نظّمت الهيئات والمنظّمات والروابط والمؤسسات الشبابية اللبنانية والفلسطينية وقفة احتجاجية أمام السفارة الفرنسية في بيروت، تضامنًا مع غزة.

ورفع عشرات المحتجين يافطات تندد بالجرائم التي يرتكبها الاحتلال "الإسرائيلي" في قطاع غزة منذ عشرة أيام، وحملوا صورًا تشير إلى مدى بشاعة المجازر التي يرتكبها الاحتلال بحقّ النساء والأطفال والشيوخ.

ليس جديداً على دولة أسست على المذابح بحق شعوب إفريقيا أن تدعم الحرب على غزة

وقال ابراهيم الصواتري أحد المنظمين: إنّ هذه الوقفة جاءت بالتزامن مع زيارة وزيرة الخارجية الفرنسية للبنان، مشيرًا إلى أنّ "الحكومة الفرنسية تساهم بالسلاح والإعلام والتمويل في إبادة شعبنا في غزة، وهو ليس بالأمر الجديد على دولةٍ تأسست على إبادة الشعوب الأفريقية ونهب مواردها، وعلى استعمار الجزائر وذبح شعبها".

وأكّد الصواتري لبوابة اللاجئين الفلسطينيين أنّ الخطوات والتحرّكات القادمة ستتركز أمام السفارات، وتحديداً سفارات دول الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة، "لأن حكوماتها شاركت بشكل مباشر بالدعم العسكري والإعلامي لآلة الحرب الإسرائيلية، وبالتالي فهي مشاركة بالمجازر بحق أهلنا في قطاع غزة".

WhatsApp Image 2023-10-17 at 1.56.51 AM.jpeg

من جهته، قال ممثل قطاع الشباب والطلاب في الحزب الديمقراطي اللبناني بشار الحكيم: إنَّ "الجيل الحاليّ يعتزّ ويفتخر بسقوط الكيان الغاصب المسمى إسرائيل كفكرة، وسقوطه كمشروع غربي وظيفي، زرعه الاستعمار في بلادنا لتشتيت قوانا ونهب خيراتنا واحتلال أرضنا بالقوة المتغطرسة وتشريد شعبنا وإحلال قطعان المستوطنين مكانه"، بحسب تعبيره.

المجازر ضد الفلسطينيين في غزة ترتكب بقرار أمريكي وحماية بريطانية وفرنسية وألمانية

ويرى الحكيم أنّ عملية طوفان الأقصى أزاحت الستار عن حقيقة العدوّ في فلسطين والمنطقة، فقد تدافعت حكومات الدول الغربية وإعلامها ونخبها لنجدة الكيان "الإسرائيلي" وتأمين الغطاء له في ارتكاب المجازر ضد الشعب الأعزل في غزة، لافتاً إلى أنّ المجازر التي ترتكب في هذه الأيام لم يُشهد لها مثيل في التاريخ، وهي تنفذ بقرار أمريكي وبحماية بريطانية-فرنسية-ألمانية، بعد أن سقطت أقنعة الدجل الحقوقي والإنساني، بحسب وصفه.

بدورها قالت الناشطة ندى رعد: إنّ هذه الوقفة هي واحدة من سلسلة تحرّكات ينفذّها قطاع الشباب اللبناني والفلسطيني منذ بدء العدوان "الإسرائيلي على غزة"، وأشارت لبوّابة اللاجئين الفلسطينيين إلى أنّ هذا الاعتصام جاء لرفع الصوت أمام الدول التي تدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان، لكنها تصم الآذان وتغمض عيونها حين يتعلق الأمر بالشعوب العربية المضطهدة، سيما الشعب الفلسطيني الأعزل.

فرنسا تمنع مظاهرات التضامن مع غزة لعدم إحراج "إسرائيل" في حرب الإبادة التي ترتكبها

وأضافت رعد: أن اختيار الاعتصام أمام السفارة الفرنسية جاء ليأتي تزامناً مع وصول وزيرة خارجية فرنسا "كاترين كولونا" إلى بيروت لإجراء محادثات مع المسؤولين اللبنانيين، لذا قُررت هذه الوقفة بهدف رفع الصوت أمام الصمت الدولي والمطالبة بالدفاع عن حقوق المدنيين الذين يتعرضون لإبادة جماعية في غزة.

وتتابع الناشطة اللبنانية: "فرنسا التي تتغنى بشعارها الشهير: حرية، أخوة، مساواة، تقف موقف الحياد إزاء ما يجري في القطاع، بل نراها تعلن دعمها لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها كما أعلن أمس الاتحاد الاوروبي، بل إنها تذهب أبعد من ذلك، من خلال منع إقامة تظاهرات تضامنية مع غزة على أراضيها" مضيفة: أنّ هذا المنع يأتي بالطبع دعماً للكيان الصهيوني ولعدم التسبب في أي إحراج له في جرائم الإبادة التي يرتكبها على مرأى ومسمع من العالم أجمع.

وأشارت رعد إلى أن "هذا التواطؤ الدولي يظهر حجم التآمر على الشعب الفلسطيني وعدم الاكتراث لمصيره، وكل الدول الاوروبية تقف موقفاً داعما للسياسة العنصرية الصهيونية، كما أنه لم يعد يخفى على أحد نفاق المجتمع الدولي، وادعاءاته المزيفة بالدفاع عن حقوق الانسان، فالفرد العربي لا يعتبر في نظرهم بشراً، والمعايير المزدوجة في التعاطي مع الفلسطينيين والصهاينة بات واضحاً لا لبس فيه".يضا

اقرأ/ي أيضاً فرنسا تقرر ترحيل المناضلة الفلسطينية مريم أبو دقّة على خلفية نشاطها السياسي

وأكدت أنّ هذه التحركات تأتي في إطار الدفاع بأبسط الوسائل الممكنة عن حقوق شعبنا الفلسطيني، ولوضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته، عسى أن تنقلب عليهم شعوبهم حين يكتشفون زيف شعاراتهم وكذبهم المستمر.

وفي ختام الاعتصام قدّم عضو المنظمات الشبابية الفلسطينية ابراهيم خلايلة مذكّرةً إلى السفير الفرنسي في لبنان، استعرضت الجرائم التي يرتكبها الاحتلال "الإسرائيلي" في فلسطين والمجازر التي ترتكب منذ عشرة أيام في قطاع غزة، وجاء في المذكرة: "في الوقت الذي أكد فيه الاتحاد الأوروبي بحق اسرائيل في الدفاع عن نفسها فإننا نؤكد على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وبناء دولته والدفاع عن نفسه انطلاقا مما وفره القانون الدولي من حقوق للشعوب الواقعة تحت الاحتلال".

لقراءة المذكرة كاملة اضغط هنا

يذكر أن الحكومة الفرنسية قد اتخذت مؤخراً قرارات عدة تحاصر المؤيدين للقضية الفلسطينية والمنددين بحرب الإبادة "الإسرائيلية" في قطاع غزة، أبرزها منع التظاهر من أجل فلسطين، وفرضت السلطات الفرنسية غرامات مالية تبلغ 170 يورو، على كل شخص يرتدي الكوفية الفلسطينية أو أي رمز تعتبره الحكومة الفرنسية "معادياً للسامية" فيما يخوض الإعلام الفرنسي المقرب من الحكومة حملات تضليل إعلامية بتبنيه الرواية "الإسرائيلية" لما يجري في قطاع غزة.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد