرائيلي"، بالذات في القدس المحتلّة، حيث يسعى النظام إلى تقويض الهوية الثقافية العربية-الفلسطينية بمكوناتها لتكريس الضم "الإسرائيلي" للقدس المحتلة.
وأكدت الحملة، أنّ "هذا النوع من المهرجانات، التي ترعاها وتنظّمها مؤسسات تطبيعية، يعيق تعزيز صمود الفلسطينيين في القدس، كما يعيق المبادرات والجهود الفنية والثقافية الأصيلة التي تحارب محاولات سرقة أو تدمير الثقافة والفن الفلسطينيين، بل تسعى إلى استغلالهما في التغطية على عمليات التهويد في المدينة.
وأعادت الحملة التذكير بأنّ، التعامل مع مركز "في البيت" يعتبر خرقاً لمعايير مناهضة التطبيع "التي أقرّها المجتمع الفلسطيني بالغالبية الساحقة من قواه السياسية وأطره واتّحاداته الشعبية".
وأضافت: أنّ هذا الإطار يساوي أخلاقيًا وسياسيًا بين «الطرفين»، أيّ بين المستعمِر والمستعمَر، ويتجاهل حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرّف، وأهمها تقرير المصير وعودة اللاجئين.
الجدير ذكره، أنّ هذا النجاح هو الثاني من نوعه لحملة المقاطعة، في حشد مقاطعة مهرجان ثقافي تطبيعي في القدس، خلال أسابيع قليلة، عقب نجاحها في إقناع صناع أفلام عالميين أواخر تموز/ يوليو الفائت بالانسحاب من مهرجان "القدس للسينما" الذي يقيمه كيان الاحتلال.
اقرأ/ي أيضاً: صنّاع أفلام عالميون ينسحبون من مهرجان "القدس للسينما" رفضاً للاحتلال