مجازر الاحتلال كسرت حاجز الخوف في الشارع الأردني

الأردن: إضراب شامل في المخيمات غضباً على مجزرة المستشفى المعمداني

الأربعاء 18 أكتوبر 2023
إضراب في المخيمات الفلسطينية حداداً على أرواح شهداء غزة
إضراب في المخيمات الفلسطينية حداداً على أرواح شهداء غزة

شهدت مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الأردن، اليوم الأربعاء 18 تشرين الأول/ أكتوبر، إضرابا شاملاً للمدارس والأسواق التجارية والمواصلات العامّة، حداداً على أرواح الشهداء الذي قضوا في مجازر الاحتلال المتواصلة في قطاع غزّة، وآخرها المجزرة المروعة التي ارتكبها طيران الاحتلال ليل أمس في مستشفى المعمداني وسط غزّة، وأدت أرى ارتقاء المئات من النازحين والمرضى والجرحى إضافة للكوادر الطبيّة والعاملين في المجال الصحي.

في مخيم الوحدات أحد أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في العاصمة الأردنية عمّان، تواصلت الفعاليات المنددة بالمجزرة "الإسرائيلية" منذ ليل أمس الثلاثاء، حيث شهد المخيم مسيرات عدة غاضبة، طالبت بقطع العلاقات العربية مع كيان الاحتلال "الإسرائيلي" ونددت بالصمت العربي والدولي، تجاه حرب الإبادة والتهجير التي تُشن على قطاع غزة.
ونفذ أهالي المخيم، إضرابا شاملاً، حداداً على أرواح الشهداء، حيث أغلقت الأسواق والمحال التجارية أبوابها، فيما تجمّع اللاجئون في شارع النادي وسط المخيم، هاتفين للمقاومة الفلسطينية، مؤكدين على التحام اللاجئين الفلسطينيين في الأردن مع إخوانهم في قطاع غزّة والضفة الغربية المحتلّة.

وفي مخيم البقعة شمال غرب العاصمة الأردنية، بدأ أهالي المخيم إضراباً منذ يوم أمس الثلاثاء، حيث أغلقت الأسواق والمحال التجارية أبوابها، كما جرى إيقاف محطّة النقل العام وسط المخيم التي تنطلق منها الحافلات إلى المناطق المحيطة.

وشهد المخيم اليوم تظاهرة حاشدة، شارك فيها نواب في مجلس النواب الأردني، هتف فيها المشاركون للمقاومة في غزّة، ونددوا بصمت الأنظمة العربية، وباستمرار العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع كيان الاحتلال، داعين إلى وقف التطبيع بشكل فوري كأبسط ردّ على مجازر الإبادة التهجيرية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني.
 

كما أغلقت المحال التجارية والأسواق والمدارس والمصانع والورش أبوابها في مدينة مأدبا ومخيم اللاجئين الفلسطينيين فيها، حداداً على أرواح شهداء غزّة، وتنديداً بمجازر الاحتلال، فيما توجه أهالي المخيم الواقع جنوب العاصمة عمّان، للتظاهر في وسط العاصمة وأمام سفارة كيان الاحتلال في الرابية.

زال الخوف… المطلوب طرد السفير وقطع العلاقات مع الكيان

مطالب الأردنيين واللاجئين الفلسطينيين في المملكة، الذين يشكلون نحو 70% من السكان، ارتفع سقفها لتبلغ حدّ الدعوة إلى قطع كافة العلاقات مع الاحتلال، وفتح الحدود أمام المقاومة الشعبية من الأردن باتجاه فلسطين المحتلّة، وهو مطلب كان يتردد كثيرون في ترديده قبل عملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في غلاف غزّة، وتمثلت في اقتحام مستعمرات الاحتلال ومعسكراته خلال ساعات قليلة، وقتل وأسر المئات من الجنود.

اللاجئ الفلسطيني في الأردن "ناصر أبو حماد" من أبناء مخيم الوحدات، أفاد لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، أنّ حالة الغضب في الأردن ومخيماتها، جراء الصمت العربي والدولي على المجزرة بغزة، وتجاه القضية الفلسطينية باتت في أقصى درجاتها، " وأن الأمر لم يعد كما كان قبل عملية طوفان الأقصى والمجازر التهجيرية بحق أهالي غزّة."
ووصف أبو حمّاد، اللاجئين الفلسطينيين في الأردن، بأنّهم كتلة لهب، وانفجرت في وجه الصمت، وقال إن المطالب اليوم، ليست أقل من فتح الحدود أمام الفلسطينيين والأردنيين والعرب كلهم، ليقاتلوا الصهاينة ويساندوا أبناء فلسطين في وجه الاحتلال الذي يهدف إلى قتل الفلسطينيين كلهم في العالم كله.

واعتبر اللاجئ، أنّ الجرأة لدى الفلسطينيين والأردنيين في الأردن تفجّرت، وصارت سفارة الاحتلال "الإسرائيلي" مستهدفة "ويوم أمس الشبّان اقتحموا السفارة، وغداً قد يتم حرقها، وخرق كل الخطوط والحواجز تجاه العدو."

أبناء المخيمات، شاركوا بكثافة في التظاهرات المستمرة اليوم الأربعاء أمام مقر سفارة كيان الاحتلال في العاصمة عمّان، حيث شارك عشرات الآلاف من الأردنيين والفلسطينيين في تظاهرات غصّت بها شوارع العاصمة، فيما قمعت قوات الأمن الأردنية المتظاهرين، ومنعتهم من الوصول إلى مقر السفارة.

وكان متظاهرون غاضبون ليل أمس، قد أشعلوا النيران في حرم سفارة كيان الاحتلال في عمان، بعد ان نجحوا في اقتحامها، عقب تظاهرة ليلية حاشدة انطلقت للتنديد بمجزرة المستشفى المعمداني في قطاع غزّة.
 

أحد أبناء مخيم البقعة "رأفت عوض" وفي إجابته عن سؤال يتعلق بسقف مطالب الفلسطينيين والأردنيين في المملكة، والتي يرون فيها دعماً حقيقياً للفلسطينيين في وجه الإبادة، أكّد لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، أنّ هتافات المتظاهرين سواء في المخيمات أم في كافة المناطق الأردنية، لا تشبه التي كان يطلقها الأهالي خلال فعاليات التضامن السابقة مع فلسطين.

وأوضح اللاجئ، أنّ مطالب الأهالي اليوم باتت تنظيم الصفوف ورصّها من أجل المقاومة والتحرير، وخصوصاً بعد رؤية رجال المقاومة، وهم يقتحمون المستوطنات، ويأسرون جنود العدو والمستوطنين، ولم يعد مقبولاً تقديم التنازلات من الحكام العرب وبيع حقوقنا كلاجئين في أراضينا، بينما التحرير بات ممكناً.

وأكّد اللاجئ عوض، أنّ مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الأردن، "خزان وبركان للثورة الفلسطينية، ولن ينتظر كيان الاحتلال "الإسرائيلي" طويلاً حتى يرى الجموع، وهي تدخل وتحرر أراضيها، ولن تستطيع الأنظمة تحويلنا إلى أوراق مساومة" حسب قوله.

وشهدت كافة المناطق الأردنية ليل أمس، تظاهرات غاضبة، رددت شعارات من قبيل "واحد اثنين الجيش العربي وين" في إشارة إلى المؤسسة العسكرية الأردنية "الجيش العربي في الأردن"، والجيوش العربية المحيطة بفلسطين، إضافة إلى شعارات طالبت بطرد السفير الإسرائيلي، ووقف كافة التعاملات التطبيعية معه.

 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد