للجمعة الثامنة على التوالي، تشهد عواصم ومدن عربية عدة مظاهرات تضامن مع قطاع غزة، الذي عاد اليوم ليواجه حرب الإبادة "الإسرائيلية" بعد هدنة مؤقتة استمرت أسبوعاً، وعاد مجدداً سكان القطاع وخاصة أطفاله أهدافاً مباشرة لجيش الاحتلال "الإسرائيلي" الذي ارتكبت طائراته الحربية ومدفعيته البرية والبحرية عشرات المجازر مخلفة نحو 180 شهيداً في أقل من 24 ساعة.
وأمام هذا المشهد المأساوي في القطاع المحاصر هتفت حناجر الآلاف في المدن العربية من أجل وقف إطلاق النار وإنهاء هذه الحرب على غزة.
مظاهرات الأردن: سنواصل معركة طوفان الأقصى بالضغط لإلغاء التطبيع
في العاصمة الأردنية، عمان شهد وسط البلد مظاهرة ضخمة انطلقت من المسجد الحسيني بعد صلاة الجمعة، نددت بحرب الإبادة التي يرتكبها جيش الاحتلال "الإسرائيلي" تحت نظر ومسمع العالم، وطالب المتظاهرون في هتافاتهم المجتمع الدولي والدول الكبرى والمنظمات الحقوقية بضرورة القيام بمسؤولياتها ووقف العدوان بشكل فوري.
ودعا المشاركون الحكومة الأردنية إلى تصعيد إجراءاتها ضد كيان الاحتلال وقطع كافة العلاقات معه، وإلغاء اتفاقيتي الغاز ووادي عربة، وعدم الاكتفاء بإلغاء اتفاقية الماء مقابل الكهرباء، وسحب السفير الأردني لدى الاحتلال.
وحذروا أمام وسائل الإعلام من مخططات الاحتلال الرامية إلى تهجير أهالي قطاع غزة والضفة الغربية، سعياً لإقامة مشروع الاحتلال التوسعي على حساب الدول العربية، داعين الدول العربية إلى العمل على وقف هذه الخطط.
واعتبر المتظاهرون أن العدوان "الإسرائيلي" لم يكن ليستمر لولا مباركة الولايات المتحدة ورئيسها "جو بايدن" الذي أعلن دعمه الواضح والصريح للجرائم التي ترتكب ضد قطاع غزة. لافتين إلى "أن المجتمع الدولي أصم ويكيل بمكيالين ولا يلتفت للحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني، وأن ينظر إلى العدوان بمباركة وصمت".
ورفعت في المسيرة شعارات تحيي المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وتثمن انتصاراتها على الاحتلال الذي يستخدم أحدث الأسلحة للبطش بالمدنيين والأبرياء.
وفي العقبة، أكد المشاركون في وقفة نظمتها أحزاب ونقابات أمام مسجد الحسين بن طلال في وسط المدينة تضامناً مع الأهل في غزة والمقاومة، أن "الاحتلال الاسرائيلي عاد مقهوراً مستوحشاً بقصف هستيري على كافة انحاء قطاع غزة بعد فشله الذريع المهين له قبل الهدنة".
وأشار المشاركون في كلمات لهم إلى أن استمرار قصف الاحتلال "الاسرائيلي" فور انتهاء الهدنة يعبر عن "تعطشه للدم وتصفية عرقية ممنهجة باتت واضحة أمام القاصي والداني لتصفية القضية الفلسطينية"، مؤكدين أن "الاحتلال غير قادر على تحقيق أهدافه المعلنة ويلجأ إلى قصف كل متحرك في قطاع غزة تحول إلى حرب على المستشفيات وتدمير المنازل على ساكنيها الآمنيين".
وحمل المشاركون في الوقفة "شعارات تندد بقتل الأبرياء في قطاع غزة"، خاصة بعد الهدنة والذي وصل فيه عدد الشهداء لعشرات الشهداء و الجرحى، مطالبين بمحاسبة الكيان "الإسرائيلي" على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني، والوقف الفوري للحرب على غزة وحماية المدنيين وإدخال المعونات الدولية بشكل عاجل ومستدام.
وأكدوا أنهم سيواصلون معركة طوفان الأقصى في الأردن وعموم الدول العربية عبر التحشيد والضغط لإسقاط التطبيع وإلغاء الاتفاقيات المنبثقة عنه.
العقبة: وقفة احتجاجية ضد العدوان الإسرائيلي ودعما للمقاومة (فيديو)#الغد #غزة_الآن pic.twitter.com/3VvxhqhCJt
— جريدة الغد (@AlghadNews) December 1, 2023
من اليمن: مع فلسطين جاهزون لكل الخيارات
وفي العاصمة اليمنية صنعاء، وككل جمعة منذ بدء الحرب على غزة، سالت طوفات بشرية في محافظات صنعاء وصعدة والحُدَيْدَة وذَمَار وإب وعَمْران، وانطلقت هذه المسيرات تحت عنوان "مع فلسطين جاهزون لكل الخيارات".
وشهدت محافظة صعدة شمالي اليمن، خروج مسيرات حاشدة وحذّر بيان صار عن منظمي المظاهرة النظام الأميركي والاحتلال "الإسرائيلي" من مغبة أيّ تصعيد في فلسطين المحتلة.
من البحرين: لا تعتادوا مشهد الموت
وفي البحرين، كانت تنظيم الوقفة قبل يوم تحت عنوان "موعد مع الحرية" وتم التنسيق من أجل سماع كلمات مسجلة من أسيرات محررات تم تحريرهن خلال فترة الهدنة ضمن اتفاقية تبادل الأسرى التي فرضتها المقاومة.
ولكن مع لحظة انتهاء وقت سريان الهدنة المؤقتة واستئناف جيش الاحتلال "الإسرائيلي" لجرائم الإبادة في قطاع غزة، تحول مسار الهتافات والشعارات ليضاف إليه أحد أهم الشعارات وهو "لا تعتادوا المشهد .. لا تعتادوا الموت والدمار".
حملت الوقفة التي شارك فيها عدد كبير في العاصمة المنامة عدة رسائل أبرزها دعوة الحكومة إلى إلغاء اتفاقية التطبيع مع كيان الاحتلال "الإسرائيلي" ودعوة المجتمع البحريني إلى مقاطعة منتجات كافة الشركات التي تدعم جيش الاحتلال.
وطالب المشاركون المجتمع الدولي بالكف عن عجزه وتواطئه والضغط من أجل فتح معبر رفح وإدخال الإمدادات الغذائية والطبية والوقود الكافية إلى القطاع المحاصر.
في الوقفة رفعت أعلام فلسطين ورفعت صور ضحايا المجازر "الإسرائيلي" في قطاع غزة مع عبارة "لسنا مجرد أرقام"، ولوحات تحمل كلمات تضامن مع كل الشعب الفلسطيني مثل "من رام الله للبحرين .. شعب واحد مش شعبين" ورسمت لوحات تحاكي الحرية الأثيرة والمطلوبة لكافة الأسرى الفلسطينيين.
وشهدت العاصمة القطرية الدوحة، الجمعة، وقفة تضامنية مع أهالي قطاع غزة، وتنديداً بالعدوان الإسرائيلي على القطاع المحاصر وكافة الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبما تشهده غزة من تدمير ممنهج واستهداف للمدنيين وتهجير للفلسطينيين.
وأفادت وسائل إعلام قطرية، بأنه "للجمعة الثامنة على التوالي، نظمت وقفة بعد صلاة الجمعة أمام مسجد الإمام محمد بن عبد الوهاب في العاصمة القطرية تضامناً مع فلسطين وغزة".
وطالب المشاركون بالوقفة التضامنية، بوقف الحرب "الإسرائيلية" على قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، كما رفعوا الأعلام الفلسطينية ولافتات تدعم الفلسطينيين والمسجد الأقصى والمقاومة، ودعوا إلى محاسبة الاحتلال "الإسرائيلي" على الجرائم التي يرتكبها ضد الشعب الفلسطيني.
وبحسب مقاطع فيديو للوقفة متداولة عبر منصة "إكس"، ردد المحتجون هتافات منددة بـالعدوان "الإسرائيلي"، وداعمة للمقاومة الفلسطينية.
#اللهم انصرهم وكنّ معهم وثبت أقدامهم 🇵🇸
— إيمان الكعبي 🇶🇦 (@emanalkabee) October 13, 2023
( من جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب في #الدوحة )#يوم_الجمعة #فلسطين #غزة_الآن
#جمعه_طوفان_الاقصي pic.twitter.com/zrZy2iQS8A
في مدينة بورتسودان خرج متظاهرون في مسيرة حاشدة تأييداً للمقاومة في غزة ومناهضة للإمارات المتحدة، مطالبين بطرد السفير الإماراتي "عقب موقفها الداعم لإسرائيل في جرائمه ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.