9 فلسطينيين ارتقوا في المخيمات خلال آب/أغسطس

الاحتلال يوغل في عدوانه على مخيمات اللاجئين بالضفة

الجمعة 08 سبتمبر 2023

تواصل حكومة الاحتلال "الإسرائيلي" وجيشها العدوان المفتوح على مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بالضفة الغربية المحتلة للشهر الثامن على التوالي من عام 2023، وتمارس شتّى أنواع الاعتداءات من اقتحاماتٍ ومداهماتٍ واعتقالاتٍ وحملات قتلٍ ممنهجة للشبّان الفلسطينيين تحت حججٍ وذرائع واهية.

وخلال شهر آب/ أغسطس، رصد موقع بوابة اللاجئين الفلسطينيين مئات الاعتداءات التي تركّزت في مخيمات عدّة بالضفة، واختلفت هذه الاعتداءات بحق الفلسطينيين ما بين إطلاق الرصاص الحي والمطاطي والقنابل والقذائف والغاز المسيّل للدموع، والاعتقالات والمداهمات لمنازل اللاجئين الفلسطينيين.

9 شهداء برصاص الاحتلال "الإسرائيلي" في مخيمات الضفة الغربية خلال آب/ أغسطس

وشكّلت مخيمات عدة في الضفة، مثل بلاطة وعسكر القديم عقبة جبر وطولكرم، أبرز نقاط المواجهة مع جيش الاحتلال خلال الشهر الماضي، حيث رصد بوابة اللاجئين الفلسطينيين خلال شهر أغسطس/ آب، ارتقاء 9 فلسطينيين من اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات الضفة، فيما تم رصد 111 حالة اعتقال، و489 إصابة من بينها بالرصاص الحي، و226 عملية اقتحام ومداهمة تخلّلها اندلاع مواجهات في 17 مخيماً بالضفة من أصل 19 مخيماً فلسطينيّاً.

ويكشف الرّصد تصاعداً كبيراً في اعتداءات الاحتلال على المخيمات الفلسطينيّة بالضفة خلال شهر أغسطس/ آب من ناحية العدد مقارنةً بشهر تموز/ يوليو الذي سبقه وخاصّة في أعداد الإصابات، حيث أصاب الاحتلال خلال شهر تموز/ يوليو 346 فلسطينياً وارتكب مجزرة في مخيم جنين.

اقرأ/ي أيضاً تموز مخضب بدماء ضحايا العدوان على مخيم جنين

وطالت انتهاكات الاحتلال خلال الشهر الثامن من عام 2023 المخيمات التالية: مخيم العروب، ومخيم نور شمس، ومخيم جنين، ومخيم الجلزون، ومخيم شعفاط، ومخيم عين السلطان، ومخيم طولكرم، ومخيم عسكر القديم، ومخيم الفوار، ومخيم بلاطة، ومخيم عقبة جبر، ومخيم العزة، ومخيم الفارعة، ومخيم قلنديا، ومخيم عايدة، ومخيم دير عمار، ومخيم عين بيت الماء.

الشهداء

ارتقى 9 فلسطينيين في مخيمات اللاجئين خلال شهر أغسطس/ آب، 2 منهم في مخيم جنين، و2 في مخيم عقبة جبر، وشهيد في مخيم نور شمس، وشهيد في مخيم دير عمار، وشهيد في مخيم بلاطة، وشهيد في مخيم عين بيت الماء، وشهيد في مخيم طولكرم، فيما شهد مخيم عقبة جبر أكبر عدد اعتقالات بمجموع 19 معتقلاً خلال الشهر المذكور، يليه مخيم الفوار بعدد 15 معتقلاً.

إصابات بالرصاص الحي

وخلال اقتحامات الاحتلال للمخيمات المذكورة، أصيب 489 لاجئاً فلسطينياً بينهم من أصيبوا بالرصاص الحي، حيث كان مخيم عسكر القديم أبرز المخيمات التي سُجل فيها إصابات بعدد 190 إصابة، يليه مخيم بلاطة بعدد 120 إصابة، فيما تأتي مخيمات دير عمار وعقبة جبر وطولكرم أيضاً في مقدّمة المخيمات التي سُجلت فيها الإصابات بمجموع 85 إصابة منها بالرصاص الحي، إلى جانب إصابة المئات اختناقاً بالغاز وجرى علاجهم ميدانياً من قِبل الطواقم الطبيّة المختلفة.

3-1.jpg

مداهمات واندلاع مواجهات

وكشف الرصد، أنّ قوات الاحتلال اقتحمت المخيمات المذكورة 226 مرّة ما بين ساعات الفجر والصباح، وساعات المساء والليل المتأخّر، وكان مخيم شعفاط أكثر المخيمات تعرّضاً للاقتحام من قِبل قوات الاحتلال خلال الشهر الثامن من عام 2023 بعدد 44 اقتحاماً، يليه مخيم عقبة جبر بعدد 27 اقتحاماً، ثم مخيم العروب بعدد 21 اقتحاماً.

ورداً على كل هذه الجرائم -كما هي العادة- يواصل أبناء المخيمات الفلسطينيّة بالضفة المحتلة مواجهة جرائم الاحتلال بشتى الإمكانات المتوفّرة لديهم، ويراكمون قوتهم رغم مجازر الاحتلال المستمرة، وهذا يتضح جلياً في ازدياد أعداد عمليات المقاومة المنطلقة من المخيمات، ومن خلال فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه من عملياته العسكريّة التي يشنّها بشكلٍ شبه يومي داخل المخيمات، سواء لاعتقال المقاومين أو تصفيتهم، إذ أصبحت كلفة اقتحام أي مخيم بالضفة عالية جداً على جيش الاحتلال.

المخيم يعبّر عن الألم الفلسطيني المتراكم منذ سنوات

يقول مدير مركز القدس للدراسات "الإسرائيليّة"، المحلل السياسي عماد أبو عواد لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إنّ المخيّمات الفلسطينيّة تشكّل عدّة نقاط بالنسبة للاحتلال، أولاً أنّ المخيم الفلسطيني بحد ذاته يعبّر عن الألم الفلسطيني المتراكم منذ سنوات، وهو الشهادة الحيّة على النكبة الفلسطينيّة التي حلّت بالفلسطينيين، وبالتالي من الناحية الفكريّة فإنّ "إسرائيل" أصلاً تحاول التخلّص من هذه المخيمات لأنّها أمام العالم تحرج هذا الاحتلال.

وأضاف أبو عواد: أمّا ثانياً، فإنّ المخيّمات في الغالب تُخرّج الكثير من المقاومين لعدّة أسباب منها "أنّ هذا اللاجئ الفلسطيني هو أكثر إيماناً من غيره بضرورة أن يكون هناك حلاً لقضيته، لا سيما وأنّ الغالبيّة العظمى من اللاجئين هم أصحاب ممتلكات في الداخل الفلسطيني المحتل، أي ينظرون إلى أنّهم فقدوا الكثير من المقدرات الذاتيّة بفعل وجود هذا الاحتلال الذي هجّرهم من أراضيهم وسلب ممتلكاتهم".

التواؤم والتقارب والمساواة في المخيم يولّد حاضنة شعبية متينة للعمل المقاوم

ويُشير أبو عواد: المخيم بطبيعته يعيش تقارباً في الحالة، وهذا التقارب يؤدّي بشكلٍ أو بآخر إلى استمرار شعور الناس بالالتصاق والتواؤُم والتقارب والمساواة، ما يوّلد دائماً حالة مقاوِمة تملك حاضنة شعبية متينة، لذلك فإنّ المخيم بالنسبة للاحتلال يعبّر عن مشكلة حقيقيّة.

وفي ظل التهديدات المستمرة، يرى أبو عواد أنّ الاحتلال لو اقتحم كل مخيم جنين فإنّ المشكلة لن تُحل، لا سيما وأنّ مشكلة الاحتلال اليوم هي عمليات فرديّة موجودة في كل مناطق الضفة الغربيّة رغم أنّ هناك تكتلات عسكريّة في جنين ونابلس وغيرها، لكنّ هذه التكتلات خطورتها اليوم بالنسبة للاحتلال أقل بكثير مما يحدّث على الأرض في المناطق الأخرى، ومن يُتابع العمليات يلاحظ أنّ هذا الأمر شائك إلى حدٍ كبير، أمّا مسألة الدخول للمخيم واجتياحه بشكلٍ كامل فهذا سيناريو وارد لكنّه ضعيف، لأنّ "إسرائيل" ستتوّرط فعلياً، وقد يؤدّي هذا الاجتياح إلى اشتعال أكثر من ساحة.

الفلسطيني لا يقاوم فقط.. بل يبتكر

وحول التصدّي لجرائم الاحتلال في المخيمات بالضفة، يؤكّد أبو عواد: الفلسطيني اليوم لا يقاوم فقط، بل يبتكر الأدوات والوسائل المختلفة لمواجهة الاحتلال، وكما نعلم أنّ الاحتلال اتخذ كل الإجراءات اللازمة من أجل إيقاف المقاومة الفلسطينيّة في المخيمات، لكنّ المقاومة استطاعت التغلّب على كل هذه الإجراءات واجتراح وسائل جديدة للنضال والمقاومة، وهذه الوسائل الجديدة والمختلفة أربكت حسابات "بنيامين نتنياهو" ومن قبله ومن سيأتي بعده، لأنّه وبعد أن جرّب كل الوسائل للتخلّص من المقاومة، إلّا أنّها كانت تتكيّف وتتغلّب على كل هذه الإجراءات وتنطلق مرّةً أخرى لمقاومة الاحتلال.

تقصير رسمي واضح بحق المخيمات

هل الحراكات الفلسطينيّة كافيّة وخاصّة من الجانب الفلسطيني الرسمي؟، يُشير أبو عواد في إلى أنّ الرد الفلسطيني الموجود على الأرض هو رد على مستوى فصائلي وشعبي، وليس على مستوى السلطة، لكنّ السلطة اليوم مطالبة بتحديد إلى أين تذهب، في ظل أنّها اليوم لا تقف على مفترق البقاء كما هي، وإنما عليها أن تختار: إمّا أن تنساق تجاه الاحتلال أكثر، أو باتجاه الشارع الفلسطيني أكثر.

أنّ المخيم الفلسطيني بحاجةٍ ماسّة للدعم، ليس فقط للدعم المادي، بل يحتاج إلى الدعم المعنوي والرسمي والسياسي وتنظيم الزيارات المتواصلة لشحذ الهمم، لأنّه وبكل صراحة هناك تقصير في هذا الاتجاه بشكلٍ كبير ومن الكل الفلسطيني بحق المخيمات وتحديداً من السلطة الفلسطينيّة.

أحمد حسين – صحفي فلسطيني/بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد