الولايات المتحدة الأميركية - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
أعلنت "الحركة الإصلاحية" التي تُعتبر أكبر الحركات اليهودية في الولايات المتحدة الأمريكية، الجمعة 17 شباط، معارضتها تعيين فريدمان سفيراً أمريكياً لدى الكيان الصهيوني، في مرة هي الأولى من نوعها، التي تُعارض فيها منظمة يهودية تعيين شخص في هذا المنصب، ووقّع زعماء كبرى المنظمات المنتمية للحركة الإصلاحية على إعلان يُفيد بالمعارضة.
جاء ذلك الإعلان، عقب محادثة شخصية لفريدمان، مع رئيس الاتحاد اليهودي الإصلاحي، ريك جيكوبس، و بعد أن حضر ممثلو "الحركة الإصلاحيّة" جلسة الاستماع، التي أجرتها لجنة العلاقات الخارجية التابعة لـ "الكونغرس" الأمريكي، تمهيداً لإقرار تعيينه.
كتب ريك جيكوبس، في الإعلان الذي نشره بهذا الشأن "يدور الحديث عن لحظة حاسمة ولم يسبق مطلقاً أن تمت معارضة تعيين سفير أمريكي، لكننا نقوم بذلك الآن انطلاقاً من الحاجة الحيويّة التي نراها عبر ضرورة طرحنا وإظهارنا لمخاوفنا من هذا التعيين الذي يُعتبر الأهم."
وأضاف جيكوبس "إعلاننا هذا نبع من محبتنا العميقة لإسرائيل، ولخوفنا من وضع الدعم القائم على الثنائية الحزبيّة الذي تمتعت به إسرائيل على المحك."
ووصف الإعلان ديفيد فريدمان، بأنّه شخص لا يملك المؤهلات الأساسية المطلوبة، لتولّي مثل هذا المنصب، بالإضافة إلى عدم تمتّعه بالكاريزما المطلوبة لتولّي مثل هذا المنصب الحساس.
ولم يُشكك بيان الحركة في انحياز فريدمان للكيان الصهيوني بعُمق، إلا أنّه اعتبر أنّ المحبة غير كافية لتؤهله لتولّي المنصب، "ويبدو أن مواقفه المتطرفة المتعلقة بقضايا أساسية ومفتاحية ذات صلة بحل الدولتين وحدود إسرائيل، والمستوطنات ومكان وموقع السفارة الأمريكية، وجدت الآن تعبيراتها في أروقة البيت الأبيض، لكن مثل هذه المواقف تُلحق الضرر بالسلام وبالعلاقات الراسخة بين الولايات المتحدة وإسرائيل"، حسب بيان الحركة.
وعمد فريدمان خلال جلسة الاستماع، التي جرت الجمعة، أمام لجنة العلاقات الخارجية في "الكونغرس" الأمريكي، على التنصّل والتراجع عن بعض تصريحاته السابقة، وقدّم اعتذاره عن وصفه زعيمة اليسار اليهودي في أمريكا "جي ستريت" بأنها أسوأ جهاز تغيير نغمات في الراديو"، وأعرب عن تأييده لفكرة حل الدولتين قبل أن يُشكّك باستعداد الفلسطينيين لقبول هذا الحل، وتنصّل من وصفه للرئيس السابق أوباما باللاسامي.
وأعرب أمام لجنة الاستماع، عن تأييده لإخلاء مستوطنة "بيت إيل"، التي تبرّع لها شخصياً بآلاف الدولارات، إن كان هذا الإخلاء يشق طريق السلام.
ورفض بيان الحركة الإصلاحيّة محاولات فريدمان، إضافة الليونة على مواقفه السابقة "إن الحركة الإصلاحية لا تعتقد أن المواقف الليّنة التي طرحها فريدمان خلال الجلسة تُشكّل بديلاً عن تاريخ طويل ومفصّل لنظرته لإسرائيل، ومواقفه التي اتضحت من خلال تصريحاته، وتبرعاته المالية أيضاً."
يُشار إلى أنّ منظمة "جي ستريت" اليهودية اليسارية في الولايات المتحدة، كانت قد اعترضت على قرار تعيين فريدمان، في كانون الأول الماضي، باعتباره "صديقاً لحركة الاستيطان" في الأراضي المحتلة، ثم بدأت بعد ذلك موجة اعتراضات من منظمات وجماعات يهودية أخرى في الولايات المتحدة، إذ أطلق تحالف من جماعات يهودية ليبرالية في الولايات المتحدة، بتاريخ 19 كانون الأول، حملة لوقف تعيين فريدمان، كونه معروفاً بأنه يميني مؤيد للاستيطان، وتحدّث عن ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة إلى الكيان الصهيوني.
وكانت قد تحدّثت صحيفة "هآرتس" العبريّة في ذلك الوقت، عن مساعٍ تقوم بها مجموعات يهودية ليبرالية في الولايات المتحدة، لإحباط هذا التعيين، مُشددةً على أنّ فريدمان يُمزّق اليهود الأمريكيين لمعسكرين.
وأوضحت الصحيفة، أنّ بعض الأوساط الليبرالية اليهودية في الولايات المتحدة، تسعى لإحباط هذا التعيين، من خلال أعضاء "الكونغرس" الأمريكي المؤيدين لحل الدولتين، إذ تنطلق هذه الأوساط بمعارضتها التعيين، من كون فريدمان يمينياً متطرفاً مؤيداً للاستيطان، ومن شأن تعيينه أن يُعقّد الصراع مع الفلسطينيين، ويدفع تسوية الدولتين نحو طريق مسدود نهائياً.
وقالت منظمة "أمريكيون من أجل السلام الآن APN" في بيان صدر عنها في وقتٍ سابق "فريدمان يُعارض حل الدولتين، وبالتالي يخرج عن الخط السياسي الذي اتبعته الولايات المتحدة على مدار فترة طويلة تجاه اسرائيل، وحتى أنّ هذه السياسة يؤيدها بنيامين نتنياهو نفسه، وأطلق دافيد فريدمان على حل الدولتين لقب (الوهم، خطأ تاريخي، رواية يجب أن تنتهي)".
يُشار إلى أنّ ترشيحات السفراء، يجب أن تمر أولاً من خلال لجنة مجلس الشيوخ للعلاقات الخارجية، والتي يشغلها 10 من أعضاء الحزب الجمهوري، وتسعة أعضاء من الحزب الديموقراطي، وفي حال اجتاز التعيين هذه العقبة، يرسل إلى التصويت عبر مجلس الشيوخ للتصويت عليه بكامل أعضائه.