أعلنت دائرة شؤون اللاجئين لدى منظمة التحرير الفلسطينية، توزيعها معونات مالية لبعض لأسر الفلسطينية اللاجئة في المخيمات المدمرّة بسوريا، ولمتضرري زلزال 6 شباط/ فبراير الفائت، والأسر التي لديها فقيد من أفراد أسرتها او مصابين، وذلك عبر سفارة السلطة الفلسطينية في دمشق، وشملت الأسر الأكثر فقراً.
وكان رئيس الدائرة الدكتور أحمد أبو هولي، قد أوضح أمس الأول الثلاثاء أنّ المعونات جرى توزيعها بموجب معايير محددة للأسر الأكثر عوزاً وفقراً، في سبيل التغلب على ظروفهم المعيشية، وانخفاض القدرة الشرائية لمعونات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"
ولم تشر دائرة شؤون اللاجئين، لأعداد الأسر التي استفادت من المعونة المالية، ولا المخيمات التي شملها التوزيع، ولا قيمة المعونة، إلّا أنها أشارت إلى استفادة أهالي المخيمات المدمّرة، ونشرت بيان التوزيع عبر وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا" وموقع دائرة شؤون اللاجئين.
رسائل عدّة وردت إلى موقع بوابة اللاجئين الفلسطينيين للاستفسار عن التوزيع، وكيفية الاستفادة منه من قبل لاجئين فلسطينيين، لم يعرفوا عن المعونات التي تقدمها المنظمة، ولا كيفية التقدم للحصول عليها.
أحد أبناء مخيم حندرات المدمّر في حلب والمهجر إلى مدينة اللاذقية منذ سنوات "أبو صلاح حديد" أكد لبوابة اللاجئين الفلسطينيين أنّ عشرات الأسر الفلسطينية المهجرة من مخيم حندرات وتعيش في مخيم الرمل الفلسطيني في اللاذقية، لم تطالها معونات منظمة التحرير منذ سنوات تهجيرهم.
وأشار حديد إلى الحاجة الماسة للمهجرين عن مخيماتهم للالتفات إليهم من قبل دائرة شؤون اللاجئين لدى المنظمة، نظراً لكون العائلات كلها تعاني من غلاء المعيشة وإيجارات البيوت المرتفعة، فضلاً عن كون بعضهم قد تضرر من الزلزال الذي طال منطقة اللاذقية ومخيم الرمل.
وتساءل اللاجئ الفلسطيني، عن المعونات التي توزعها المنظمة، والتي لا يعرف بها أحد سوى عبر الإعلام حين يتم توزيعها، في وقت يوجد فيه نحو 100 عائلة من مخيم حندرات تنطبق عليها كل معايير الحاجة، نظراً للدمار الذي طال بيوتها وحالة التهجير التي تعيشها، حسب قوله.
وفي درعا جنوب سوريا حيث يقع مخيم للاجئين الفلسطينيين طال الدمار أكثر من 70% من أحيائه، وتسكنه مئات العائلات الفقيرة، أكد مراسل بوابة اللاجئين الفلسطينيين هناك، أنّ توزيع معونة منظمة التحرير لم يشمل عائلات المخيم الفقيرة جداً.
وأشار مراسلنا إلى "تهميش منظمة التحرير لمخيم درعا إغاثياً"، حيث لم ير الأهالي سوى حملة توزيع واحدة لمعونات غذائية منذ سنوات، وذلك رغم المناشدات الواسعة التي أطلقوها على مدار سنوات من أجل دعمهم في ترميم منازلهم، أو إعانتهم لترميم بعض الأساسيات فيها كالشبابيك والأبواب، حيث ما تزال بعض الاسر تعيش دونها منذ انتهاء العمليات العسكرية عام 2018 وما تلاها من جولات اقتتال.
وطالب لاجئون فلسطينيون دائرة شؤون اللاجئين الممثلة بالدكتور أحمد أبو هولي بالإعلان عن آليات التسجيل والاستفادة من المعونات المالية التي تقدمها المنظمة، نظراً للحاجة الكبيرة ولا سيما المخيمات التي تعاني من الدمار ويحتاج أهلها الى دعم معيشي لترميم منازلهم، والأسر التي تضطر لدفع إيجارات باهظة لقاء سكنها في منازل مستأجرة في المدن السورية.
وكانت وكالة "أونروا" قد كشفت في تقرير النداء الطارئ للعام 2022 الجاري، أنّ 82 % من اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، يعيشون تحت مستوى خط الفقر، بدخل لا يتجاوز 1.9 دولار باليوم الواحد، فيما ارتفعت نسبة الفقر المطلق الى أكثر من 90% بحسب مصادر متعددة، في وقت تواصل الحكومة السورية فيه رفع أسعار السلع الأساسية والمحروقات، ما يؤدي الى تدهور أكثر في الأوضاع المعيشية.