بالتزامن مع الإعلان عن "هدنة إنسانية" في قطاع غزة ستدخل حيز التنفيذ خلال الساعات المقبلة القليلة، كشفت مصادر مصرية مطلعة، أنه "تم التوجيه بعمل معبر رفح وميناء العريش بالطاقة القصوى له، لاستيعاب شحنات المساعدات القادمة من خارج مصر، ولتجهيز العدد المتفق عليه من الشاحنات يومياً ضمن اتفاق صفقة تبادل الأسرى، وستمر الشحنات عبر الآلية المتفق عليها سابقاً عبر معبري المرور العوجة وكرم أبو سالم، مع التأكيد على تسريع الإجراءات لضمان مرور عدد الشاحنات المتفق عليها".

وتوضح المصادر أن "هناك اتفاقاً مع الجانب الإسرائيلي على تسريع الإجراءات، ويمكن تمرير أعداد الشاحنات المتفق عليها"، مشيرة إلى أن القاهرة "بعثت مناشدات لعدد من الدول العربية والخليجية لزيادة كميات المساعدات من جانبها للوفاء بالكميات المطلوبة للقطاع خلال مدة الهدنة".

وذكرت المصادر أنه "تم الاتفاق مع الجانب الإسرائيلي على السماح بمرور الشاحنات المصرية التي تحمل المساعدات حتى وسط غزة تحت حماية ومراقبة أممية في مسارات أمن محددة ومتوافق عليها".

وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي ترفض السماح للسلطات المصرية بإدخال الوقود إلى قطاع غزة عبر المعابر الحدودية بشكل قطعي، مع فرض قيود رقابية مشددة، على دخول عددٍ محدود من الشاحنات المحملة بكميات ضئيلة من الأغذية والمياه والأدوية.

وطيلة أيام حرب الإبادة "الإسرائيلية" على القطاع المحاصر، بات دخول المواد الإغاثية الدولية، وفقاً لإرادة وأهواء الاحتلال "الإسرائيلي"، بينما تتوقف عشرات الشاحنات على الحدود تنتظر الدخول لوقف سياسات التجويع والحرمان من المياه والغذاء والدواء والكهرباء والوقود في تصرف يعتبره خبراء قانون دوليون "انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وجريمة حرب وجرائم ضد الإنسانية".

وبرزت دعوات من قيادات وقوى سياسية مصرية وعربية لإدخال المساعدات الإنسانية التي تقدمت بها الدول العربية في قافلة موحدة، عبر معبر رفح من مصر لغزة مباشرة، "رغماً عن قوات الاحتلال، باعتبار غزة غير خاضعة قانوناً للسيطرة الإسرائيلية"، مع "التلويح بحال فشل المحاولة، بوقف صادرات النفط العربي، لحين وقف الحرب وحل الأزمة الإنسانية بالقطاع" على حد قول المصادر.

شمال غزة بانتظار وصول المساعدات الإنسانية

في تفاصيل توزيع المساعدات خلال أيام التهدئة، قال مصدر في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا": إن "مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات ستنطلق فور وصولها إلى معبر رفح باتجاه محافظات قطاع غزة، بالتنسيق مع الجهات الإسرائيلية، لتجاوز منطقة الجنوب باتجاه الشمال، حيث يوجد عشرات آلاف المواطنين في تلك المناطق في انتظار وصول المساعدات الإنسانية التي لم تصل إليهم منذ بدء دخولها إلى غزة قبل ثلاثة أسابيع".

وأضاف: أن الوكالة "بدأت في تحضير الطحين منذ أيام لتوزيعه على كل سكان المناطق الجنوبية في قطاع غزة، فيما يجري التنسيق لتمديد العمل ليشمل كافة محافظات غزة خلال أيام التهدئة، بالتزامن مع توزيع كميات كبيرة من المساعدات الإغاثية على سكان مدينتي غزة وشمال غزة".
من جهته، قال مسؤول الإعلام في معبر رفح الفلسطيني وائل أبو محسن، عن المساعدات التي تصل إلى قطاع غزة عبر معبر رفح، بحسب صحيفة "العربي الجديد": إن "أهم الأصناف التي تأتي إلى غزة منذ فتح المعبر لإدخال المساعدات تتلخص في التالي: الطحين والمياه والعصائر والمعلبات سريعة التحضير كالفول واللحوم والتونة، والمعكرونة والأرز والشعيرية، بالإضافة إلى الأكفان والخيام والوقود المخصص للمؤسسات الأممية"، مشيراً إلى أنه "من المتوقع أن تزداد كميات المساعدات التي تصل إلى غزة عبر معبر رفح الخميس بالتزامن مع بدء التهدئة، وفقاً لما أعلنت عنه الجهات المختصة".

وعبرت الحكومة الأردنية عن أملها في أن تكون الهدنة الإنسانية في غزة خطوة نحو إنهاء الحرب ووقف استهداف الفلسطينيين وتهجيرهم قسرياً. وقالت وزارة الخارجية في بيان نشرته وسائل إعلام رسمية: إنها تأمل في أن يسهم الاتفاق "في تأمين وصول المساعدات الإنسانية الكافية لمناطق القطاع كافة، وبما يلبي جميع الاحتياجات وبما يحقق الاستقرار ويضمن بقاء أهالي غزة في أماكن سكنهم". ‏

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد