أكد المتحدث باسم المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة سلامة معروف وجود أكثر من 10 آلاف بين شهيد ومفقود إثر مجازر الاحتلال "الإسرائيلي" في القطاع، مشيراً إلى أن وجود جثامين الشهداء تحت الركام ينذر بخطر انتشار الأوبئة، فيما أكدت وزارة الصحة حاجة نحو ألف جريح للعلاج في الخارج.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة ظهر اليوم الأربعاء 1 تشرين الثاني/ نوفمبر ارتفاع حصيلة ضحايا حرب الإبادة "الإسرائيلية" المتواصلة على قطاع غزة لليوم 26 على التوالي إلى 8796 شهيداً بينهم 3648 طفلاً و2290 امرأة، بالإضافة إلى أكثر من 22 ألفاً و200 مصاب.
وأفادت تقارير إعلامية أن نحو 100 طفل يستشهدون يومياً جراء الغارات "الإسرائيلية" في قطاع غزة، وكذلك قال المتحدث باسم المكتب الإعلامي الحكومي في 2510 طلاب من مختلف المراحل التعليمية ارتقوا في القصف "الإسرائيلي" على قطاع غزة.
وأضاف: أن اليوم الأربعاء شهد لأول مرة منذ بدء العدوان "الإسرائيلي" خروج 70 جريحاً للعلاج بالخارج، في ظل أن الاحتلال دمّر 82 مقراً حكومياً وعشرات المؤسسات الخدمية، محذراً من أن ساعات تفصل عن توقف مجمع الشفاء قسراً لعدم توفر الوقود.
وزارة الصحة: ساعات تفصل عن توقف مستشفيي الشفاء والاندونيسي قسراً
في وقت سابق، قال المتحدث باسم وزارة الصحة د. أشرف القدرة: إن المنظومة الصحية في قطاع غزة انهارت بالكامل ونحو ألف جريح في حاجة إلى الخروج العاجل من القطاع إلى المستشفيات المصرية والعربية.
وأضاف في تصريحات له، أن ساعات تفصلنا عن توقف المولد الكهربائي الرئيسي في كل من مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة والمستشفى الإندونيسي في بيت لاهيا شمالي القطاع، موجهاً نداء استغاثة عاجلاً إلى الدول المنتجة للنفط بالتدخل لتزويد مجمع الشفاء الطبي ومستشفى الإندونيسي بالوقود لإنقاذ حياة الجرحى والمرضى.
ودعا المتحدث باسم وزارة الصحة، دول العالم لإنقاذ 42 طفلاً تحت أجهزة دعم الحياة في حضانات الأطفال و62 جريحاً ومريض تحت التنفس الاصطناعي، و650 مريضاً بالفشل الكلوي ومئات العمليات في غرف العمليات وغيرهم من المرضى والجرحى.
وأعلنت وزارة الصحة في حكومة السلطة الفلسطينية د. مي الكيلة عن توقف مستشفى الصداقة التركي في قطاع غزة عن العمل، جراء قصفه المتكرر من قبل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" أمس وأمس الأول، ونفاذ الوقود فيه بشكل تام، ويعد مستشفى الصداقة التركي، المستشفى الوحيد المخصص لعلاج مرضى السرطان في قطاع غزة، وبذلك يرتفع عدد المشافي المتوقفة عن العمل جراء القصف ونفاذ الوقود إلى ١٦ مستشفى من أصل ٣٥ في عموم قطاع غزة.
وذكرت الوزيرة د. كيلة، أن حياة ٧٠ مريضاً بالسرطان داخل المستشفى مهددة بشكل خطير، حيث يبلغ عدد مرضى السرطان في قطاع غزة نحو ألفي مريض، يعيشون في ظروف صحية كارثية جراء العدوان "الإسرائيلي" المستمر على القطاع ونزوح عدد كبير.
وأضافت د. الكيلة أيضاً، أن مجمع الشفاء الطبي سيتوقف عن العمل خلال أقل من ٢٤ ساعة جراء نفاذ الوقود، حيث يعمل المستشفى حالياً بأقسام الطوارئ والجراحة والكلى والعناية المكثفة وحاضنات الأطفال فقط، وأنه يعمل بسعة تفوق أضعاف طاقته الاستيعابية وبكادر لا يغطي ٣٠٪ من الاحتياج اللازم.
مدير المستشفيات: مجمع الشفاء يعالج 550 جريجاً ويؤوي 50 ألف نازح
بدوره قال مدير المستشفيات في غزة، الدكتور محمد أبو سليمة: إن مستشفى الشفاء سيتوقف عن العمل في غضون ساعات بسبب نفاد الوقود، مؤكداً أن أعدادا كبيرة من الجرحى والمرضى في المستشفى يواجهون خطر الموت خلال ساعات حال توقف مولد الكهرباء الرئيسي عن العمل.
وأضاف الدكتور محمد أبو سليمة، في تصريحات لوسائل الإعلام، أنّ المستشفى استقبل أكثر من 550 جريحاً ونحو 200 شهيد خلال الساعات الماضية، موضحاً أنه لا توجد أي قدرة لتقديم الدعم الصحي المطلوب للمزيد من المصابين.
وطالب الدكتور أبو سليمة، بإدخال مستشفيات ميدانية إلى القطاع، ووقف إطلاق النار وإدخال الوقود، تفادياً لحدوث كارثة إنسانية جديدة في القطاع.
وبحسب مصادر حكومية، يبلغ عدد النازحين والفارين من قصف الاحتلال إلى مجمع الشفاء الطبي، وحوله بنحو ٥٠ ألفَ فلسطيني، فيما يتعرض محيط المستشفى لقصف "إسرائيلي" متكرر.
بدورها، وصفت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" ما يحدث ويستمر حدوثه في غزة بالتهجير القسري.
وقالت "أونروا" في منشور عبر منصة (X): إن أكثر من 670 ألف شخص نازحون إلى 150 مركز إيواء، هؤلاء الأشخاص يواجهون ظروفاً إنسانية متدهورة ومعرضون لمخاطر شديدة تتعلق بأمنهم وصحتهم.
76 جريحاً عبروا معبر رفح للعلاج
واليوم الأربعاء، عَبَرَ من قطاع غزة إلى مصر عبْر معبر رفح الحدودي 76 جريحاً فلسطينياً و335 من الأجانب وحاملي الجنسيات المزدوجة، وفق ما أفاد مسؤول مصري بالمعبر لوسائل إعلام.
وقال المسؤول المصري: "إن عدد الجرحى الفلسطينيين الذين عبروا حتى الساعة الرابعة ونصف (بالتوقيت المحلي) بلغ 76 جريحاً، مُرافقون بسيارات الإسعاف كما عبرت ست حافلات تحمل 335 مسافراً من حملة الجوازات الأجنبية".
"غريفيث": الأزمة في غزة عالمية
وفي بيان له عقب زيارته لفلسطين المحتلة حذر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية "مارتن غريفيث" من أن الفشل في التحرك الآن إزاء ما يجري في غزة سيخلف عواقب تتجاوز حدود المنطقة لأن هذه الأزمة عالمية، بحسب وصفه.
وقال "غريفيث": يبدو أن العالم غير قادر أو غير راغب في التحرّك إزاء ما يجري في غزة، مضيفاً أن النساء والأطفال والرجال هناك يتعرّضون للتجويع والصدمة والقصف حتى الموت.
وأكد "غريفيث" حاجة القطاع لتوفير الضروريات اللازمة لإبقاء سكان غزة على قيد الحياة.
وقال: "نحتاج لموافقة الأطراف المتحاربة في غزة على هدن، لأن هذا هو الخيار الوحيد لإيصال مواد الإغاثة".