تتواصل التظاهرات والمسيرات في العديد من المدن العربية والدولية تضامناً مع أهالي غزة، وتنديداً بحرب الإبادة "الإسرائيلية" المستمرة منذ 43 يوماً، والذي راح ضحيتها وفق آخر تحديث لمكتب الإعلام الحكومي في غزة،  12300 شهيد بينهم 5 آلاف طفل و3300 امرأة، فيما تجاوز عدد الإصابات الإجمالي 30 ألفا، بينهم 200 شـهيد وجريح حصيلة مجزرة مدرسة الفاخورة صباح اليوم بمخيم جباليا شمالي قطاع غزة

وتحت شعار من اليمن إلى فلسطيني، شارك عشرات آلاف اليمنيين في مظاهرة كبيرة جداً جابت شوارع العاصمة صنعاء، هتف المشاركون فيها للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة التي تخوض اشتباكات ضارية لصد العدوان البري على القطاع المحاصر، ونددوا بالمجازر الفظيعة التي ترتكب بحق الأطفال والنساء والسكان العزل في مراكز اللجوء والمستشفيات داخل القطاع.

في مدينة المحرق بالبحرين شارك المئات من البحرينيين في مظاهرة تضامن مع غزة، وجددوا مطالبتهم لحكومة بلادهم بإلغاء اتفاقية التطبيع مع الكيان "الإسرائيلي" وإغلاق القواعد الأمريكية العسكرية في البلاد، وقف كل الاتفاقيات مع الولايات المتحدة الأمريكية  باعتبارها شريكاً في حرب الإبادة على قطاع غزة.

ويظهر جلياً تعارض الموقفين الشعبي والرسمي في البحرين، خاصة بعد توقيع الحكومة البحرينية اتفاقية تطبيع مع الكيان "الإسرائيلي" ضمن ما يسمى (اتفاقات ابراهام) عام 2020، ففيما المظاهرات الشعبية تخرج بشكل شبه يومي في البحرين منذ 43 يوماً تهتف للمقاومة الفلسطينية وتتضامن مع ضحايا حرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزة، يساوي الموقف الرسمي بين الضحية والجلاد.

فخلال كلمة له في "حوار المنامة 2023" الذي ينظمه المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، دان ولي عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة عملية طوفان الأقصى التي نفذتها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، واصفا إياها بـ"البربرية".

وقال الأمير البحريني: "أدين حماس بشكل لا لبس فيه وهذا يدل على أنني أقف في صف المدنيين الأبرياء وليس في صف المواقف السياسية".

وأضاف أن "هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول كانت بربرية ومروعة، لقد كانوا عشوائيين، قتلوا النساء والأطفال والشيوخ واستهدفوا منشآت مدنية ومواقع عسكرية، وفوق كل ذلك يبدو من المقبول الآن أن تختطف رهائن وتذهب بهم بعيدا وتتحدث عن الأمر وكأنه عمل من أعمال الحرب".

وتابع بعد ذلك: " الآن إسرائيل.. أدين الحملة العسكرية الجوية التي أسفرت عن مقتل أكثر من 11 ألف شخص في غزة، 4 آلاف و700 منهم من الأطفال".

وخرجت في المغرب، أكثر من 130 مظاهرة في 63 مدينة مغربية أمس الجمعة، فيما شهدت عدة مدن مغربية وقفات ومسيرات مساء اليوم السبت، للتنديد باقتحام جيش الاحتلال "الإسرائيلي" للمستشفيات واستنكار الحصار والمجازر التي يتعرض لها الفلسطينيون في غزة.

 كما شهدت الساحة المقابلة للبرلمان المغربي بالعاصمة الرباط وقفة احتجاجية جديدة دعت إليها "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين"، للتنديد بالإبادة واستهداف المستشفيات والمدنيين، وللمطالبة بوقف التطبيع وإغلاق مكتب الاتصال "الإسرائيلي" بالرباط، مساء أمس.

وللأسبوع السادس على التوالي شهدت المدن المغربية وقفات أمام المساجد بعد الصلاة من أجل التنديد بـ"استهداف المستشفيات والصمت الدولي الرسمي تجاه أكبر مجزرة يشهدها العالم، والتي راح ضحيتها أكثر من 12300 فلسطيني أغلبهم من الأطفال والنساء، واستنكار عجز الأنظمة العربية والإسلامية وعدم قدرتها على اتخاذ مواقف قوية تجبر الصهيونية العالمية بوقف حرب الإبادة الجماعية بغزة"، وفق بيان لـ"الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة".

وفي العاصمة القطرية الدوحة، شارك الآلاف في وقفة تضامنية مع غزة في ساحة جامع محمد بن عبد الوهاب، أمس الجمعة، للتنديد بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة وما تشهده غزة من تدمير ممنهج واستهداف للمدنيين الفلسطينيين قصد تهجيرهم قسراً عن أرضهم.

ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية ولافتات تدعم الفلسطينيين والمسجد الأقصى والمقاومة في فلسطين، وطالبوا بوقف الحرب ومحاسبة الاحتلال الإسرائيلي على الجرائم التي يرتكبها ضد الشعب الفلسطيني، وإيقاف استهداف وقصف المدنيين في قطاع غزة.

"كلنا غزة".. مبادرة كويتية خيرية لدعم أهالي قطاع غزة

  في الكويت، وفي مبادرة إنسانية لدعم قطاع غزة نظمت جمعية السلام الخيرية الكويتية بالتعاون مع بعض الجهات الحكومية والأهلية حملة "كلنا غزة".

وشهدت الحملة مشاركة واسعة من الشركات والمصانع والفنادق وأصحاب المشاريع الخاصة في ساحة الصفاة، لجمع أكبر مبلغ مالي ممكن من خلال تخصيص ريع بيع المنتجات لدعم الشعب الفلسطيني في غزة، وذلك بحضور عدد كبير من المواطنين والمقيمين.

وفي السياق، قال المدير العام لجمعية السلام الخيرية ضاري البعيجان: إن "الجمعية أرادت بهذه المبادرة تحويل اهتمامها إلى إغاثة المنكوبين في قطاع غزة"، مشيراً إلى أنهم أوقفوا كل نشاطاتهم السابقة في دول آسيا الوسطى، بسبب ما يتعرض له أهالي القطاع من قتل وتنكيل وتدمير وجرائم ضد الإنسانية.

وبيّن البعيجان أن هذه الحملة تمت بمشاركة أكثر من 80 جهة كويتية، تتنوع بين شركات ومصانع ومطاعم ومشاريع كبيرة وصغيرة وفنادق في ساحة الصفاة، إذ خصصت الجهات المشاركة في هذا المعرض ريع المبيعات بنسبة كاملة لصالح الفلسطينيين في غزة لنصرة القضية الفلسطينية.

وبحسب تصريحات البعيجان لموقع "الجيرة نت"، فإنه"سيتم تخصيص هذه المبالغ لإغاثة أهل غزة عن طريق تحويل المبالغ التي ستُجْمَع إلى وزارة الخارجية الكويتية، التي ستقوم بدورها بإيصالها إلى الجهات المنفذة على الأرض، أو عن طريق الجسر الجوي الكويتي المخصص لإغاثة أهل غزة".

وأشار البعيجان إلى أن "جمعية السلام أسهمت حتى الآن في تجهيز 9 طائرات، من أصل 20 طائرة، بالتعاون مع الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، وأُوصِلَتها إلى مطار العريش في مصر لتسليمها للهلال الأحمر المصري الذي يقوم بدوره بتسليمها إلى الهلال الأحمر الفلسطيني"، وأضاف أن "80% من المساعدات التي أرسلناها وصلت إلى المحتاجين".

من جانبه، أشار استشاري التسويق براك الملا (صاحب فكرة حملة "كلنا غزة") إلى أن فكرة المبادرة تقوم على تخصيص يوم كامل لجمع مجموعة من المشاريع الكبيرة والصغيرة وتخصيص ريعها كاملا لمصلحة أهالي غزة، ويتوقع أن يتجاوز ريعها مبلغ مليون دينار كويتي (نحو 3 ملايين دولار).