الصحة العالمية: نفذنا أمراً "إسرائيلياً" بإزالة الإمدادات من المستودعات في خان يونس

الأوبئة تهدد الناجين من المجازر "الإسرائيلية" في قطاع غزة

الأربعاء 06 ديسمبر 2023
مركز إيواء تابع لـ "أونروا" في مخيم النصيرات
مركز إيواء تابع لـ "أونروا" في مخيم النصيرات

حذرت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة، الثلاثاء، من كارثة انتشار أمراض وبائية في قطاع غزة جراء النقص الحاد بالمياه والغذاء والدواء ومستلزمات النظافة لدى النازحين في مراكز الإيواء، مشيرةً إلى أن "عدد النازحين في القطاع بلغ أكثر من 1.8 مليون فلسطيني أي ما يقارب 80 بالمئة من سكان القطاع".

وقالت الكيلة، في مؤتمر صحافي عقدته بمدينة رام الله: إن "الحالة الوبائية في مراكز اللجوء من مدارس وتجمعات ومستشفيات وصلت إلى إحصائيات كارثية بكل معنى الكلمة"، لافتة إلى أن ذلك يأتي جرّاء النقص الحاد في المياه والغذاء والدواء والمستلزمات التي تتعلق بالنظافة، ما أدى إلى انتشار الأمراض والأوبئة بين النازحين وبأعداد مخيفة تنذر بالكارثة المحققة.

وأشارت الكيلة إلى أنه تم رصد ارتفاع ملحوظ في عدد الحالات المسجلة من الأمراض المعدية بين الفلسطينيين النازحين، ووفقا للوزيرة، تم تسجيل أكثر من 117 ألف حالة التهاب تنفسي حاد، وأكثر من 86 ألف حالة إسهال وجفاف حاد عند الأطفال دون سن الخامسة، وأكثر من 50 ألف حالة مرض جلدي منها 26 ألف حالة جرب وتقمل، وأكثر من 2400 حالة جدري.

وتابعت: أن "عدد الحالات المرضية التي سجلت خلال شهر واحد من العدوان على قطاع غزة من مرض الإسهال لدى الأطفال، تفوق عدد الحالات التي سجلت للمرض نفسه للفئة العمرية نفسها خلال العامين 2020 و2021".

ولفتت الكيلة إلى أنه تم رصد ازدياد في حالات مرض التهاب الكبد الوبائي، حيث تم تسجيل حوالي ألف حالة مصابة بالمرض وهذا خطير جداً"، وفق تأكيدها.

وتطرقت الكيلة إلى الأوضاع على مستوى القطاع الصحي في عزة، والنقص الحاد في عدد الأسرّة والأدوية، وقالت: "لا تزال 20 مستشفى خارج الخدمة، وبلغت نسبة الإشغال في مشافي جنوب قطاع غزة حتى الآن أكثر من 216 بالمئة، إلى جانب النقص الحاد في الكوادر البشرية والأدوية والمستلزمات الطبية والوقود".

الصحة العالمية: نفذنا أمراً "إسرائيلياً" بإزالة الإمدادات من المستودعات في خان يونس

بدوره، قال ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة "ريتشارد بيبركورن" للصحافيين عبر رابط فيديو من غزة، الثلاثاء: إن "الوضع يزداد سوءاً كل ساعة". وأضاف: القصف يشتد في كل مكان، بما يشمل المناطق الجنوبية في خانيونس وحتى رفح.

وأردف "بيبركورن": إن المساعدات الإنسانية التي تصل إلى غزة قليلة للغاية وإن منظمة الصحة العالمية تشعر بقلق بالغ إزاء ضعف النظام الصحي في القطاع المكتظ بالسكان مع تحرك المزيد من الناس جنوباً، هرباً من القصف. وتابع: "أريد أن أوضح أننا بصدد كارثة إنسانية متزايدة".

وأوضح أن منظمة الصحة العالمية نفذت أمراً "إسرائيلياً" بإزالة الإمدادات من المستودعات في خانيونس، مضيفاً أن المنظمة أُبلغت بأن المنطقة "ستصبح على الأرجح منطقة قتال نشط في الأيام المقبلة"، وقال: "نريد أن نتأكد من أننا قادرون بالفعل على توصيل الإمدادات الطبية الأساسية".

ومع استجابة المنظمات الدولية في كل مرة لـ "أوامر" الاحتلال "الإسرائيلي" بإخلاء مقراتها كما في شمالي قطاع غزة ومدينة غزة في شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي وخان يونس جنوبي القطاع منذ أيام، طالبت الحكومة الفلسطينية في غزة المؤسسات والهيئات والمنظمات الدولية بضرورة القيام بدورها المطلوب منها بشكل فاعل ومحوري، داعية وكالة "أونروا" إلى العودة للعمل في محافظتي غزة وشمال غزة، وكذلك باقي المنظمات الأممية والدولية الأخرى مثل منظمة الصليب الأحمر واليونيسف ومنظمة الصحة العالمية وغيرها من المنظمات الدولية بضرورة القيام بدورهم المطلوب منهم في حماية المستشفيات والمرافق الحيوية وحماية الفلسطينيين لاسيما الأطفال والنساء والمدنيين ووضع حلول جذرية للنازحين.

وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في مؤتمر صحفي له اليوم: تجاوز عدد النازحين الذين خرجوا من منازلهم 1.5 مليون ونصف المليون إنسان في قطاع غزة، "وهؤلاء جميعاً يعانون معاناة بالغة الصعوبة في الحصول على الغذاء والماء والدواء، كما ويعانون من سوء المعيشة والمأوى مما فاقم حياتهم اليومية، التي ازدادت صعوبة بانتشار الأمراض والأوبئة المختلفة بالتزامن مع دخول فصل الشتاء والبرد القارس"، محذراً أن وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة أو اتباع سياسة التنقيط في إدخالها "يُعد أسلوباً وضيعاً في الضغط على الشعب الفلسطيني وعلى الأطفال والنساء من خلال حرمانهم من الغذاء والدواء وحرمانهم من مستلزمات الحياة المهمة والأساسية ومن أبسط حقوقهم، ويعدُّ حُكماً بالإعدام على 2.4 مليون إنسان في القطاع مع سبق الإصرار".

وقال المكتب الإعلامي الحكومي: إنه مازال يرتقي عشرات الجرحى من أصحاب الإصابات المتوسطة مع الشهداء، وذلك بسبب انهيار النظام الصحي في غزة وشمالي، حيث ارتكب جيش الاحتلال مجازر متعددة أفضت إلى عدد كبير من الضحايا لم تتمكن الطواقم الطبية من إنقاذهم بسبب توقف غرف العمليات الجراحية وتوقف عمل أكثر من 75 مستشفىً ومركزاً صحياً، وكذلك لم تتمكن آليات الدفاع المدني من الوصول إلى مناطق المجازر والقصف مما زاد عدد الشهداء، بسبب تدمير الاحتلال لقرابة 80% من آليات الإنقاذ، وانعدام وجود الوقود الذي يتحرك من خلالها الآليات المتبقية.

50 ألف طن من المتفجرات ألقيت على قطاع غزة

ولليوم الستين على التوالي تتواصل حرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزة مخلفة آلاف الضحايا، وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي فإن 77 مجزرة كبيرة ارتكبها جيش الاحتلال "الإسرائيلي" بعد انتهاء الهدنة المؤقتة الأسبوع الماضي أسفرت عن استشهاد 1248 فلسطينياً ممن وصلوا إلى المستشفيات فيما لا يزال المئات عالقين تحت الأنقاض دون ان تتمكن طواقم الإنقاذ من استخراج جثامينهم.

وأضاف المكتب أن عدد شهداء حرب الإبادة على غزة تجاوز (16,248) شهيداً، ارتقوا في (1550) مجزرة بينهم (7,112) طفلاً و(4,885) امرأة فيما لا يزال (7600) في عداد المفقودين إما تحت الأنقاض أو مصيرهم مجهول.

وتابع المكتب: أن من بين الشهداء (286) من الطواقم الطبية و (32) شهيداً من طواقم الدفاع المدني و(81) صحفياً شهيداً

وقال المكتب: إن طائرات الاحتلال "الإسرائيلي" الحربية ألقت على قطاع غزة أكثر من 50,000 طن من المتفجرات التي سقطت على منازل المواطنين المدنيين وعلى المستشفيات والمدارس والمؤسسات المدنية، ما جعلها أثراً بعد عين، مطالباً المجتمع الدولي بتحمل كامل المسؤولية عن الدعم المطلق الذي يمنحه للاحتلال لمواصلة قتل آلاف المدنيين وخاصة من الأطفال والنساء.

وأكد المكتب أن الغارات الجوية والمدفعية "الإسرائيلية" أسفرت عن تدمير أكثر 61% من المنازل والوحدات السَّكنية في قطاع غزة، "حيث دمّر الاحتلال 305,000 وحدة سكنية ضمن حرب الإبادة الجماعية الشاملة ضد شعبنا منها 52,000 وحدة سكنية تدميراً كلياً، و253,000 وحدة سكنية تدميراً جزئياً".

 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد