شهدت مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان اليوم الأربعاء 18 تشرين الأول/ أكتوبر، إضراباً عاماً، شمل مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" والمؤسسات والهيئات والفلسطينية العاملة بالمخيمات، بالتزامن مع مظاهرات غضب عارمة بدأت منذ ليل أمس، تنديداً بالمجزرة "الإسرائيلية" في المستشفى الأهلي العربي المعمداني، التي ارتكبتها طائرات الاحتلال بحق المئات من المرضى والجرحى والنازحين، في ظل صمت عربي ودولي حيال مجازر الاحتلال المتواصلة منذ 12 يوماً.

وكانت الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية وروابط ومؤسسات المجتمع الأهلي في المخيمات والقوى والاتحادات النقابية، قد دعت ليل أمس الى اعتبار اليوم الأربعاء، يوم إضراب وغضب في كافة المخيمات والتجمعات الفلسطينية، تنّظم خلاله المظاهرات والاعتصامات واللقاءات.

وجاءت الدعوات بحسب بيان القوى واللجان: "استنكاراً للعدوان الصهيوني الارهابي الهمجي البربري الإجرامي المدعوم أميركياً وغربياً، والمتواصل منذ أحد عشر يوماً على أهلنا في قطاع غزة، وأوقع أكثر من 3 آلاف شهيد حتّى اللحظة وتدمير المئات من الابنية السكنية والمرافق الحيوية والخدماتية".

إضراب مخيم عين الحلوة.jpg
من الإضراب في مخيم عين الحلوة

ومنذ ساعات الصباح الأولى، وعلى وقع إغلاق المدارس والأسواق التجارية، شهدت كافة المخيمات والتجمعات مظاهرات غاضبة، طالبت بأوسع تحركات عربية ودولية لوقف مجازر الاحتلال، وعبر اللاجئون خلالها عن ضرورة تفعيل دورهم في الدفاع عن أبناء شعبهم، عبر تعبئة كافة الجهود لدعم مسار المقاومة والتحرير.

للاجئين الفلسطينيين دور أكبر من المظاهرات والإضرابات وصار يتعزز لديهم هذا الإدراك

في مخيم نهر البارد، طاف سيل حاشد من المتظاهرين منذ ساعات صباح اليوم الأربعاء شوارع المخيم، شارك فيها حشود من النساء والأطفال، تنديداً بمجازر الاحتلال، والمواقف المتخاذلة سواء الرسمية الفلسطينية أو العربية والدولية في وضع حد لجرائم الإبادة "الإسرائيلية" بحق الشعب الفلسطيني.

اللاجئ الفلسطيني من مخيم نهر البارد عبد الرحمن حسن اعتبر أنّ أهالي مخيم نهر البارد وعموم مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يتعزز لديهم الإدراك أنّ "دورهم ليس الجلوس في المنازل لانتظار حل لقضية فلسطين ومستقبلهم كلاجئين، بل إنّ لهم دوراً أكبر حتّى من التظاهر والإضرابات".

وقال حسن لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: "إنّ المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وكتائب القسّام، أثبتوا في عملية طوفان الأقصى أنّ الفلسطيني قادر على تحقيق النصر على جيش الاحتلال الذي أوهمونا انّه لا يقهر، وبالتالي نستطيع نحن اللاجئين ان نلعب دوراً في عملية المقاومة والتحرير".

وتابع حسن: "إن الشعب الفلسطيني معتاد على مجازر الاحتلال، الّا أنّه اليوم في قطاع غزة، صار واضحاً أنّ المجزرة بحق الشعب الفلسطيني هدفها إبادة وتهجير من تبقوا على أرضهم، وبالتالي يجب ان يفهم الاحتلال أنّ التهجير لن يتم، وأنّ اللاجئين الفلسطينيون سيعودون من الشتات، كما بدأ مقاومون منهم يفعلون ويوجعون الاحتلال من جنوب لبنان".

تحرير حراك اللاجئين من "زواريب" المخيمات

وشهد مخيم البداوي في طرابلس، مظاهرة مماثلة، ردد خلالها المتظاهرون هتافات، طالبت بدعم المقاومة الفلسطينية كخيار وحيد في مواجهة حرب الإبادة "الإسرائيلية"، ودعوا إلى فتح الحدود مع فلسطين المحتلّة أمام اللاجئين الفلسطينيين، فيما توجّه العشرات من أبناء المخيم إلى محيط مقر السفارة الأمريكية في منطقة عوكر شمال بيروت، للمشاركة في المظاهرة المنددة بالموقف الأمريكي الداعم لمجازر كيان الاحتلال.

أحد أبناء مخيم البداوي "سلامة يوسف" عبّر في تعليق لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، أنّه على اللاجئين توسيع دائرة تحركاتهم الى خارج شوارع وأزقة المخيمات، كي يظهر تأثيرهم وحجمهم ودورهم للعالم.

وأشار يوسف إلى أنّه صار يرفض المظاهرات والوقفات التي يتم الدعوة لها داخل المخيمات، واعتبرها أنّها تقام من قبل اللاجئين الفلسطينيين ولا أحد يعرف بها سواهم، واصفاً ذلك بأنّه "دوران حول النفس" لا يفيد.

وتوجّه المئات من اللاجئين الفلسطينيين منذ ساعات الصباح والظهيرة، الى مقر السفارة الأمريكية في عوكر، حيث دعت قوى لبنانية وفلسطينية، لأكبر مظاهرة تنديد بالموقف الأمريكي الداعم لمجازر الاحتلال في غزّة منذ بدء العدوان.

وشهد محيط السفارة، مواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن اللبنانية، التي حاولت تفريق المتظاهرين وكانوا بالآلاف، بإطلاق الغاز المسيّل للدموع بكثافة وأيضاً الرصاص المطاطي، فيما علت الهتافات المنددة بالموقف الأمريكي، والداعية الى اغلاق السفارة الامريكية وسفارات الدول الغربية التي دعمت بشكل علني الاحتلال " الإسرائيلي" وحربه على الفلسطينيين.

وفي مخيمات جنوب لبنان، عبّر اللاجئون الفلسطينيون في مخيمات عين الحلوة في صيدا، والبص والرشيدية وبرج الشمالي في صور، عن غضبهم والتحامهم مع أهالي فلسطين المحتلّة وقطاع غزّة، في مواجهة حرب الإبادة والتهجير، وفي التأكيد على خيار الصمود والمقاومة والتقدم باتجاه الاحتلال.

مخيم برج الشمالي

جابت حشود كبيرة من اللاجئين شوارع مخيمات الجنوب، وهتف شبّانها وشاباتها ونساؤها وأطفالها وعجائزها، مطالبين بطرد سفراء الاحتلال من الدول العربية المطبّعة، وسفراء الدول الغربية التي ساندت حرب الإبادة " الإسرائيلية"، فيما توجّه عدد كبير منهم إلى محيط السفارة الأمريكية.

بعد عملية طوفان الأقصى لا أحد يستطيع حبس اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات بانتظار المساعدات

مخيم عين الحلوة، أكبر مخيمات الشتات الفلسطيني في لبنان، شهد إغلاقاً عاماً للأسواق والمحال التجارية والمدارس، إضافة إلى تظاهرة حاشدة، نددت بصمت الحكام العرب على مجازر الاحتلال، وطالبت بفتح الحدود مع فلسطين المحتلّة أمام مقاومة اللاجئين الفلسطينيين.

اللاجئ في مخيم عين الحلوة محمد سامر عزّام قال: إنّ الشتات الفلسطيني، لم يعد يرضى أن يبقى كما هو، ينتظر الإغاثة والمساعدات، ويبحث عن خلاص في الهجرة عبر البحر والموت المجاني، خصوصاً "بعد عملية طوفان الأقصى البطولية التي نفذتها المقاومة في مستوطنات الاحتلال بغلاف غزة، وما تلاها من إفصاح الاحتلال علناً وبكل وضوح، عن نواياه بالقضاء على الشعب الفلسطيني".

وأضاف عزام: إنّ المخيمات الفلسطينية في لبنان، تشارك في عملية طوفان الأقصى، وقدمّت 5 شهداء 4 منهم من أبناء مخيم عين الحلوة، حتّى الآن في عمليات بطولية نفذها أبناؤها في مستوطنات الاحتلال في الجليل الأعلى.

واعتبر عزّام، أنّه بعد عملية طوفان الأقصى، "لا أحد يستطيع حبس اللاجئين الفلسطينيين في مخيماتهم، بانتظار المعونات الإنسانية، والتسوّل من دول العالم الطعام والإغاثة وانتظار حلّ لقضيتهم، وذلك بعد ان اثبتت مشاركة الشتات، انّ شبان هم خزّان للمقاومة والثورة كما كانوا." وطالب من فصائل المقاومة العمل على تفعيل دور الشبان أكثر، في معركة التحرير.

وتأتي تحركات اليوم الأربعاء، كامتداد لتظاهرات حاشدة عمّت شوارع المخيمات والمدن اللبنانية، منذ ليل أمس الثلاثاء عقب المجزرة الاحتلال في مستشفى المعمداني، وشملت محيطي السفارتين الفرنسية والأمريكية، تنديداً باشتراك هاتين الدولتين بمجازر الاحتلال وتقديم الدعم العسكري والسياسي له.

وتظاهر أهالي مخيم الرشيدية في صور ليلاً، تنديداً بمجزرة الاحتلال في المستشفى العربي بغزّة، وطالب اللاجئون بفتح الحدود باتجاه فلسطين المحتلّة.

كما هبّ المئات من أبناء مخيمات البص وعين الحلوة، وبرج البراجنة في بيروت، والبداوي في طرابلس، والجليل في البقاع اللبناني، في مظاهرات غاضبة استنكاراً لمجزرة مستشفى المعمداني، وللمطالبة بطرد سفراء الدول الغربية، وفتح الحدود أمام المقاومة الفلسطينية في المخيمات

 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد