شارك عشرات آلاف المغاربة، اليوم الأحد، في مسيرات تضامنية مع قطاع غزة في عدد من المدن، أبرزها الدار البيضاء والرباط وطنجة وتطوان، أعلنوا خلالها تأييدهم للمقاومة الفلسطينية في وجه المجازر "الإسرائيلية" وطالبوا حكومة بلادهم بإلغاء اتفاقية التطبيع مع الاحتلال.
وجاءت مشاركة عشرات آلاف من المغاربة في مسيرة بالدار البيضاء، كبرى مدن المملكة، بدعوة من "الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع"، ورفع المشاركون صوراً للمسجد الأقصى وضحايا حرب الإبادة "الإسرائيلية" على غزة، وانطلقت المسيرة من شارع "2 مارس"، وسط المدينة تجاه شارع "أبا شعيب الدكالي".
وردد المتظاهرون هتافات منها: "الشعوب في الساحة والجيوش مرتاحة" "شعب المغرب الأقصى.. مع طوفان الأقصى"، و"الشعب يريد إسقاط التطبيع"، و"الشعب يريد تحرير فلسطين"، و"غزة غزة.. رمز العزة"، و"شعب الأقصى سير سير.. حتى النصر والتحرير".
ومن الشعارات التي تم ترديدها أيضاً، "تحية نضالية لغزة الأبية"، و"الشعب يريد إسقاط التطبيع"، و"عالقدس رايحين، شهداء بالملايين"، و"الشعب يريد تحرير فلسطين".
وتخللت المسيرة عدد من الفعاليات، مثل حرق العلم "الإسرائيلي"، وحمل أكفان لأطفال لصغار عليها علامات الدم، في إشارة إلى الأطفال الذين استشهدوا بفعل المجازر "الإسرائيلية" الوحشية.
كما ردد المحتجون هتافات أشادوا فيها بقدرة المقاومة على "فرض شروطها" في اتفاق الهدنة الإنسانية المؤقتة، التي أبرمتها حركة حماس مع كيان الاحتلال.
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن حسن باحدو، عضو الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع وهي الجهة الداعية للتجمع وتضم أحزاباً يسارية وإسلامية قوله: نندد بجميع الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني ونشد على يد إخواننا في حماس وفصائل المقاومة، نحن معهم إن شاء الله حتى النصر
الشعوب في الساحة والجيوش مرتاحة
— hassan bennajeh - حسن بناجح (@h_bennajeh) November 26, 2023
اليوم من مسيرة طنجة الحاشدة pic.twitter.com/vHP5YmxKHn
وشارك أطباء وكوادر في القطاع الصحي بالمغرب في المسيرة منددين باستهداف جيش الاحتلال "الإسرائيلي" المستشفيات والأطباء وطواقم الإسعاف في قطاع غزة وإخراج أكثر من 26 مستشفى ومركزاً صحياً عن الخدمة.
الأطباء والطاقم الصحي في مسيرة الدار البيضاء لفلسطين pic.twitter.com/UoYmPCtJzl
— أحمد القاري (@ahmed_badda) November 26, 2023
دعم للمقاومة من المغرب وتحية لصمود الشعب الفلسطيني
وكانت الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع قد دعت إلى مظاهرات يومي السبت والأحد، معبرة في بيان لها عن "اعتزازها وافتخارها بإنجازات المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها في غزة والضفة الغربية وفي سائر أجزاء أرض فلسطين المحتلة، وبانتصارها الجزئي، الذي كشف للعالم أن الحق الفلسطيني يعلو ولا يعلى عليه".
وحيّت الجبهة أرواح الشهداء وصمود الشعب الفلسطيني في غزة، مشيرة إلى وجوب "تصعيد معاركنا النضالية، من أجل فرض رفع الحصار وتوقيف العدوان، ومن أجل الفتح الدائم لمعبر رفح، وإسقاط التطبيع".
كما وجهت نداء من أجل "توسيع حملة مقاضاة المجرمين الصهاينة وداعميهم أمام محكمة الجنايات الدولية، ومحاكم الدول التي قد يقومون بزيارتها، بسبب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبونها في حق الشعب الفلسطيني".
واكدت على وجوب "إبقاء جذوة الصحوة التضامنية متقدة، والمزيد من التعبئة والإبداع في بلورة سبل مبتكرة في الدعم المادي والمعنوي للشعب الفلسطيني".
كما أعلنت دعمها لمسار المقاومة حتى تحقيق الشعب الفلسطيني للنصر وعودة اللاجئين الفلسطينيين وتحرير الأسرى والأسيرات جميعاً من سجون الاحتلال وبناء الدولة الفلسطينية الديمقراطية المستقلة، على كامل التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس.
اعتقال 13 ناشطاً مغربياً شاركوا في مظاهرة أمام "كارفور"
في الرباط، شارك عشرات المغاربة، يوم أمس، في وقفة احتجاجية بمدينة سلا غربي البلاد، لمطالبة حكومة بلادهم بإلغاء كل اتفاقيات التطبيع مع كيان الاحتلال "الإسرائيلي" ومطالبة الشعب المغربي بمقاطعة منتجات الشركات الغربية الداعمة للاحتلال "الإسرائيلي"، وردد المحتجون شعارات تطالب بوقف الحرب ضد غزة بشكل نهائي.
ورفع المحتجون، في هذه الوقفة التي دعت إليها عدة تنظيمات مدنية بينها "الجبهة المغربية لأجل فلسطين ومناهضة التطبيع"، لافتات تطالب بوقف التطبيع وإغلاق مكتب الاتصال "الإسرائيلي" بالمغرب.
ونشر حقوقيون مغاربة، مقاطع فيديو وتدوينات، تعلن عن توقيف نحو 13 ناشطاً شاركوا في هذه الوقفة.
وطالبت "الجمعية المغربية لحقوق الإنسان" بإطلاق سراح 13 حقوقياً كان يشاركون في وقفة تضامنية مع غزة.
ونشرت الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع مقاطع مصورة لقمع أجهزة الأمن المغربية وقفة أمام أحد متاجر سلسلة "كارفور" الداعمة بشكل معلن لجيش الاحتلال "الإسرائيلي"، مؤكدة توقيف 13 ناشطاً مغربياَ
واعتبرت الجمعية الحقوقية، في بيان، أنها ستواصل إلى جانب الحقوقيين في البلاد، دعم فلسطين، بمختلف الفعاليات.
وبوتيرة يومية، تشهد العديد من المدن المغربية، بينها العاصمة الرباط، وقفات حاشدة للتضامن مع الشعب الفلسطيني، والمطالبة بإلغاء اتفاقية التطبيع التي تُواجه منذ توقيعها برفض شعبي جامح.
وفي كانون الأول/ ديسمبر 2020، وقعت المغرب مع كيان الاحتلال "الإسرائيلي" اتفاقية تطبيع بالعلاقات ضمن ما يسمى "اتفاقات أبراهام"،ولاحقاً شهدت العلاقات بين المغرب والاحتلال تطوراً متسارعاً على أصعدة اقتصادية وثقافية ودبلوماسية، رغم رفض ذلك من قوى شعبية وسياسية في المملكة.