ارتفع عدد شهداء حرب الإبادة "الإسرائيلية" المتواصلة على قطاع غزة منذ 34 يوماً إلى 10 آلاف و812 شهيداً بينهم 4412 طفلاً، بحسب آخر بيان صادر عن وزارة الصحة في غزة، فيما أطلق المكتب الإعلامي الحكومي في القطاع اليوم الخميس 9 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 ما اعتبره النداء الأخير قبل انهيار القطاعات الخدماتية بشكل كامل في ظل استمرار مجازر الاحتلال وإحكامه حصاراً مشدداً على أهالي القطاع.
وقال المكتب الإعلامي في ندائه: "لقد وصل الواقع الإنساني في قطاع غزة لدرجة غير مسبوقة من السوء، بلغت حد اعتباره منطقة منكوبة بالكامل، نظراً لجريمة التجويع الجماعي التي يمارسها هذا الاحتلال النازي ضد شعبنا، جنباً إلى جنب مع حرب الإبادة والتطهير العرقي".
وأشار المكتب الإعلامي إلى أنّ الساعات القليلة القادمة، ستكون حاسمة على صعيد توقف المنظومة الطبية تماماً، وذلك توقف شبه كامل لمنظومة العمل الخدماتي على صعيد قدرة البلديات بتزويد الأهالي بالمياه وفتح الشوارع المغلقة أو ترحيل النفايات.
وكانت بلدية غزّة قد أعلنت يوم أمس، توقف كافة خدمات فتح شوارع الأحياء التي تُغلق جراء القصف وكافة خدمات الطوارئ، من إزاحة وإزالة النفايات، ووصل خطوط الماء والكهرباء وسواها، جراء تدمي طيران الاحتلال معدات البلدية.
اقرأ/ي أيضاً: توقف كافة خدمات الطوارئ في غزة جراء تدمير الاحتلال معدات البلدية
وجاء في النداء الذي أطلقته الحكومة بغزة: إلى " أبناء أمتنا ولكل حر من أحرار العالم لازال محافظاً على إنسانيته، بوجوب التحرك الفوري العاجل لإنقاذ قطاع غزة وسكانه من هذه المحرقة المتواصلة منذ ٣٤ يوما، فإما تدركوا أهلنا وشعبنا الآن الآن وإلا فإنه لن ينفعكم الندم بعدها على ترك شعب كامل يتعرض للقتل جوعاً وعطشاً ومرضاً بعد أن أعمل فيه هذا المحتل ترسانته العسكرية قتلاً وذبحاً".
وواصل الاحتلال "الإسرائيلي" منذ ساعات الصباح الأولى من اليوم الخميس، مجازره بحق العائلات المدنية والمستشفيات والمرافق الخدمية، واستهدف منزلاً في منطقة دير البلح جنوبي القطاع، أدّى إلى ارتقاء أكثر من 12 فلسطينياً وعشرات الإصابات من عائلة منصور.
وكثّف طيران الاحتلال، من استهدافه المكثّف بالطيران الحربي مناطق شمال مخيم الشاطئ للاجئين ولأحياء الشمالية والغربية لمدينة غزّة، مستخدماً قنابل الفوسفور الحارقة بكثافة، وطالت الغارات كذلك منزلاً لعائلة أبو موسى بمنطقة القرارة في خان يونس، وأدّى الى استشهاد 5 من أفراد كانوا داخله بينهم أطفال.
وفي وقت لاحق ارتكب جيش الاحتلال "الإسرائيلي" مجزرة مروعة بعد قصف طائراته الحربية منزل عائلة حجازي غرب رفح جنوبي قطاع غزة، ما أسفر عن ارتقاء 22 فلسطينياً على الأقل وإصابة العشرات بينهم أطفال.
ويواصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" حربه على المستشفيات والمرافق الصحيّة داخل قطاع غزة، سواء بالقصف المباشر، أمّ بمواصلة حصاره عبر منع إدخال الوقود والمستلزمات الطبية والأدوية، ما يهدد بإغلاق المزيد من المستشفيات.
وأطلق مدير المستشفى الأوروبي في مدينة غزة مناشدة عاجلة اليوم الخميس، أكّد خلالها أنّ المستشفى سيتم إغلاقه بشكل وشيك، مع بدء نفاد مخزون الوقود، والتي لم تعد تكفي لأقل من يومين.
وأوضح المدير في مناشدته، أنّ المستشفى تحتاج يومياً إلى 6 آلاف لتر من الوقود، بينما الكمية المتوفرة لا تكفي ليومين، لافتاً إلى أنّه قد جرى إغلاق المستشفى الميداني التابع للمستشفى الأساسي ونقل 14 مريضاً عناية مركزة إلى داخل المستشفى الأساسي.
مشيراً إلى أنّ، القدرة الاستيعابية السريرية بعد إغلاق المستشفى الميداني صارت أقل، وأنّ المستشفى سيتحول إلى مقبرة جماعية في حال لم يأت إمداد الوقود.
وقصف الاحتلال ليل الأربعاء/ فجر الخميس ساحة مستشفى الشفاء بقذيفة مدفعية كما قصف قبل قليل بوابة مستشفى النصر ما أدّى إلى استشهاد طفل، حسبما أكّد المكتب الإعلامي الحكومي.
وأظهرت صور، حجم الأضرار التي لحقت بمستشفى النصر وسط مدينة غزة، وقالت مصادر طبيّة: إنّ الأضرار طالت قسم الأشعّة بشكل رئيسي وأخرجته عن الخدمة، إضافة إلى أقسام مبيت المرضى.
وأوضح المكتب الإعلامي الحكومي، أنّ الاحتلال قصف 8 مستشفيات بشكل مباشر خلال الأيام الثلاثة الماضية مخلفاً عشرات الشهداء والجرحى وتسبب بخروج 81 مستشفى عن الخدمة منذ بداية حرب الإبادة على غزة يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر الفائت.
وشدد المكتب على أنّ جرائم الاحتلال ضد المستشفيات، "تلزم المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بفتح دعاوى باعتبارها جرائم حرب واضحة لا تحتاج إلى التحقيق في ظل إقرار الاحتلال بها وتنفيذها عن سبق إصرار وتعمد".