أفادت منظمة " Aegean Boat Report" اليونانية، المعنية في مراقبة انتهاكات حرس الحدود اليوناني بحق طالبي اللجوء، بارتفاع كبير في أعداد طالبي اللجوء الذين يحاولون العبور إلى اليونان عبر تركيا، خلال شهري آب/ أغسطس الفائت، وأيلول/ سبتمبر الجاري، فيما اكتظّت عدد من المخيمات في الجزر اليونانية بأعداد فوق طاقتها الاستيعابية.

ولفتت المنظمة، إلى أنّ المخيمات تمتلئ بسرعة كبيرة، حيث بلغ عدد طالبي اللجوء الذين وصلوا لمخيم جزيرة "ساموس" 1.200 شخص وهو رقم فوق الحد الأقصى لطاقته الاستيعابية، فيما تجاوز العدد في "ليروس" الحد الأقصى لطاقته وبلغ في "ليسفوس" نحو 5.000 شخص.

وأرجعت المنظمة ارتفاع أعداد الواصلين الكبيرة إلى انهيار استراتيجية حرس الحدود اليوناني في إيقاف تدفق القوارب، رغم الإجراءات العنيفة، مشيرةً إلى أنّ الجيش اليوناني بدأ بنصب خيام في "كار تيبي" لإيواء المزيد من الواصلين.

وقالت المنظمة: إنه في أسبوع واحد، حاول 152 قاربًا، على متنهم 5.100 شخص الوصول إلى الجزر اليونانية، وهو أكبر عدد من القوارب تم تسجيله منذ أكثر من 5 سنوات، ويبدو أن العدد مستمر في الزيادة.

وتابعت المنظمة: يبدو أن خفر السواحل اليوناني قد تخلى عن إبعاد القوارب على الطرق الأكثر استخدامًا، خاصة نحو جزيرتي "ساموس" و"ليسبوس"، حيث تم إيقاف 12 قاربًا فقط وإعادتها من قبل خفر السواحل اليوناني، وتمكنت 88٪ من جميع القوارب التي دخلت المياه اليونانية من الوصول إلى الجزر، أي ما مجموعه 91 قاربًا.

واعتبرت المنظمة، أن استراتيجية إدارة الحدود اليونانية في بحر "إيجه" قد انهارت، لكنها لفتت إلى ارتفاع العنف تجاه المهاجرين عند الجانب التركي، وقالت بناء على رصدها: إنّ خفر السواحل التركي يهاجم القوارب بعنف، ويصدم القوارب المطاطية الهشة، ويضربها بعصي طويلة لإجبارها على التوقف.

وأضافت، أنّه في الأسبوع الفات، تم نقل 280 شخصًا فقط إلى البر اليوناني الرئيسي، مع وصول أكثر من 2500 شخص، ما يعني زيادة الطلب على التجهيزات لإيواء طالبي اللجوء، وعبرت المنظمة عن قلقها من قدرة السلطات اليونانية والمنظمات العاملة في الجزر لدعم اللاجئين، ومستعدة بما يكفي لما سيأتي.

ولفتت إلى أنّه قبل نهاية هذا العام، يمكن أن يصل عدد السكان في الجزر اليونانية إلى حوالي 20.000 شخص، "وهذا بالطبع يعتمد على أعداد الوافدين، وهي مرتفعة للغاية حاليًا، والقدرة والرغبة في نقل الأشخاص إلى البر الرئيسي، وهي منخفضة جدًا حالياً".

وشككت المنظمة بقدرة السلطات اليونانية على احتواء الأعداد، وتوفير الضروريات لمثل هذا العدد المتزايد من السكان بسرعة، فيما تحاول المنظمات غير الحكومية في الجزر على سد الفجوات.

ورغم ذلك، سجلت المنظمة 12 حالة إرجاع في بحر "إيجه" خلال الأسبوع الجاري، شملت 336 رجلاً وامرأة وطفلاً، وذلك من بين 103 قوارب تمكنت من العبور إلى المياه اليونانية، استطاعت السلطات اليونانية إيقاف 12 منها وإعادتها بشكل غير قانوني، وقد تمكن 88% منها من العبور ووصلت إلى الجزر اليونانية، فيما وصل إجمالي الواصلين بأمان إلى الجزر 2.551 بين رجل وامرأة وطفل، خلال أسبوع واحد فقط.

وتشكل اليونان، محطة عبور بالنسبة للشبان الفلسطينيين خاصة أبناء قطاع غزّة الباحثين عن الهجرة، وأبناء مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا ولبنان، وتشير تقارير وتقديرات غير رسمية، إلى وجود نحو 6 آلاف طالب لجوء من قطاع غزّة في مخيمات طالبي اللجوء في الجزر اليونانية، يعانون وسط ظروف إنسانية وخدميّة وصحيّة متدنيّة.

 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد