ارتفع عدد قتلى الاحتلال "الإسرائيلي" في محيط قطاع غزة حتى عصر اليوم الأحد 8 تشرين الأول/ أكتوبر إلى 600 قتيل بين جندي وضابط ومستوطن، إضافة إلى 2048 جريحاً، في حصيلة خسائر غير نهائية، تجاوزت تلك التي تكبدتها "إسرائيل" في كافة حروبها مع العرب منذ حرب تشرين الأوّل/ أكتوبر عام 1973 على الجبهتين المصرية والسورية، بحسب معلقين " إسرائيليين".
وقتل اليوم 26 جندياً "إسرائيلياً" في مواجهات عسكرية ممتدة منذ صباح يوم أمس السبت مع بدء كتائب عز الدين القسام عملية طوفان الأقصى، فيما أقر جهاز الأمن العام "الإسرائيلي" (الشاباك) بمقتل 5 من موظفيه ومتقاعديه خلال العملية.
واستطاع المقاتلون الفلسطينيون اليوم الأحد تنفيذ عمليات تسلل جديدة إلى مستوطنات "صوفا" والكيبوتس الخاص بها، و"حوليت" و "يتيد" في رفح، وتمكنت الكتائب من استبدال المقاتلين بآخرين استقدمتهم من القطاع، فيما كثّفت المقاومة تعزيزاتها على محور عسقلان و "اوكافيم".
وأعلنت كتائب القسام اليوم أن سلاح الجو التابع للكتائب شارك في اللحظات الأولى لمعركة طوفان الأقصى بالانقضاض على مواقع العدو وأهدافه بـ 35 مسيرة انتحارية من طراز "الزواري" في جميع محاور القتال.
وقال متحدث باسم جيش الاحتلال "الإسرائيلي" لشبكة "إيه بي سي": إن إسرائيل تعيش يوماً صعباً آخر، وعدد القتلى غير مسبوق، مضيفاً أن عدد الأسرى "الإسرائيليين" العسكريين والمدنيين كبير والوضع يتطلب رداً غير مسبوق، بحسب وصفه.
وكانت كتائب عز الدين القسام قد بدأت عملية طوفان الأقصى صباح أمس السبت واستهلتها باقتحام 50 موقعاً عسكريا وادارياً "إسرائيلياً" في 10 مستوطنات في مناطق غلاف غزّة، واتبعتها برشقات صاروخية طاولت تل أبيب، والمدن والبلدات المحتلة شمال وشرق وجنوب قطاع غزّة، وأسفرت عن وقوع إصابات وأضرار مادية جسيمة وعطّلت حركة الملاحة في مطار اللد "بن غوريون" الدولي، فيما
تهاوى المؤشر الرئيسي لبورصة تل أبيب إلى 6.7% عند الإغلاق ومؤشر البنوك في كيان الاحتلال إلى 8.7%، بحسب رويترز.
معلقون سياسيون "إسرائيليون" شككوا بقدرات جيش كيانهم في تجاوز الواقع الميداني الذي خلقته المقاومة قريباً، معبّرين بأنّ وصول المقاتلين الفلسطينيين على مسافة 10 كلم من الضفة الغربية المحتلّة، أمر "غير منطقي" دون وجود تواطؤ سببه فساد داخلي، وسط دائرة من الاتهامات بالتخوين المتبادل بين المعلقين والصحفيين.
"إسرائيليون" يتهمون جيش كيانهم بالخيانة
وفي تحليل لأحد المعلقين نشرته القناة 12 العبرية، عبّر بأنّ المجتمع "الإسرائيلي" في حالة صدمة شديدة لم تنته بعد، في ظل اعتقاد "بوجود مؤامرة نفذها متواطئون مع حركة حماس، وسهلوا دخول مقاتليها الى مستوطنات الغلاف"، بحسب ما جاء في التعليق.
وتشهد حسابات التواصل الاجتماعي العبرية، صراعات حول الموقف من الجيش "الإسرائيلي" واتهامات متبادلة بالخيانة، بين تيار يعتبر الجيش غير مذنب فيما حلّ بمواقعه الاستراتيجية في منطقة غلاف غزة، ومصير المئات من جنوده، ويحمل المسؤولية لحكومة "بنيامين نتنياهو" وإدارة المخابرات العامة من جهة، وبين تيار يلقي اتهامات كثيرة بالتخوين للمؤسسة العسكرية "الإسرائيلية" من جهة ثانية.
الصحفية "الإسرائيلية" "روني سازوفير" وصفت ما حلّ بكيانها بأنه انهيار أخلاقي للجيش، وتهاون في القيام بدوره، وطالبت بإجابات من أعلى هرم القيادة، وسط اتهامه بالتواطؤ في التعامل مع من وصفتهم بـ "الإرهابيين" عبر قصف الأراضي والمكاتب الفارغة.
الّا أنّ كلام " سازوفير" أثار حفيظة ناشطين صهاينة، اعتبروا ما يحدث "فرصة لآلة السم لتهاجم جيش الدفاع" حسب قولهم، ومنهم المعلق "بار شيم اور" الذي رأى بالأصوات التي تهاجم الجيش، بأنها تحاول صرف الأنظار عن فشل الحكومة وقيادة المخابرات.
وبلغت حدّة التراشق إلى الاتهام بالخيانة، حيث ذهب "بار شيم اور" إلى تخوين الصحفية، واعتبارها بأنها تتعمد نشر أسئلة صعبة ضد الجيش أثناء القتال، داعياً مجتمع المستوطنين "الإسرائيلي" لمهاجمة كل من ينتقد الجيش.
المعلق السياسي "يعيل تسيون" ذهب إلى أبعد من ذلك، واتهم جيش كيانه صراحة بالخيانة وبالتواطؤ مع حركة حماس، وقالت "ماي نيئمان" وهي إحدى المؤثرات "الإسرائيليات" إلى أن عملية عسكرية مباغتة من حماس بهذا الحجم لم تكن لتمر بهذه السهولة دون تواطئ من الجيش، مع تلميح إلى فساد ورشى مالية تلقاها قيادات الجيش في قيادة غرفة غزّة.
وتواصل قوات الاحتلال تعزيزاتها العسكرية في محيط قطاع غزة، في وقت أعلنت إذاعة جيش الاحتلال "الإسرائيلي" أن الجيش قرر إخلاء 25 مستوطنة وكيبوتساً في منطقة غلاف غزة، من بينها مستوطنات (بئيري وأوريم وناحل عوز ونتيف هعسراه وزيكيم).