في لحظة إعداد هذا الخبر، يتعرض مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة لقصف "إسرائيلي" في محيطه وطال القصف البوابة الرئيسية للمستشفى، فيما انقطعت الكهرباء والمياه والاتصالات بشكل كامل عن المستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة.
هو اليوم الخامس والثلاثون لحرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزة، والتي خلفت أكثر من 11 ألف شهيد وعشرات آلاف الجرحى ومئات آلاف النازحين، فيما يتواصل القصف "الإسرائيلي" المكثف على مناطق متفرقة في قطاع غزة ويشتد شمال القطاع وفي مدينة غزة خاصة في محيط المستشفيات.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية: إن قصفاً "إسرائيلياً" عنيفاً جوياً ومدفعياً يشهده محيط مجمع الشفاء الطبي في مدينة عزة والذي يؤوي بداخله أكثر من مائة ألف جريح ومريض ونازح.
حرب على المستشفيات
وطيلة الليلة الماضية ونهار اليوم الجمعة تعرض مستشفى الشفاء لقصف "إسرائيلي" مكثف ومتتالي، واستهدف الطيران الحربي "الإسرائيلي"، ليلة أمس الخميس واليوم الجمعة، عدداً من المستشفيات في غزة، بينها مستشفى الرنتيسي التخصصي للأطفال "بشكل مباشر"، ومستشفى القدس التابع للهلال الأحمر الفلسطيني.
وقالت متحدثة باسم منظمة الصحة العالمية " مارجريت هاريس" اليوم: إن مستشفى الشفاء في قطاع غزة "يتعرض للقصف"، وأضافت أن 20 مستشفى في القطاع خرجوا الآن من الخدمة.
وعلق مدير مجمع الشفاء لوسائل إعلام: إن الاحتلال "الإسرائيلي" يشن حرباً على المستشفيات بغزة، مضيفاً الاحتلال يريد إخراج كل المنظومة الصحية في غزة عن الخدمة.
وأضاف: نخشى أن يقصف الاحتلال المستشفى ويدمره على رؤوسنا والمجتمع الدولي لم يقدم لنا شربة ماء ولا لتر وقود.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني: إن جيش الاحتلال استهدف مستشفى القدس بشكل مباشر ما أسفر عن استشهاد أحد النازحين إلى المستشفى وإصابة 28 آخرين، منهم إصابتان بحالة حرجة، مضيفة أن غالبية المصابين من الأطفال.
وأضافت: أن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" أطلق النار بشكل مباشر على غرفة العناية المركزة بالمشفى
وناشدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني المجتمع الدولي وشركاءها في الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر التدخل الفوري والعاجل لحماية مستشفى القدس وحماية من فيه من طواقم طبية و 500 مريض وأكثر من 14 ألف نازح، وطالبت المنظمات الإنسانية بضرورة إيصال المساعدات الطبية والإنسانية بشكل عاجل إلى مستشفى القدس الذي بات الآن يفتقر لأهم الإمدادات الاساسيات من وقود ومستلزمات طبية وماء وطعام.
مجازر مروعة واستهداف متعمد للنازحين
يأتي هذا فيما ارتفع عدد شهداء حرب الإبادة "الإسرائيلية" المتواصلة في قطاع غزة إلى 11078 شهيداً، من بينهم 4506 أطفال و3027 سيدة و678 مسناً، بالإضافة إلى إصابة 27490 فلسطينياً بجراح مختلفة.
وقال الناطق باسم وزارة الصحة في غزّة الدكتور أشرف القدرة، في مؤتمر صحفي بعد ظهر اليوم الخميس 11 تشرين الثاني/ نوفمبر: إنّ الاحتلال ارتكب 12 مجزرة كبيرة خلال الـ 24 ساعة الماضية راح ضحيتها 260 شهيداً.
وكشف القدرة، أنّ إجمالي المجازر التي ارتكبها الاحتلال "الإسرائيلي" منذ بدء العدوان 1130 مجزة، فيما وصل إلى الوزارة 2700 بلاغاً عن مفقودين منهم 1500 طفل لازالوا تحت الأنقاض.
وشملت إحصائية الشهداء إضافة إلى المدنيين، من استشهدوا من الكوادر الطبيّة والإسعافية، حيث بلغ عدد شهداء الكوادر الصحيّة 198 شهيداً، فيما دمرت الغارات "الإسرائيلية" 53 سيارة إسعاف.
#فيديو
— بوابة اللاجئين الفلسطينيين (@refugeesps) November 10, 2023
35 يوماً من حرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع #غزة .. أعداد الضحايا مهولة في محرقة تجري أمام العالم أجمع .. #الفلسطينيون_ليسوا_أرقاماً pic.twitter.com/L70QkEBeC5
وواصلت قوات الاحتلال اليوم الخميس، استهداف الكوادر الصحيّة، حيث اعتقلت اثنين من سائقي سيارات الإسعاف، خلال عودتهم من جنوب القطاع إلى شماله رغم تنسيقهم مع منظمة الصليب الأحمر الدولي.
وخلال نهار الجمعة، ارتفع عدد الشهداء والمصابين في قطاع غزة مع تواصل القصف الجوي والمدفعي لمناطق متفرقة من قطاع غزة، مخلفاً المزيد من الضحايا، وفي لحظة إعداد الخبر ما يزال مخيم جباليا شمالي القطاع يتعرض لغارات "إسرائيلية" عدة وكذلك مخيم البريج شرقي القطاع حيث يتعرض لقصف مدفعي.
وارتكب جيش الاحتلال "الإسرائيلي" عصر اليوم مجزرة مروعة راح ضحيتها نحو 50 فلسطينياً من النازحين إلى مدرسة البراق بمدينة غزة، حيث قصف الطائرات الحربية المدرسة المكتظة بالنازحين.
كما استهدف الاحتلال، مجموعات النازحين من مناطق شمال قطاع غزّة إلى جنوب القطاع، عبر شارع صلاح الدين، ما أدى إلى ارتقاء شهداء ووقوع عدد من الإصابات، جرى نقلهم إلى مستشفى شهداء الأقصى جنوب مدينة غزة.
يأتي هذا فيما تتواصل حركة نزوح سكان شمالي قطاع غزة ومدينة غزة نحو الجنوب هرباً من القصف "الإسرائيلي" المكثف على هذه المناطق، رغم عدم وجود مناطق آمنة في كافة أنحاء القطاع حتى في الجنوب الذي ما يزال يشهد قصفاً عنيفاً وشهد طيلة الأيام الماضية مجازر مروعة.
وفي تحليل أممي لحجم الضحايا خلال شهر واحد من الأطفال الذي استشهدوا في قطاع غزة فقط، لفتت الأمينة التنفيذية للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا " اسكوا" إلى أن عدد الأطفال الذين قضوا في غزة خلال شهر فقط، فاق العدد الإجمالي للأطفال الذين قضوا في الصراعات المسلحة في 22 بلداً منذ 2020.
أكبر خسارة للعمران تشهدها منطقة خلال شهر من الحرب
الأرقام التي تخلفها حرب الإبادة "الإسرائيلية" المتواصلة على قطاع غزّة، لم تقف كارثيتها عند اعداد الضحايا، بل شملت كذلك العمران والعديد من المؤشرات الاقتصادية، وبينت "اسكوا" أنّ حجم الدمار الذي أحدثه الاحتلال في عمران قطاع غزّة خلال شهر، فاق الذي وقع في سوريا حتّى العام الرابع للحرب هناك.
ودمّر الاحتلال " الإسرائيلي" 50% من عمران قطاع غزة بين تدمير كلّي وجزئي، بحسب ما أفادت " اسكوا" في تقريرها، ولفتت إلى أن 96% من سكان غزة باتوا لا يستطيعون الوصول إلى الخدمات الأساسية باتوا يعانون من فقر متعدد الأبعاد.
ولفتت " اسكوا" في تقريرها، إلى ضياع 390 ألف فرصة عمل تقريبا منذ بدء الحرب على قطاع غزة، فيما قد يتراوح مجمل خسائر الناتج المحلي الإجمالي بين 4 و12% عام 2023 وبين 4 و9% في 2024 مقارنة بتقديرات ما قبل الحرب، وذلك حسب المدة التي سيستغرقها العدوان "الإسرائيلي." بحسب المنظمة.
وتوقعت "اسكوا" في تقريرها، أن يسجل معدل الفقر ارتفاعا حاداً يتراوح بين 20 و45%، كما توقع أيضا أن يسجل دليل التنمية البشرية انخفاضا حادا، مما سيعيد دولة فلسطين إلى ما بين 11 و16 عاما إلى الوراء بحسب شدة الحرب. وفق التقرير.
من جهته، كشف المكب الإعلامي الحكومي، في اخر تحديث له، أنّ الاحتلال أسقط نحو 32 طناً من المتفجرات وأكثر من 13 ألف قنبلة قصف بها قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر ، ما يعني بالمتوسط 87 طناً لكل كيلومتر مربّع واحد.