ارتكب جيش الاحتلال " الإسرائيلي" في اليوم الـ 60 لحرب الإبادة التي يشنها على قطاع غزة، مجازر مروعّة في مناطق خان يونس جنوبي القطاع، والنصيرات وسطه، وسط محاولات دبابات الاحتلال التوغل على محاور خانيونس، عبر تكثيف القصف على المربعات السكنية وتسويتها بالأرض.
وسجّلت مصادر طبيّة متعددة اليوم الثلاثاء 5 كانون الأوّل/ ديسمبر، ارتقاء أكثر من 50 شهيداً وعشرات الإصابات حتّى لحظة إعداد هذا الخبر، استقبلهم مستشفيي كمال عدوان شمال مدينة غزة، ومجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس.
وبالتوازي مع محاولات توغله في خانيونس، شنّ الاحتلال "الإسرائيلي" منذ ساعات الفجر الأولى، سلسلة من الأحزمة النارية، على أهداف مدنية استهدفت مجمع حمد السكني، ومسجداً وسط مدينة خانيونس ومدرسة تؤوي نازحين، ما أدّى إلى ارتقاء 43 شهيداً.
واستقبلت مستشفى ناصر والمستشفى الأوروبي في المدينة الشهداء وعشرات الجرحى، وأكّدت مصادر طبيّة أن معظم الإصابات من الأطفال جراء استهداف مدرسة تؤوي نازحين وسط المدينة.
واكّدت مصادر محليّة، أنّ العشرات من الإصابات تعذر نقلها إلى المستشفى، جراء كثافة قصف الاحتلال المتواصل بشكل مستمر على شكل أحزمة نارية، ما يمنع سيارات الإسعاف من التحرك في معظم مناطق خانيونس.
ومن المتوقع بحسب مراقبين، أن يصعد الاحتلال من مجازره في خان يونس، بعد أن نقل إليها ثقل عملياته البريّة، عقب فشله في مناطق شمال قطاع غزة، وسحب قواته من 70% منها بفعل تصدي المقاومة وتكبيده خسائر كبيرة، واتبع ذلك اليوم بالانسحاب من عدد من أحياء مدينة غزة الشمالية التي كان قد توغل فيها سابقاً، ولا سيما من شارع الجلاء وحي الشيخ رضوان.
يأتي ذلك، في ظل عجز في مستشفيات خان يونس عن استقبال الجرحى، حسبما اكّد الناطق باسم وزارة الصحّة في غزة الدكتور أشرف قدرة، وأشار إلى أنّ مجمع ناصر الطبي في حال انهيار مستمر نتيجة أعداد المصابين الكبيرة ونسبة إشغال الأسرة 200%.
واستهدف الاحتلال منازل الفلسطينيين في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وأفادت مصادر محليّة بارتقاء 10 فلسطينيين في استهداف منزل في المخيم، فضلاً عن أعداد من الجرحى وصلوا الى مستشفى كمال عدوان شمال مدينة غزة.
كما واصل الاحتلال غاراته العنيفة على مخيم المغازي وسط القطاع، فضلاً عن استهداف متواصل لمناطق جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون شمالاً، وأحياء مدينة غزة كالزيتون والشيخ رضوان، والتي سحب الاحتلال آلياته العسكرية منها جراء المقاومة العنيفة، واستعاض عن ذلك بالقصف المركّز.
يأتي ذلك، في ظل استمرار التحذيرات من مغبّة توقف مستشفى كمال عدوان عن العمل، نتيجة الضغط الكبير لأعداد الشهداء والجرحى التي تصل إليه، وسط انعدام الإمكانيات، واقتصارها على تقديم إسعافات طفيفة للجرحى، حسبما اكّدت وزارة الصحة الفلسطينية.
وتغصّ ممرات المستشفى، بنحو 108 شهداء ارتقوا خلال الأيام والساعات الفائتة، فضلاً عن مئات الحرجى، و7 آلاف نازح، فيما تسود مخاوف كبيرة من ارتكاب الاحتلال مجزرة بالمستشفى.
وقالت وزارة الصحة في تصريحات لها صباح اليوم: إنّ الاحتلال يحاصر المستشفى بالدبابات والقناصة المنتشرة على المباني المحيطة به، ويستهدف كل من يتحرك داخل المستشفى وفي محيطه.
وعبّرت الوزارة عن مخاوفها من ارتكاب الاحتلال مجزرة في المستشفى على غرار مجزرة مستشفى الشفاء التي حلّت بالمرضى والجرحى، وكذلك في المستشفى الإندونيسي شمال القطاع، والذي تعرض لاستهداف مباشر أخرجه عن الخدمة.
وترتفع أعداد ضحايا حرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزة، بشكل كبير يوماً بعد يوم وسط صعوبة في إجراء التحديثات الدقيقة لها، حسبما تؤكد الجهات الطبية والحكومية في القطاع، وبلغ عدد الضحايا حتى يوم أمس 15899 شهيداً، و70 % من ضحايا الحرب هم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحّة.
وقال الناطق باسم الوزارة د.أشرف القدرة ليل أمس الاثنين، إن أكثر من 42 ألف فلسطيني أصيبوا بجروح وحروق مختلفة جراء العدوان "الإسرائيلي" المتواصل لليوم الـ59 على التوالي فيما المنظومة الصحية في القطاع مصابة بعجز تام جراء تعمد الاحتلال "الإسرائيلي" استهداف المستشفيات بالإضافة إلى عدم توفر الوقود والمستلزمات الطبية في المستشفيات القليلة التي ما تزال تعمل.