أكد الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيريش" أن 80% من سكان قطاع غزة أجبروا على ترك منازلهم، فيما قال المفوض العام لوكالة "أونروا" "فيليب لازاريني": إن ما يعيشه الفلسطينيون المشتتون هو من اطول أزمات اللجوء في العالم.

وقال "غوتيرتش" في كلمة له أمام مجلس الأمن أن مرافق الأمم المتحدة في قطاع غزة تؤوي أكثر من مليون مدني، مشدداً على وجوب حماية المدنيين وعدم استهداف مرافق الأمم المتحدة.

وأضاف: إن هناك مفاوضات مكثفة جارية لإطالة أمد الهدنة في غزة، مشيراً إلى الحاجة لوقف حقيقي لإطلاق النار.

وفيما حثّ على فتح معابر أخرى مؤدية إلى غزة، بما في ذلك معبر كرم أبو سالم، وتيسير آليات التفتيش للسماح بزيادة المساعدات، أكد أن مستوى المساعدات المقدمة للفلسطينيين في غزة لا يزال غير كافٍ على الإطلاق، مبيناً أن إمدادات الوقود إلى غزة غير كافية كذلك لاستمرار العمليات الأساسية.

وشدد أمين عام الأمم المتحدة على ضرورة استعادة خدمات الماء والكهرباء بشكل كامل، مشيراً إلى انهيار النظم الغذائية وانتشار الجوع، خاصة في الشمال، ووصف الظروف الصحية في الملاجئ بالمروعة، مع وجود عدد قليل من المراحيض وفيضان شبكات الصرف الصحي.

وأردف: إن عدد الأطفال الفلسطينيين الذين قتلوا في غضون أسابيع في غزة، فاق أي أرقام سجلتها الأمم المتحدة في تقريرها السنوي حول مقتل الأطفال في الصراعات منذ أن تولى منصبه كأمين عام قبل سبع سنوات.

لازاريني: ما يعيشه الفلسطينيون المشتّتون يُعَدّ أزمة اللجوء الأطول في العالم

على صعيد ذي صلة، بثّت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" كلمة مسجّلة لمفوضها العام "فيليب لازاريني"، الأربعاء، بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، أقرّ فيها بأنّ ما يعيشه الفلسطينيون المشتّتون يُعَدّ أزمة اللجوء الأطول في العالم.

وقال لازاريني في كلمته: "في هذا اليوم، يعبّر الناس حول العالم عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني، مضيفاً أنّه "يوم نؤكّد فيه دعمنا لحقوق الفلسطينيين الكاملة ولطموحاتهم الوطنية".

وفي هذا العام، حلت هذه المناسبة المدرجة على روزنامة الأمم المتحدة في 29 تشرين الثاني/ نوفمبر، في اليوم الرابع والخمسين من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، علماً أن الهدنة الإنسانية مستمرة لليوم السادس، في حين تهدّد سلطات الاحتلال باستئناف ضرباتها العسكرية بمجرّد انتهاء الهدنة المؤقتة.

وتابع المسؤول الأممي: "بالنسبة إلى أونروا، هذا يوم نوضح فيه أن محنة اللاجئين الفلسطينيين ما زالت أطول أزمة لجوء في العالم لم تحلّ بعد".

وأكد لازاريني، أن الفلسطينيين يواجهون تحديات هائلة اليوم، في المنطقة ككل، ولعل الأبرز هي "المأساة الإنسانية التي نشهد عليها اليوم في قطاع غزة". وأشار إلى أن ما يتعرّض له الفلسطينيون اليوم يعيد التذكير بالصدمة الجماعية التي اختبرها الجيل السابق منهم في عام 1948، أي في خلال النكبة.

202311300857193.jpg
فلسطينيات يعددن الخبز داخل مخيم للنزوح في قطاع غزة

وتناول المفوض العام لوكالة الغوث "التصاعد المفزع للعنف في الضفة الغربية كذلك"، إلى جانب ما يشهده اللاجئون الفلسطينيون من أزمات مختلفة في لبنان وسورية والأردن.

وفي ما يشبه الردّ على التهم الموجهة للوكالة بتخليها عن دورها في مناطق شمال وادي غزة، قال "لازاريني": "نحن مصرّون ليس فقط على البقاء في غزة، إنما كذلك على تعزيز عملياتنا بهدف تلبية الحاجات الهائلة للمجتمع الغزي".

وتفيد البيانات الأخيرة لوكالة "أونروا" بأن حرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزة تسبب في نزوح 1.8 مليون فلسطيني، وهو ما يعادل نحو 80 في المائة من أهالي القطاع. وتضيف البيانات نفسها أن نحو 1.1 مليون فلسطيني لجؤوا إلى 156 مركز إيواء تابع للوكالة، توصَف بأنّها مكتظة بدرجة فائقة، في حين أن الظروف الصحية فيها مريعة.

في سياق متصل، طاولت 104 عمليات استهداف عسكرية "إسرائيلية" منشآت خاصة بالوكالة الأممية في قطاع غزة، في حين أن 109 من عاملي وكالة "أونروا" استشهدوا، جراء الغارات "الإسرائيلية" على كل مناطق القطاع منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

وينسلاند: إسرائيل قتلت 154 فلسطينياً بالضفة الشهر الماضي

من جهته، شدد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، "تور وينسلاند"، على تفاقم الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة، مشيراً إلى "أن الفترة الأخيرة شهدت بعض العمليات الإسرائيلية الأكثر كثافة في الضفة الغربية منذ الانتفاضة الثانية بما في ذلك استخدام الطائرات المسيّرة ضد الفلسطينيين، عدا عن استمرار عنف المستوطنين بمستويات عالية".

ولفت الانتباه إلى قتل الجيش "الإسرائيلي" والمستوطنين لـ154 فلسطينياً على الأقل، من بينهم 37 طفلاً، خلال الشهر الماضي لوحده في الضفة الغربية والقدس الشرقية.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد