أجبر جيش الاحتلال "الإسرائيلي" صباح اليوم السبت 18 تشرين الثاني/ نوفمبر، كافة المتواجدين في مجمع الشفاء الطبّي في مدينة غزّة، من مرضى وجرحى وكادر طبّي ونازحين، على إخلائه والخروج من مخرج واحد سيراً على الأقدام خلال ساعة واحدة.
وتلقى مدير المستشفى محمد أبو سلمية اتصالاً من جيش الاحتلال " الإسرائيلي" وطالبه بـ “إخلاء المستشفى من الجميع سواء مرضى مصابين ونازحين وطاقم طبي والتوجه مشيًا على الأقدام نحو شارع البحر خلال ساعة واحدة" حسبما أكّد أبو سليمة بتصريحات صحفية.
وطلب الاحتلال من المتواجدين في المستشفى، رفع الرايات البيضاء، واتخاذ طريق شارع الوحدة، ومنه إلى شارع عمر المختار، ومنه إلى طريق صلاح الدين باتجاه مناطق جنوب غزّة.
الصحفي الفلسطيني خضر الزعنون، أفاد من داخل المستشفى، أنّ الاحتلال أخلى قسرا مستشفى الشفاء من كافة النازحين والمصابين ومعظم الطواقم الطبية، أشار إلى أنّ 5 آلاف شخص يسيرون في شارع الوحدة باتجاه طريق صلاح الدين مشياً لمسافة تزيد عن 25 كم.
وأظهر مقطع فيديو بثّ من داخل المستشفى بعد تلقي مهلة الإخلاء، اكتظاظ المستشفى بالجرحى والمرضى غير القادرين على السير أو الحركة.
المدير العام لوزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة منير البرش، قال في تصريحات إعلامية، مئات الجرحى والمصابين خرجوا من المستشفى سيراً على الأقدام، فيما بقي داخل المستشفى 120 جريحاً من أصل 650، وبقي معهم 5 أطباء للإشراف على عملية تنسيق خروج الجرحى.
وأضاف البرش، أنّ 35 من الأطفال الخدّج مازالوا في المستشفى، وتجري اتصالات مع الصليب الأحمر الدولي لإخراجهم.
ووصف الدكتور البرش، مشاهد الخروج من المستشفى بالمزرية، حيث سار المرضى والجرحى والأهالي لمسافة كيلومترين، في مناطق مدمرّة بالكامل وغير معروفة الملامح، فيما يتابع المئات سيرهم إلى وجهات جنوب قطاع غزّة.
وزيرة الصحة الفلسطينية في رام الله مي الكيلة، حذّرت من أن المرضى والجرحى والنازحين والكوادر الطبيّة، لا مكان لهم يتوجهون إليه، وقالت إنّ الوزارة أبلغت منظمة الصحة العالمية بأنّ مستشفيات الضفّة الغربية مستعدة لاستقبالهم.
واستشهد خلال أيام حصار المستشفى، ومنع دخول الإمدادات الطبية والوقود إليه، نحو 50 مريضاً من ضمنهم أطفال خدّج ومرضى في العناية المركّزة.
ويضم المجمّع، أكثر من 650 مريضاً و500 فرد من الأطقم الصحية وخمسة آلاف نازح، أجبروا على إخلاء المستشفى، الذي يعدّ أكبر مؤسسة صحية تقدم خدمات طبية في قطاع غزّة، ويضم مستشفى الجراحة، ومستشفى الأمراض الباطنية، ومستشفى النساء والتوليد، مع قسم حضانة للأطفال الخدج، إضافة إلى قسم الطوارئ ووحدة العناية المركزة والأشعة وبنك الدم والتخطيط، ويحتوي على 500-700 سرير.
ووضع الاحتلال "الإسرائيلي" المستشفيات في قطاع غزّة، ضمن أهدافه العسكرية الأولى، وقام باستهداف مستشفيات وتدميرها بشكل مباشر، ومحاصرة أخرى، ومنع إدخال الوقود واللوازم الصحية إليها، أو اقتحامها وطرد المرضى منها وإلقائهم في الشوارع بدون رعاية صحية وطبية ونفسية وحرمانهم من العلاج. بحسب ما تؤكد الوقائع والجهات الطبية والحكومية والإعلامية.
وحذرت عدّة وكالات في الأمم المتحدة، من مغبّة انهيار القطاع الصحي بالكامل، بعد توقف كافة المستشفيات عن العمل في مناطق شمال قطاع غزّة، وبقاء فقط مستشفى واحد يعمل بإمكانيات ضعيفة للغاية، وهو المستشفى الأهلي المعمداني، فيما يواصل الاحتلال مجازره بحث أهالي شمال قطاع غزّة الذي يضم 800 ألف شخص.