أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" بأن جميع مستشفيات شمال قطاع غزة قد توقفت عن العمل، باستثناء المستشفى الوحيد الذي يعمل وهو مستشفى "الأهلي المعمداني"، والذي يستقبل حوالي 500 مريض، رغم شحّ الإمكانيات والعمل بدون الحد الأدنى المطلوب.
وأكّد "أوتشا" أنّ قطع الكهرباء وشح المواد الطبية والأكسجين والغذاء والماء، أدى إلى توقف المستشفيات عن العمل في مناطق الشمال. فيما يواصل الاحتلال منع إدخال الوقود لتلبية احتياجات المستشفيات وكذلك متطلبات الأعمال الإغاثية التي تقوم بها وكالات الأمم المتحدة في غزّة.
ويعيش في شمال قطاع غزّة، قرابة 900 ألف مدني، بعد نزوح عشرات الآلاف إلى مناطق جنوب القطاع هرباً من القصف "الإسرائيلي" التهجيري للأحياء السكنية، فيما فقدت مناطق الجنوب قدرتها على استقبال المزيد من النازحين، سواء مراكز الإيواء التي أعدتها "أونروا" في الجنوب أو المستشفيات العاملة جنوب القطاع.
وحذّرت منظمات وهيئات تابعة للأمم المتحدة، من مغبّة إخلاء الاحتلال "الإسرائيلي" المستشفيات في شمال قطاع غزّة من المرضى ودفعهم باتجاه الجنوب، وأكدت أنّ مستشفيات جنوب غزّة غير قادرة على استقبال المزيد من المرضى.
وقالت منظمة الصحّة العالمية، إنّ إخلاء المستشفيات في الشمال، كما طالب الجيش "الإسرائيلي"، سيكون بمثابة "حكم بالإعدام" على بعض المرضى، لأن المستشفيات العاملة في الجنوب لا يمكنها استقبال المزيد من المرضى.
وكان جيش الاحتلال قد كشف اليوم عن نواياه إخلاء مجمّع الشفاء الطبّي وهو أكبر مجمع طبي في القطاع، يتعالج فيه أكثر من 650 مريضاً ونحو 7 آلاف بين جرحى ونازحين، وذلك بعد اقتحامه فجر اليوم الأربعاء، والقيام بعمليات تفتيش لأقسامه وتفجير لمستودع الأدوية الرئيسي فيه، فضلاً عن تجميع العاملين والكوادر الطبية والمرضى في الطوابق السفلى تمهيداً لطردهم.
اقرأ/ي المزيد: الاحتلال يعتزم إخلاء مستشفى الشفاء في غزة بعد تبيّن كذب ادعاءاته
وكان الاحتلال "الإسرائيلي" ومنذ بدء عملياته البريّة على القطاع في أواخر تشرين الأول/ أكتوبر الفائت، قد اعتبر مستشفيات القطاع أهدافاً مباشرة لعملياته الحربية، وحاصر معظم مستشفيات شمال مدينة غزّة وجنوبها، وقبل أيام اقتحم مستشفى الرنتيسي للأطفال، يوم 10 من نوفمبر الجاري، وإخراج الكادر الطبي والمرضى تحت تهديد السلاح.
كما يحاصر جيش الاحتلال مستشفى القدس التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني من كافة الجهات، مانعاً حركة إجلاء المرضى أو إدخال أي من المستلزمات الطبية والغذائية أو الوقود، حسبما أكدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.
كما تستمر قوات الاحتلال بمحاصرة مستشفى الحلو التابع للهلال الأحمر في غزة بالدبابات في ظل عدم وجود وقود طعام وماء.
وتواصل قوات الاحتلال حصار مستشفى الحلو التابع للهلال الأحمر الفلسطيني في غزة بالدبابات، وذلك في ظل غياب المؤن الغذائية والماء.
فيما تتعرض حياة حوالي 90 مريضًا و9 آلاف نازح في مستشفى الأمل في خانيونس جنوب قطاع غزة للخطر، بسبب تهديدات جيش الاحتلال. ويواجه حوالي 25 مريضًا في قسم التأهيل الطبي خطر الموت في أي لحظة، بسبب انقطاع الكهرباء ومنع الاحتلال من إدخال الوقود للمستشفى.
وأوضحت "أوتشا" أن المرافق الصحية في مناطق أخرى غير شمال غزة تعاني توقف العمل أو نقص الإمدادات الضرورية، وذلك بسبب نقص الطاقة والمواد الاستهلاكية الطبية والأكسجين والغذاء والماء، بالإضافة إلى القصف والقتال في المناطق المجاورة لها.
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، حتى يوم أمس الثلاثاء 14 تشرين الثاني/نوفمبر، كان أكثر من نصف المستشفيات في غزة (22 من أصل 36) متوقفة عن العمل، بسبب نقص الوقود والأضرار والهجمات وانعدام الأمن.
من جهتها، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" اليوم، إنّها تلقت 23,027 لترًا من الوقود من مصر، أي ما يعادل نصف شاحنة، ومنعت سلطات الاحتلال "الإسرائيلية" استخدامها بغير نقل المساعدات من رفح.
الوكالة أوضحت، أن كميّة الوقود التي أدخلها الاحتلال لا تمثل سوى 9% فقط، مما تحتاجه يوميًا لمواصلة الأنشطة المنقذة للحياة، وأكّدت فقدان الوقود بشكل تام للمستشفيات في غزّة، إضافة إلى فقدان المياه، ودعت إلى توقف استخدام الوقود كسلاح حرب.
وكان الاحتلال، قد تعهّد يوم أمس إدخال 24 ألف لتر من الديزل للشاحنات المستخدمة في عمليات الأمم المتحدة بقطاع غزة، بحسب ما أعلن مصدر في عمليات الإغاثة لرويترز. وأفاد المصدر بأنّ الوقود مُخصّص فقط لشاحنات الأمم المتحدة وليس للمستشفيات، مضيفاً أنّ الولايات المتحدة ضغطت على الأمم المتحدة لقبول الوقود.
من جهته، أكّد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزّة في تصريح له الأربعاء، أنّ الاحتلال "الإسرائيلي" أعلن المستشفيات والطواقم الطبية بؤر استهداف منذ بداية حربه على القطاع، حيث إن جيش الاحتلال قتل 198 طبيباً وممرضاً ومسعفاً، واستهدف 55 سيارة إسعاف، وأخرج 25 مستشفى عن الخدمة من خلال حربه الوحشية.