نظّمت اللجان الشعبية للاجئين في مخيمات المحافظة الوسطى في قطاع غزّة، وقفة حاشدة أمام مقر توزيع المساعدات الغذائية التابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في مخيم بالنصيرات، وذلك تزامناً مع اجتماع المانحين في نيويورك على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وشارك في الوقفة رؤساء وأعضاء اللجان الشعبية وحشد كبير من اللاجئين الفلسطينيين من كافة مخيمات المحافظة الوسطى، حيث أكَّد المشاركون على ضرورة استمرار الدول المانحة لوكالة "أونروا" في دعم المؤسسة الأممية والإيفاء بالتزاماتها تجاه الشعب الفلسطيني الذي يعاني من الاحتلال.
ورفع المشاركون اليافطات واللافتات الداعية لاستمرار التمويل وكالة "أونروا"، إلى جانب اليافطات المنددة بالحصار "الصهيو-أمريكي" للوكالة.
وأكَّد أيمن أبو شاويش رئيس اللجنة الشعبية في مخيم النصيرات خلال كلمةٍ ألقاها نيابة عن اللجان الشعبية في مخيمات المحافظة الوسطى، أنّه يجب على كافة اللاجئين دق جدار الخزان، محذراً من خطر فشل مؤتمر المانحين في تلبية متطلبات تمويل وكالة "أونروا" لنهاية العام.
وقال أبو شاويش: إن الخطر المحدق لجموع اللاجئين هو نتيجة للعجز المالي الذي تعاني منه وكالة الغوث وعجزها عن تنفيذ برامجها الخدماتية الأساسية في الصحة والتعليم والإغاثة، فهو خطر يمسّ حياة اللاجئين وقضيتهم الوطنية، وتخلي الدول المانحة عن مسؤولياتها تجاه مخيمات اللاجئين ضمن مسلسل التقليصات المتراكمة والمتدرجة في الأعوام الأخيرة هو جريمة لا يمكن السكوت عليها ولا يمكن أن تمر.
وطالب أبو شاويش الجميع بأن يدركوا مدى الخطر المترتب على العجز في تقديم الخدمة لمجتمع اللاجئين، داعياً اللاجئين الفلسطينيين إلى أن يكونوا سنداً لأنفسهم من أجل حماية حقوقهم في كل ساحات اللجوء، ومطالباً وكالة "أونروا" بتحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية لحماية اللاجئين في كل المخيمات حتى تحقيق حقهم التاريخي بالعودة وفق قرارات الشرعية الدولية.
وأوضح أبو شاويش أنّ الظروف المأساوية التي تعيشها المخيمات من حصار وبطالة تفوق نسبة 70% وتعتبر أعلى نسبة بطالة في العالم، ونسبة الفقر التي تزيد عن 80% في أوساط اللاجئين الفلسطينيين، تجعل اللاجئ الفلسطيني يعيش على صفيح ساخن، وانتظاره لن يطول في ظل انهيار أوضاعه المعيشية والصحية.
وفي وقتٍ سابق اليوم، وجّهت اللجنة المشتركة للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزّة، نداءً عاجلاً إلى المؤتمر الوزاري حول وكالة "أونروا" الذي ينعقد في نيويورك اليوم، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ويُذكر أنّ وكالة "أونروا" التي تتولّى تقديم الخدمات الصحيّة والاجتماعيّة والتربويّة لنحو 6 ملايين لاجئ فلسطيني، أطلقت نداءً للحصول على 1.6 مليار دولار لعام 2023، معظمها لتمويل خدماتٍ أساسيّة، مثل المراكز الصحيّة والمدارس، وسيُخصّص المبلغ المتبقي لعمليات الطوارئ في غزّة والضفة الغربيّة والأردن وسوريا ولبنان، إلّا أنّها حصلت على 812.3 مليوناً فقط.