دعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف"، اليوم الجمعة، 1 كانون الأول/ديسمبر، إلى تنفيذ وقف دائم لإطلاق النار في غزة، وذلك بالتزامن مع استئناف جيش الاحتلال "الإسرائيلي" حرب الإبادة على قطاع غزة اليوم في أعقاب انتهاء هدنة استمرت أسبوعاً.
وقال المتحدث باسم "يونيسف" "جيمس إلدر" للصحفيين عبر فيديو بثه من غزة، "يجب تنفيذ وقف دائم لإطلاق النار"، مضيفاً: "التقاعس في جوهره هو موافقة على قتل الأطفال".
وأكد "إلدر" سماع صوت القصف بالفعل، وهو في أحد المستشفيات، "التي تعرض محيطها لضربة على بعد حوالي 50 مترًا"، مشيراً إلى أن هذا هو أكبر مستشفى لا يزال يعمل في غزة، وتبلغ طاقته الاستيعابية 200% حاليا.
وأضاف: لا أستطيع المبالغة في تقدير مدى انخفاض الطاقة الاستيعابية للمستشفيات خلال الأسابيع السبعة الماضية، ولا يمكننا رؤية المزيد من الأطفال المصابين بجروح الحرب مع الحروق، والشظايا تتناثر على أجسادهم مع كسور العظام، مشدداً على أن "تقاعس أصحاب النفوذ يسمح بقتل الأطفال، وأن الحرب بغزة تستهدف الأطفال".
المتحدث باسم اليونيسف جيمس إلدر : هذه حرب على الأطفال
— حامد العلي (@Hamedalalinew) December 1, 2023
هكذا وصف إلدر المشهد في مستشفى في غزة مع انتهاء وقف إطلاق النار اليوم الجمعة ، قائلا : إنّ
"تقاعس أصحاب النفوذ هو الذي يسمح بقتل الأطفال". pic.twitter.com/NEQJ9PwxAu
وكان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، "تيدروس أدهانوم غيبريسوس" صرح، الأربعاء، أن 15 مستشفى فقط من أصل 36 في قطاع غزة ما زالت تقدّم خدماتها بكل طاقتها، غير أنها "مكتظة بالكامل". ولفت إلى أن ثلاثة مستشفيات فقط في شمال غزة ما زالت تعمل، من أصل 25 مستشفى، وقد عمدت إلى تقليص خدماتها إلى "أدنى مستوى"، علماً أنها "تفتقر إلى الوقود والمياه والغذاء"، مشدداً على "وجوب حماية القدرات الباقية للنظام الصحي ودعمها وتوسيعها".
وفي خلال الأيام الثلاثة الأولى من الهدنة المؤقتة التي بدأت يوم الجمعة الماضي، تلقّت منظمة الصحة العالمية 121 شحنة من الإمدادات في مستودعاتها في قطاع غزة، تشمل محاليل وريدية وأدوية ومستلزمات مختبرات وأخرى لعلاج الصدمات والجراحات.
أطباء بلا حدود: حرب "إسرائيل" ضد المدنيين الفلسطينيين
وفي سياق متصل، أفاد رئيس منظمة "أطباء بلا حدود" "كريستوس كريستو" بأن "لا تبرير أخلاقياً ولا قانونياً للعنف المرتكب في حقّ الفلسطينيين بقطاع غزة" وقال: إن الوضع فيه "كارثي وقد تخطّى الحدود الإنسانية"، مطالباً بوقف فوري لإطلاق النار.
وأوضح "كريستو"، في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة الأردنية عمّان، أمس الخميس، أن "الحرب ليست ضد حركة حماس فحسب، إنما ضد المدنيين الفلسطينيين"، لافتاً إلى أن "الأمراض بدأت تتفشّى في غزة".
وبيّن كريستو أن "لا قدرة للمساعدات الإنسانية على الاستجابة لإبادة شائنة تستهدف شعباً كاملاً في قطاع غزة"، مشيراً إلى أنه لا يمكن للأطباء أن يوقفوا القنابل.
وأكد رئيس "أطباء بلا حدود" أن الحرب "الإسرائيلية" على قطاع غزة تستهدفه بأكمله وتستهدف جميع سكانه، لافتاً إلى أن الإحصاءات الأخيرة تكشف توقّف نحو ثلاثة أرباع المستشفيات في القطاع عن العمل، مع خروج مستشفيات شمالي القطاع عن الخدمة كلياً تقريباً.
وأعتبر كريستو، أن "اعتقال طواقم طبية في غزة صدمة لنا"، مشدّداً على "وجوب احترام قدسية المستشفيات وتوثيق ما يحدث لطواقمنا"، مناشداً دول العالم والمنظمات الدولية والحقوقية "استخدام نفوذها الدبلوماسي لضمان وقف فوري ومستدام لإطلاق النار".
وأكد "كريستو" أن سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" نفّذت حصاراً كاملاً على قطاع غزة، وحالت دون وصول ضروريات البقاء إلى السكان العالقين فيه، فمنعت عنهم المياه والغذاء والإمدادات الطبية والوقود اللازم لتشغيل الحاضنات وأجهزة غسل الكلى في المستشفيات، مؤكداً أن قيود سلطات الاحتلال الصارمة حرمت السكان من المساعدات والإمدادات الضرورية، علماً أن الحاجة ملحّة إلى كميات هائلة منها.
وأكمل كريستو أن "على مدى أسابيع، رأينا القوات الإسرائيلية تزهق الأرواح، ورأينا 1.7 مليون شخص ينزحون من منازلهم وينتقلون للعيش وسط ظروف مكتظة وفوضوية ومأساوية لا مثيل لها".
الضفة الغربية المحتلة تواجه ارتفاعاً حاداً في مستويات العنف
وحول الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة، قال رئيس "أطباء بلا حدود": إنها "تعاني الأمرّين وتواجه ارتفاعاً حاداً في مستويات العنف"، مبيناً أن الهجمات التي تشنّها قوات الاحتلال "الإسرائيلي" والمستوطنون على الفلسطينيين ارتفعت بصورة هائلة بعد الحرب "الإسرائيلية" على غزة.
وشرح كريستو، الذي زار جنين، الأربعاء، أنه في خلال الاقتحامات، تعيق قوات الاحتلال "الإسرائيلي" عمل الفرق الطبية في المستشفيات، والأسوأ من ذلك أنها تمنع الناس من طلب الرعاية الطبية، إذ تقطع الطرقات وتمنع سيارات الإسعاف من نقل الجرحى.