مع دخول حرب الإبادة "الإسرائيلية" التي يتعرض لها قطاع غزة يومها السابع عشر على التوالي، شهدت مناطق متفرقة من القطاع غارات كثيفة ومركزة على منازل المدنيين في مختلف المدن والمخيمات، ووصفت تقارير إعلامية ليلة الاثنين 23 تشرين الأول/ أكتوبر بأنها الليلة االأعنف التي شهدها سكان قطاع غزة منذ بدء العدوان "الإسرائيلي" نظراً لكثافة الغارات وتتابعها بشكل غير مسبوق، ما أسفر عن عدد كبير من الشهداء والجرحى.

وقدرت تقارير إعلامية بأن تكون حصيلة ضحايا العدوان فقط لمساء الأحد وليلة الاثنين أكثر من 400 شهيد، فيما قال جيش الاحتلال "الإسرائيلي" إنه "قصف عدة أهداف في مختلف مناطق قطاع غزة".

وخلال ساعات المساء والليل، ارتكب جيش الاحتلال أكثر من مجزرة مستهدفاً منازل المدنيين بالغارات الجوية والقصف المدفعي، وكان أعنف المجازر في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين شمالي قطاع غزة، حيث استهدفت غارة جوية "إسرائيلية" منزل عائلة اللداوي بشكل مركز وأسفر القصف عن تدمير المنازل المجاورة، وارتقاء 30 شهيداً وفق ما صرح به الدفاع المدني الفلسطيني، وعشرات الجرحى وكذلك عشرات العالقين تحت الأنقاض في ظل كثافة القصف الذي تلا الغارة وكذلك عدم توفر الإمكانيات اللازمة لإخراج العالقين، حيث تواصل فرق الإنقاذ محاولاتها لإخراجهم.

وقال مدير المستشفى الاندونيسي عماد كحلوت لوسائل إعلام: إن 26 شهيداً ارتقوا جراء المجزرة وصلوا إلى المسفى بالإضافة إلى عشرات الجرحى ومعظمهم من الأطفال، مشيراً إلى أن الطواقم الطبية تجري العمليات الجراحية للمصابين دون تخدير لنفاد 95 % من مواد التخدير من المشفى.

وفي وقت لاحق، ارتكبت طائرات الاحتلال "الإسرائيلي" مجزرة في رفح ارتقى على إثرها 14 شهيداً معظمهم من الأطفال.

غارات كثيفة ومتتابعة..وقصف مدفعي

وتتواصل الغارات الجوية على شمال ووسط وجنوب قطاع غزة فيما تشهد المناطق الشرقية كمخيمي البريج والمغازي قصفاً مدفعياً عشوائياً على منازل المدنيين ما يسفر عن إصابات ودمار.

وعند منتصف الليلة، قال الدفاع المدني الفلسطيني إن طواقمه انتشلت 5 شهداء في حي الزيتون بمدينة غزة، و شهيدين آخرين في خان يونس جراء غارات جوية استهدفت منازل مدنيين.

وطال القصف "الإسرائيلي" الليلة محيط مجمع الشفاء الطبي، ومحيط مركز للتموين تابع للأونروا في مخيم الشاطئ غربي غزة.

وشهد مخيم النصيرات في وقت سابق الليلة، سلسلة غارات جوية "إسرائيلية" استهدفت منازل في منطقة الحساينة ومحيط مسجد أبو داوود ما أدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء، وكذلك تعرض مخيم البريج بالتزامن لغارة جوية أسفرت عن شهداء وجرحى، وكان سبقها غارة أخرى استهدفت بلوك رقم 12 وأسفرت عن شهداء أيضاً.

يأتي هذا فيما جدد جيش الاحتلال "الإسرائيلي" تهديده لعدد من المشافي بالإخلاء تمهيداً لقصفها، ولكن ترفض كوادر وإدارة المشافي الانصياع لهذه التهديدات نظراً لحساسية أوضاع المرضى والجرحى في المستشفيات وعدم وجود مكان آخر لإجلائهم إليه.

وقالت مديرة الإعلام في الهلال الأحمر الفلسطيني: "قوات الاحتلال تنذرنا بأنها ستقصف مشفى القدس في أي لحظة"

دعم غربي على نحو متزايد للحرب على غزة

ومع تصاعد المجازر الإسرائيلية، تنفيذاً لتهديد سابق من قبل الناطق باسم جيش الاحتلال "الإسرائيلي" يوم السبت، أصدر قادة كل من الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا بياناً مشتركاً أكدوا فيه دعمهم لـ "إسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها"، وفق وصفهم.

وقال البيان: "نلتزم بالتنسيق لدعم رعايانا خاصة الراغبين في مغادرة غزة،ندعو للالتزام بالقانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين".

ومع تزايد بيانات الدعم الغربي وخطوات الدعم العسكري والمالي لها، تمعن حكومة الاحتلال "الإسرائيلي" أكثر في حرب إبادة المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، حيث قال مكتب رئيس الحكومة "بنيامين نتنياهو" إن كيانه لن يقدم أي مساعدات إنسانية لغزة وسيمنع أي مساعدات غير خاضعة لرقابته من أطراف أخرى".

وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، مساء أمس الأحد: إنه لم يدخل سوى 34 شاحنة مساعدات إلى القطاع في 17 يوماً من العدوان، مضيفاً ان المساعدات التي دخلت هي بحوزة وكالة "أونروا" ولم تسلم لوزارة الصحة التي تحذر من توقف في عمل مستشفياتها جراء عدم توفر الوقود والأدوية والمواد الطبية.

وفي وقت سابق، حذرت وكالة "أونروا" من نكبة إنسانية سيشهدها قطاع غزة حال لم يدخل إليه الوقود في غضون 3 أيام.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد