أصدرت مجموعة من الشعراء الأتراك، وأكثر من أربعة آلاف من الفنانين الفرنسيين المناهضين للسياسات بلادهم الرسمية، إضافة إلى نحو ألف مثقّف إسباني بيانات تضامنية مع فلسطين، تزامناً مع استمرار حرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأوّل/ أكتوبر الماضي.
استهل بيان مجموعة الشعراء الأتراك الذي وقّع عليه أكثر من 126 شاعراً، بالدعوة إلى "انتفاضة عالمية من أجل فلسطين"، منادين فيه نظرائهم الشعراءَ حول العالم للانضمام إلى بيانهم بهدف حشد الرأي العام العالمي لما يجري من حرب إبادة تشنّها "إسرائيل" على قطاع غزة.
الإنسانية تموت مع كل إنسان يموت
وقال البيان: "سنواصل الصراخ بأنّ الإنسانية تموت مع كلّ إنسان يموت. منذ أسابيع تُهاجم إسرائيل قطعة صغيرة من الأرض، غزّة، جوّاً وبرّاً وبحراً... وتُواصل الصحافة العالمية وصف هذا التدمير أُحادي الجانب، الذي لا هَوَادة فيه ويقوم به صانع قرار واحد، بأنه حرب، ولكن لا توجد حرب، بل تنفيذ واحدة من خطط التدمير والتطهير الأكثر مأساوية في تاريخ البشرية".
واختتم البيان: "نشهد اليوم عملياتِ إبادةٍ جماعية لأهل غزّة باستخدام كلّ إمكانيات تكنولوجيا الحرب... لقد وصلنا إلى أقصى نقطة من الهمَجية... وهذه أيضاً هي الصورة الأخيرة لـ "النظام العالمي" الذي دُمِّر إنسانيّاً ولم تعد له صلاحية. نحن، الشعراء، نمزِّق صورة "النظام العالمي" هذه، المُخَطِّط السرّي للعديد من الحروب القذرة، بوعينا وأرواحنا وكلماتنا... نحن، الشعراء، نعتبر أنّه من واجبنا حماية كرامة الإنسان ووجوده في ظلِّ الحصار على غزّة، ونقول للقاتل: توقَّف!".
نحن نتحدّث عن دولة ترتكب عمليات طرد قسرية للفلسطينيين وتجبرهم على العيش في مخيّمات لمصلحة المستوطنين القادمين من أمريكا وأوروبا
وفي فرنسا تعالت أصوات ثقافية وفنية مناهضة للسياسات الرسمية، التي أعلنت التزامها المُطلق بالنسق الغربي الذي يحشد خلف السردية الصهيونية ويتبنّاها، حيث صدر بيانٌ وقّع عليه أكثر من أربعة آلاف فنّان وفنّانة تنادوا لتوحيد الأصوات من أجل التعبير عن تضامنهم ودعمهم للشعب الفلسطيني، مُنبّهين أنه خلافاً لما صرح به الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون"، لا يقف كلّ الفرنسيات والفرنسيّين معه في دعم النظام الاستعماري واليميني المتطرّف "الإسرائيلي"، الذي قاد إلى هذه المأساة.
كما دعا الموقّعون إلى مساءلة "إسرائيل" على الجرائم التي ترتكبها، وتُشكّل في تجاوزاتها انتهاكاً للقانون الدولي، وطالبوا بالوقوف ضد أي سياسة انتقامية سرعان ما تتحوّل إلى إبادة جماعية.
كذلك أدانوا سياسة المعايير المزدوجة ضدّ الشعب الفلسطيني، بوصفه خللاً في ميزان القوى فشلت الحكومة ومعظم وسائل الإعلام الفرنسية في الإشارة إليه.
وممّا جاء في البيان: "نحن نتحدّث عن دولة ترتكب عمليات طرد قسرية غير قانونية، لعشرات الآلاف من الفلسطينيات والفلسطينيين، وتحرمهم من حقهم في العودة الذي يضمنه القانون الدولي، وتجبرهم على العيش في مخيّمات اللاجئين في بلدهم، لمصلحة المستوطنين القادمين غالباً من الولايات المتحدة وأوروبا".
ودعا أصحاب البيان، إلى التعبئة الجماعية لدعم جهود التضامن "فمن المُلحّ إعلان وقف إطلاق النار، إعادة فتح المعابر، واستئناف التزوّد بالمياه والغذاء والوقود والإنترنت والكهرباء والرعاية والدواء، وكذلك رفع الحصار عن غزة".
لا يحق لإسرائيل، بحجة حماية نفسها، احتلال فلسطين وإبادة سكانها وارتكاب المجازر
وقبل أيام، وقّع أكثر من ألف مثقّف إسباني بياناً تضامنياً مع فلسطين، تزامناً مع استمرار عدوان الكيان "الإسرائيلي" على غزة والذي بدأ في السابع من تشرين الأوّل/ أكتوبر الماضي، بعد عمليّة "طوفان الأقصى". وقد طالب الموقّعون بإنهاء القصف بشكل فوري على غزة، وإنهاء الجرائم التي ترتكبها "إسرائيل" بحق الشعب الفلسطيني.
وجاء في البيان، الذي حمل عنوان "يجب أن نوقف العدوان": "ندين جرائم الحرب التي ترتكبها "إسرائيل"، ونطالب العالم بالتصدي لها وعدم البقاء في حال لا مبالاة. لا يحق لإسرائيل، بحجة حماية نفسها، احتلال فلسطين وإبادة سكانها وارتكاب المجازر. الشعب الفلسطيني قضيته عادله وندافع عن هذا الحق".
وأضاف البيان: "نطالب من العالم أن يضغط على إسرائيل من أجل وقف القصف على الفور، والالتزام بالقانون الدولي، وتسهيل الممرات الإنسانية".