أكَّد رئيس دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينيّة أحمد أبو هولي، أنّ هناك جهوداً مكثفة تجري في إطار التحضيرات لإنجاح مؤتمر التعهدات لكبار الدول المانحة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" على المستوى الوزاري الذي سيعقد اليوم في نيويورك على هامش اجتماعات الدورة (78) للجمعية العامة للأمم المتحدة، محذراً من تبعات فشل هذا المؤتمر.
وفي بيانٍ له، حذّر أبو هولي، من الخطر الذي يتهدد المنطقة إذا فشل مؤتمر المانحين من تأمين الأموال المطلوبة لوكالة "أونروا" والتي تقدر بـ 190 مليون دولار لتمكينها من المضي قدماً في تقديم خدماتها لمجتمع اللاجئين الفلسطينيين الذين يزيد عددهم عن 5.9 مليون لاجئ فلسطيني وصرف رواتب موظفيها حتى نهاية العام.
وأضاف أبو هولي: اللاجئون في المخيمات على صفيح ساخن، وانتظارهم لن يطول في ظل الانهيار المعيشي وتفشي البطالة والفقر في أوساطهم، وعدم قدرتهم على تلبية احتياجاتهم الأساسية ومتطلبات أبنائهم، وهذه رسائل على المانحين التقاطها قبل فوات الأوان، مطالباً المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته تجاه تمويل "أونروا" ودعم حقوق اللاجئين الفلسطينيين استناداً لقراري الجمعية العام 302، 194.
وبيّن أبو هولي، أنّ تجاهل المجتمع الدولي لمعاناة اللاجئين الفلسطينيين وعدم الاكتراث لأزمة وكالة "أونروا" المالية سيكون له تداعيات خطيرة على استقرار الإقليم، لذلك فإنّ اللاجئ الفلسطيني يترقّب بحذر ما سيخرج عن المؤتمر، ولن يقف اللاجئون مكبلي الأيدي أمام فقدانهم لحقوقهم الإنسانية في التعليم والصحة والإغاثة والخدمات الاجتماعية، ومقايضة حقهم المشروع في العودة بجوع أطفالهم.
كما أكَّد أبو هولي، أنّ الخطر يداهم المخيمات الفلسطينية مع استمرار ارتفاع عدد اللاجئين الفلسطينيين الذين يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد نتيجة تقليص "أونروا" دوراتها الغذائية في سوريا ولبنان إلى دورتين بدل من أربع دورات في العام ضمن إجراءاتها التدبيرية لمواجهة العجز المالي في ميزانيتها الاعتياديّة والطارئة وفقدان المساعدات النقدية قيمتها الشرائية مع ارتفاع الأسعار وانهيار العملات المحلية.
ولفت أبو هولي، إلى أنّ 1.7 مليون لاجئ فلسطيني في المخيمات الفلسطينية موزعين على مناطق عمليات "أونروا" يتهددهم خطر الجوع إذا ما توقفت المساعدات النقدية والغذائية التي تقدمها "أونروا" وتشكّل شريان الحياة لهم، متسائلاً: ما هو مصير 600 ألف من الطلبة اللاجئين في حال أغلقت "أونروا" مدراسها نتيجة عدم قدرتها على صرف رواتب موظفيها؟.
كما وجّه أبو هولي دعوته إلى الدول المانحة المجتمعة في نيويورك بأن تمتلك الإرادة السياسية لترجمة دعمها السياسي التي تعبر عنه دوماً في أروقة الأمم المتحدة إلى تمويلٍ مالي كاف ومستدام قابل للتنبؤ من خلال المضي قدماً في توقيع اتفاقيات تمويل متعددة السنوات.
وشدّد أبو هولي، على أنّ تفاقم أزمة "أونروا" المالية سببها غياب تلك الإرادة السياسيّة، مطالباً الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والدول المانحة المجتمعة بضرورة العمل على إيجاد نموذج تمويل مستدام إلى جانب التمويل الطوعي من خلال تخصيص موازنة ثابتة من الميزانية الأساسية للأمم المتحدة، وألّا يؤخذ نهج الاكتفاء بالحد الأدنى لمتطلبات التمويل كاستجابةٍ للحالة القائمة التي وضعت "أونروا" في عجز مالي تراكمي.
وفي ختام بيانه، أكّد أبو هولي، أنّ مؤامرة تفكيك وكالة "أونروا" وانهاء دورها بنقل صلاحياتها للدول المضيفة والمنظمات الدولية لإنهاء قضية اللاجئين واسقاط حق العودة لن تمر، بل سوف تتحطّم أمام صمود وثبات اللاجئ الفلسطيني.
وفي وقتٍ سابق، قال المستشار الإعلامي لوكالة "أونروا" في قطاع غزّة عدنان أبو حسنة، أنّ الحادي والعشرين من شهر سبتمبر الجاري سيشهد اجتماعات مهمة على هامش لقاءات الجمعية للأمم المتحدة في نيويورك لمناقشة التحديات التي تواجهها وكالة "أونروا" والعجز المالي المركّب الذي يواجه الوكالة الأمميّة.
ويُذكر أنّ وكالة "أونروا" التي تتولّى تقديم الخدمات الصحيّة والاجتماعيّة والتربويّة لنحو 6 ملايين لاجئ فلسطيني، أطلقت نداءً للحصول على 1.6 مليار دولار لعام 2023، معظمها لتمويل خدماتٍ أساسيّة، مثل المراكز الصحيّة والمدارس، وسيُخصّص المبلغ المتبقي لعمليات الطوارئ في غزّة والضفة الغربيّة والأردن وسوريا ولبنان، إلّا أنّها حصلت على 812.3 مليوناً فقط.