مع دخول حرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزة يومها الثامن عشر على التوالي، واصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" المدعوم سياسياً ومالياً من دول الغرب ارتكاب المجازر واحدة تلو الأخرى في مناطق متفرقة من قطاع غزة، وسط تحقق تحذيرات سابقة بشأن توقف عمل المشافي في القطاع المحاصر حيث انقطعت الكهرباء بشكل كامل عن المستشفى الاندونيسي الذي يضم في غرفه وأروقته مئات جرحى المجازر "الإسرائيلية".
وتعرضت مناطق متفرقة من القطاع بعد منتصف الليل لغارات جوية "إسرائيلية" عنيفة وكثيفة ومتتابعة، ركزت على المنازل المأهولة وحصدت أرواح عشرات الفلسطينيين في غضون ساعات.
غارات مكثفة ومتتالية تستهدف المنازل المأهولة
ففي المنطقة الجنوبية وحدها، وخلال أقل من ساعتين، ارتقى 53 فلسطينياً بينهم أطفال وأصيب العشرات، حيث ارتقى 23 فلسطينياً في غارات استهدفت منازل مأهولة ومحطة (أبو عودة) للوقود في خانيونس جنوبي قطاع غزة، ما يزال العشرات من الضحايا والناجين المحتملين تحت الأنقاض، في ظل انقطاع كامل للتيار الكهربائي عن المنطقة وعدم توفر المعدات اللازمة لفرق الإنقاذ من أجل انتشالهم.
وكذلك ارتقى أكثر من 30 فلسطينياً جراء قصف "إسرائيلي" استهدف منازل مأهولة بالسكان في رفح جنوبي شرقي قطاع غزة.
في وقت سابق، ارتكب طيران الاحتلال "الإسرائيلي" 3 مجازر متتابعة في كل من مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، ومخيم جباليا شمال قطاع غزة، وحي الشيخ رضوان بمدينة غزة، أسفرت عن ارتقاء عشرات الفلسطينيين وإصابة العشرات.
وقالت مصادر إعلامية: إن 3 فلسطينيين ارتقوا في قصف "إسرائيلي" استهدف منزلاً في منطقة جباليا النزلة قرب مخيم جباليا، وكذلك ارتقى شهداء في قصف استهدف منزل سويلم غرب مخيم جباليا، كما ارتقى 5 شهداء في قصف "إسرائيلي" لمنزل عائلة بكر مقابل مسجد خليل الرحمن بمخيم الشاطئ، وارتكب طيران الاحتلال مجزرة "اسرائيلية" جديدة بعد قصف منازل عائلات فرحات ودبابش والفصيح في ذات المخيم.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية إياد البزم، قبل منتصف الليل بدقائق: إن الاحتلال "الإسرائيلي" ارتكب مجزرة بقصف عدد من المنازل في مخيم الشاطئ وأنه يلاحق النازحين بالقصف في كل مكان.
المنظومة الصحية في قطاع غزة هي الأسوأ في تاريخها
من جهتها قالت وزارة الصحة الفلسطينية عند منتصف الليل: إن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" ارتكب خلال اليوم مجازر عدة أوقعت مئات الشهداء والجرحى، ولا يزال عدد كبير منهم تحت الأنقاض، فيما تحدث مدير مجمع الشفاء الطبي لقناة الجزيرة عن 200 شهيد خلال 24 ساعة.
وأكد مدير المجمع أن لا مساعدات طبية وصلت إلى المجمع، وأن الأسرّة امتلأت تماماً ولم يعد هناك متسع لأي جريح أو مريض، وأن الطواقم الطبية تجري المفاضلة بين الجرحى على حسب حالاتهم.
وأضاف: بأنه إن لم يدخل الوقود إلى القطاع سنكون أمام كارثة كبيرة.
في هذا الإطار، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة بأن المنظومة الصحية في القطاع وصلت إلى مرحلة هي الأسوأ في تاريخها، وأن العمل يتم في إطار إنقاذ ما يتم إنقاذه من أرواح الجرحى.
وأشار المتحدث باسم الوزارة إلى أنه أمامنا 24 ساعة لتتوقف كل مولدات الكهرباء بالمستشفيات بسبب نفاد الوقود.
انقطاع التيار الكهربائي عن المستشفى الأندونيسي بالتزامن مع وصول جرحى المجازر
وبالفعل، انقطع التيار الكهربائي بالكامل عن المستشفى الاندونيسي في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة بعد ساعة من منتصف الليل بسبب نفاد الوقود المشغل للمولدات.
وانقطع التيار الكهربائي بالتزامن مع وصول عشرات الجرحى إلى المستشفى إثر غارات عنيفة ومجازر ارتكبها جيش الاحتلال "الإسرائيلي" على عدة مناطق من غزة.
وغرقت المستشفى بمن فيها من جرحى ومرضى في ظلام دامس، وتوقفت كل المرافق الحيوية والأجهزة الطبية عن العمل، فيما تابع بعض الأطباء والمسعفين مداواة جرحى القصف "الإسرائيلي" على ضوء الهواتف النقالة.
وفي بيان لها، قالت حركة حماس: إن "انقطاع الكهرباء عن المستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة بسبب نفاد الوقود، جريمة ضد الإنسانية ووصمة عار على جبين الدول التي صمتت وشاركت الاحتلال عدوانه، والإبادة الجماعية التي يرتكبها بحق شعبنا والمدنيين العزل".
وأضافت "ندعو دولنا العربية والإسلامية والأمم المتحدة إلى التحرك العاجل والفوري لتوفير إمدادات الوقود لتشغيل المولدات الكهربائية للمستشفيات، ونحذر من مغبة التهاون في توفير الوقود، والذي يعني الحكم بالموت على جميع المرضى والجرحى في المستشفيات".
تواصل التهافت الغربي لتأكيد الدعم لـ "إسرائيل"
وأمام جرائم الإبادة غير المسبوقة التي يصعّد جيش الاحتلال "الإسرائيلي" من ارتكابها، لا تجد الحكومة "الإسرائيلية" سوى مزيد من الدعم الغربي سياساً وعسكرياً ومالياً، وإصرار على الإعلان من قبل دول غربية وأوربية عن الوقوف إلى جانبها في حربها ضد قطاع غزة.
وتوجه رئيس الحكومة البريطانية "ريشي سوناك" إلى برلمان بلاده بعد زيارة إلى فلسطين والمنطقة لتأكيد الدعم لـ "إسرائيل" متبنياً رواياتها حول ما يجري في قطاع غزة، لا سيما مجزرة المستشفى المعمداني، وقال: "إنه لا يجب السماح لحركة حماس بالسيطرة على أي جزء من الأراضي الفلسطينية"
وجدد البيت الأبيض الأمريكي موقفه بأنه "حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها، ولا يزال أمامها عمل يتعين عليها القيام به لملاحقة قادة حماس" وفق تعبير بيان صادر عنه
وأضاف: "سنستمر في دعم إسرائيل، وتركيزنا منصب على التأكد من أن لديها ما تحتاجه لمواصلة المعركة".
فيما جاء في تقرير لنيويورك تايمز، بأن "واشنطن قلقة من عدم جهوزية إسرائيل بعد لشن هجوم بري وافتقارها لأهداف عسكرية قابلة للتحقيق".
وأمام ما يصر قادة بريطانيا وأمريكا وكندا وألمانيا وفرنسا وغيرهم، على تصديره بأن جيش الاحتلال يواجه مقاتلي كتائب القسام في قطاع غزة، لن تغيب عن صفحات التاريخ مشاهد الأطفال الشهداء وأشلائهم والمجازر اليومية التي راح ضحيتها حتى اليوم السابع عشر من العدوان أكثر من 5087، منهم 2055 طفلًا و1119 سيدةً و217 مُسنًا، بالإضافة إلى إصابة 15273 فلسطينياً بجراح مختلفة، عبر أكثر من 600 مجزرة لم ترتكب سوى بالمدنيين والأطفال والنساء خاصة.