أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم الأربعاء، 6 كانون الأول/ديسمبر، أن مناطق شمالي قطاع غزة تعاني نقصاً حاداً في الخدمات الصحية والطبية، وبات شمالي القطاع بلا خدمات صحية وطبية، بعد ان حاصر جيش الاحتلال الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان الوحيد شمالي قطاع غزة.
وقال المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة، الدكتور منير البرش، إن "قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة في شمال القطاع أخرجت بالقوة والإرهاب وبفوهات الدبابات مستشفى كمال عدوان من الخدمة". مشيراً إلى أن "قوات الاحتلال تحاصر المستشفى الذي أصبح دون وقود، وتطلق النار على كل من يتحرك داخله".
ويعتبر مستشفى كمال عدوان المستشفى الوحيد المتبقي في شمال قطاع غزة بعد تدمير جيش الاحتلال "الإسرائيلي" لأكثر من 14 مستشفى في محافظتي غزة وشمال غزة بالقصف الجوي وقذائف الدبابات والمدفعية، وفقًا للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
وفي هذا السياق، أوضح الدكتور البرش بأن هناك أكثر من 100 جثة لشهداء داخل مستشفى كمال عدوان لا يسمح الاحتلال بدفنها. وأشار إلى أن مناطق شمال قطاع غزة أصبحت بالكامل دون خدمات صحية.
وفي مستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة، أكد الدكتور البرش أنه تم استقبال 73 شهيدا و123 جريحا خلال الـ 24 ساعة الأخيرة.كما حذر من أن "الوقود نفد من سيارات الإسعاف والدفاع المدني، وبالتالي لا أحد يستطيع الوصول إلى الجرحى".
وكانت منظمة الصحة العالمية حذرت أمس، من أن الوضع في غزة يقترب من أن يكون الأحلك في تاريخ البشرية، مع تواصل العدوان الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
"أطباء بلا حدود": مئات المرضى في حاجة إلى رعاية طارئة
في سياق متصل، طالبت منظمة "أطباء بلا حدود"، اليوم الأربعاء، برفع الحصار عن غزة وتوفير الإمدادات والمساعدات الإنسانية الطبية للمدنيين بشكل عاجل.
وقالت المنظمة في بيان على موقع التواصل الاجتماعي "إكس": إن "الوقود والإمدادات الطبية وصلت إلى مستويات منخفضة للغاية في مستشفى شهداء الأقصى بالمنطقة الوسطى من القطاع بسبب إغلاق الطرق".
وشدّد البيان على أن مئات المرضى في حاجة إلى رعاية طارئة؛ بسبب القصف الإسرائيلي المتواصل.
ونقلت المنظمة عن منسقة الطوارئ، ماري ريفيال، قولها: إن "700 مريض وصلوا إلى مستشفى الأقصى، ومرضى جدد يصلون طوال الوقت، والإمدادات الأساسية لعلاجهم نفدت".
وقال منظمة "أطباء بلا حدود": أنه "يجب أن يتوقف كل هذا الآن، وطالبت الحكومات في جميع أنحاء العالم بالضغط على "إسرائيل" لوقف الهجمات على الناس في غزة وإنهاء الحصار".
من جهته، دعا برنامج الأغذية العالمي، اليوم الأربعاء، إلى وقف عاجل لإطلاق النار في غزة لأسباب إنسانية. وقال برنامج الأغذية العالمي في بيان: إن "توزيع المساعدات بغزة أصبح شبه مستحيل، ويعرض حياة العاملين في المجال الإنساني للخطر".
وأشار البيان إلى أن "الهدنة التي استمرت أسبوعاً سمحت بالوصول إلى 250 ألف شخص في داخل قطاع غزة". مؤكداً أن استئناف الحرب حاليا يشكل "كارثة بالنسبة للسكان المدنيين في غزة".
يأتي كل ذلك، في وقت يواصل الاحتلال "الإسرائيلي" ارتكاب مجازر جديدة ضد الفلسطينيين في القطاع المحاصر، حيث أعلن اليوم عن استشهاد مدير عيادة خزاعة الحكومية رامز النجار ونجله زيد خلال اقتحام جيش الاحتلال صباح أمس لمنطقة ارميضة في بني سهيلا شرق خانيونس.
فيما ارتفع عدد ضحايا حرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزة إلى 16248 شهيداً، بينهم 7112 طفلاً و4885 امرأة، إضافة إلى 43616 جريحاً. كما بلغ عدد المفقودين 7600 شخص، إما تحت الأنقاض، أو أن مصيرهم ما زال مجهولاً وفق مكتب الإعلام الحكومي في غزة.