أكّد المرصد "الأورو متوسطي" لحقوق الإنسان، وشهادات مدنيين، اعتقال جيش الاحتلال "الإسرائيلي" عشرات المدنيين الفلسطينيين من مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" والتنكيل بهم وتعريتهم من ملابسهم.
وكان جيش الاحتلال، قد نشر يوم أمس، صور تظهر اعتقال جنوده العشرات من الشبان، وتعريتهم وإظهارهم بوضعية تنكيل مذلّة، ونقلهم عبر شاحنات عسكرية إلى مراكز اعتقال خارج حدود قطاع غزّة، مدعياً أنهم أسرى من حركة (حماس.)
وزعم الناطق العسكري باسم جيش الاحتلال "الإسرائيلي" أنّ جيشه "أسر" مجموعة من مقاتلي حركة (حماس)، وقال إنّه سيجري التحقيق معهم ومعرفة ارتباط كل واحد منهم بالحركة، وفق مزاعم أطلقها في مؤتمره الصحفي الدوري يوم أمس الخميس 7 كانون الأول/ نوفمبر.
إلّا أنّ وقائع نشرها المرصد "الأورو متوسطي" وشهادات نقلتها وسائل إعلامية عن أقارب لمعتقلين شاهدوهم عبر الصور التي نشرها الاحتلال، كذّبت مزاعم الجيش، وبيّنت أنّ المعتقلين هم من المدنيين، وبعضهم جرى التعرف عليهم من قبل أقاربهم المقيمين خارج القطاع..
ونقل الشاب هاني المدهون الذي يقيم في الولايات المتحدة منذ 23 عاماً، في حديث صحفي، إنه تعرّف على والده وشقيقه وأقارب له بين المعتقلين الذين تداولت وسائل الإعلام صورتهم بعد نشرها من قبل جيش الاحتلال.
وقال المدهون في حديث لـ" الحرّة" إنّ جيش الاحتلال اعتقل كلا من: والده الذي يبلغ من العمر (72 عاما)، وشقيقه محمود الذي يبلغ من العمر (32 عاما)، وأبناء أخيه (بمن فيهم الطفل عمر الذي لا يتجاوز الـ13 عاما.)
ووثق المرصد، عبر إفادات، قيام قوات الاحتلال، بحملات اعتقال عشوائية وتعسفية بحق النازحين وبينهم أطباء وأكاديميين وصحفيين ومسنين، من داخل مدرستي (خليفة بن زايد) و(حلب الجديدة) التابعتين لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في منطقة بيت لاهيا شمال قطاع غزّة.
ومن بين المعتقلين، الصحفي "ضياء الكحلوت" العامل في صحيفة "العربي الجديد" ونقل “الأورومتوسطي"، عن شقيقته، إن القوات "الإسرائيلية" أجبرته على ترك طفلته المعاقة "ندى" البالغة (7 أعوام) ومن ثم اعتقاله تحت تهديد السلاح، وتجريده كحال جميع المعتقلين من الملابس والاعتداء عليهم بالضرب المبرح.
كما نقل المرصد عن الشاب "محمد الكحلوت" إن القوات "الإسرائيلية" عمدت إلى حرق عدة منازل في منطقة مشروع بيت لاهيا وشن حملات اعتقال عشوائية بحق من تبقى من السكان فيها بعد الاعتداء عليهم بالضرب إثر حصارهم داخل مراكز الإيواء وعدد من المنازل.
وأكّد المرصد، أنّ الاحتلال عمد على تنفيذ عمليات قنص مباشر، في المدارس التي جرى اعتقال الشبان منها، وقتل عدد من الفلسطينيين رغم رفعهم الرايات البيضاء.
ونقل المرصد عن الشاب "محمد الراعي" إنه شهد على إطلاق القوات "الإسرائيلية" الرصاص باتجاه سبعة شبان على الأقل خلال الاعتقال، وذلك لتلكؤهم في نزع ملابسهم، حسبما أكّد للمرصد.
كما نفذ الاحتلال عمليات اعتقال من داخل المنازل في مشروع بيت لاهيا، وإخراج كل من فيها تحت السلاح بما في ذلك كبار السن، ووثّق المرصد، اعتقال كل من خليل هاشم الكحلوت (65 عاماً)، ورفيق أحمد الكحلوت (60 عاما)، ومحمد إسماعيل الكحلوت (57 عاما).
بدوره، عبّر رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدورة فارس عن قلقه، بسبب التعتيم الكبير المفروض على المعتقلين الذين جرى اقتيادهم من قطاع غزّة، مشيراً إلى أنه لا توجد معلومات رسمية عن أعداد أو أسماء أسرى قطاع غزة في السجون "الإسرائيلية."
وأكّد فارس، أنّ الاحتلال يمنع كل محاولات معرفة أعداد الأسرى ومصيرهم الذين اعتقلهم من القطاع، كما أنّه لا يسمح لمحامي الهيئة أو الصليب الأحمر بزيارتهم أو استلام أسمائهم، وهذا ينطبق على كل من اعتقلهم منذ 7 أكتوبر الفائت، حسبما أضاف.
يأتي ذلك، في إطار تصعيد قوات الاحتلال "الإسرائيلي" من ممارساتها الرامية إلى تهجير أهالي مناطق شمال القطاع، بعد استئناف العمليات العسكرية ضمن ما أسماها المرحلة الثانية من التوغل البرّي، وبدأت يوم 1 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، بالتوازي مع تخفيض الاندفاع العسكري عبر الجبهة الشمالية، وتوجيه عملية الاجتياح على محور منطقة خانيونس جنوب القطاع.
وبحسب مراقبين، فإن ممارسات جيش الاحتلال، تسعى إلى البحث عن صورة نصر يقدمها للرأي العام "الإسرائيلي" حيث يكثّف الاحتلال مزاعمه باعتبار المعتقلين أسرى لكتائب القسام، فيما يُرفق تلك الممارسات بعمليات قصف للمربعات السكنية، واستهداف مراكز النزوح بقنابل الغاز والفوسفور وعمليات القنص.