منذ أسابيع تتواصل مظاهرات في مدن داخل انجلترا واسكتلندا وإيرلندا رفضاً لحرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزة، ولدعوة الحكومات إلى اتخاذ موقف عادل من هذه الحرب ووقف الدعم البريطاني للكيان "الإسرائيلي"، واحتشد آلاف المتظاهرة في غير مدينة معبرين عن احتجاجهم على السياسات الحكومية إزاء جرائم الإبادة المتواصلة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
انجلترا
في العاصمة البريطانية لندن، نُظِّمَت عددٌ من التجمعات والوقفات والمظاهرات بدلاً من المسيرة الكبيرة التي نظمت أيام السبت الخمسة السابقة.
وفي مدينة مانشستر شمال العاصمة البريطانية، خرجت مظاهرة شارك فيها المئات، وتوجهت نحو مكتب زعيم حزب العمال المعارض "كير ستارمر"، الذي يتعرض لانتقادات بسبب رفضه الدعوة إلى وقف إطلاق النار، ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية وطالبوا بإنقاذ أطفال غزة.
وتجمع مئات المحتجين داخل محطة قطار واترلو في لندن، أمس السبت، استجابة لنداء منصة "هدنة الآن"، ورفعوا الأعلام الفلسطينية، وهتفوا مطالبين بوقف جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وأكدوا أن وقفتهم الاحتجاجية للتعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني.
وأوقفت الشرطة البريطانية عدداً من المتظاهرين في أثناء تفريق الوقفة الاحتجاجية، حيث وزعت الشرطة منشورات تفيد بأن الاحتجاج في محطة القطار غير قانوني، مع دعوة المتظاهرين لمغادرة المحطة قبل تدخل قوات الأمن وتقمهم.
فيديو l الشرطة البريطانية تعتقل عدداً من المحتجين خلال وقفة للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة داخل محطة واترلو الشهيرة في العاصمة البريطانية #لندن pic.twitter.com/VLs44iH8SX
— بوابة اللاجئين الفلسطينيين (@refugeesps) November 18, 2023
والسبت الماضي، تظاهر مئات الآلاف في لندن، ووصفت المظاهرة بأنها من أكبر المظاهرات في تاريخ بريطانيا منذ المظاهرات الرافضة للحرب الأمريكية على العراق عام 2003، وبحسب منظمي المظاهرة، قُدّرت أعداد المشاركين بأكثر من 800 ألف من المؤيدين لفلسطين ولوقف الحرب على غزة، وفقًا لما أفادت به صحيفة الجارديان البريطانية.
اسكتلندا
في مدينة غلاسكو أكبر مدن اسكتلندا تظاهر، أمس السبت، آلاف الأشخاص داعين إلى وقف إطلاق النار الفوري في قطاع غزة، ومنددين بموقف الحكومة البريطانية والحكومات الغربية من الحرب على غزة، ودعم هذه الحكومات حكومةَ الاحتلال "الإسرائيلي".
ودعا إلى المظاهرة (لجنة الطوارئ المعنية بالإبادة الجماعية في غزة - بإسكتلندا GGECscot)، وهي تحالف يضمّ طيفاً واسعاً من منظمات المجتمع المدني والمنظمات الاسكتلندية الداعمة للقضية الفلسطينية ونقابات عمالية وروابط مشجعي أندية رياضية.
وأطلق التحالف على المظاهرة اسم "المظاهرة الوطنية الاسكتلندية ضد الإبادة الجماعية في فلسطين"، وقد شاركت فيها حشود من أغلب المدن والقرى الاسكتلندية، وانطلقت من ساحة "غلاسكو جرين" وجابت أرجاء مدينة غلاسكو.
وطلب المنظمون من المشاركين كتابة أسمائهم على أيديهم، كبادرة تضامن مع السكان المحاصرين في غزة، الذين استخدموا هذه الطريقة ليتم التعرّف إليهم ودفنهم مع أقاربهم في حالة استشهادهم بسبب الغارات "الإسرائيلية"، وقالت الدعوة: "دعونا نكون صوتاً لأولئك الذين يواجهون تحديات يوميّة، إن أسماءنا المكتوبة ترمز إلى إحساسنا بالمسؤولية المشتركة وموقفنا الثابت ضد الظلم".
وقالت لجنة الطوارئ المعنية بالإبادة الجماعية في غزة: "إن المظاهرة تهدف إلى أن نظهر للسياسيين عندما نقول: إننا نريد وقف إطلاق النار الآن، فإننا نعني ذلك".
وعبّر المتظاهرون عن غضبهم من الصمت الدولي إزاء المذابح وحرب الإبادة الجماعية التي يشهدها قطاع غزة على أيدي جيش الاحتلال "الإسرائيلي"، وطالبوا بعدم نسيان الأسباب الجذرية لما يحدث اليوم، في إشارة إلى الاحتلال العسكري "الإسرائيلي" المستمر منذ عقود للأراضي الفلسطينية ونظام الفصل العنصري الذي تتبعه سلطات الاحتلال ضد الفلسطينيين.
وبدأت المظاهرة بمؤتمر تحدّث فيه عدد من الشخصيات العامة والبرلمانيين والنقابيين الاسكتلنديين، الذين طالبوا الحكومة الاسكتلندية باتخاذ خطوات واضحة وقوية لدعم الشعب الفلسطيني في غزة.
وتحدثت طبيبة فلسطينية من سكان غزة تدرس في اسكتلندا، واصفة جانباً من معاناة أهل غزة في ظل القصف المستمر والحصار، كما شارك في المظاهرة السفير حسام زملط، رئيس البعثة الفلسطينية في المملكة المتحدة، الذي ألقى كلمة في المتظاهرين وشدد على أهمية الدور الذي تقوم به الشعوب في الضغط على صناع القرار لرفض الممارسات الإجرامية لجيش الاحتلال. معرباً عن تقديره للتضامن الشعبي الواسع مع القضية الفلسطينية في كل أنحاء المملكة المتحدة، وبشكل خاص في اسكتلندا.
إيرلندا
وتظاهر الآلاف في العاصمة الإيرلندية دبلن لليوم السادس على التوالي مطالبين بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة ومطالبين الحكومة الأيرلندية بفرض عقوبات أكثر صرامة على "إسرائيل".
وتأتي المظاهرة التي بلغت ذروتها خلف البرلمان الإيرلندي بعد أسبوع من الجدل السياسي المكثف حول ما إذا
كان سيتم طرد السفير "الإسرائيلي" من البلاد بسبب حرب الإبادة التي يشنها كيانه على السكان في قطاع غزة.