وثقت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، في تقرير لها، اليوم الجمعة، 8 كانون الأول/ديسمبر، استشهاد 273 فلسطينياً داخل مراكز الإيواء التابعة لها في مناطق متفرقة من قطاع غزة، بعد استهدافها بشكل مباشر من قبل جيش الاحتلال "الإسرائيلي"، كما أصيب 966 بجروح مختلفة، يأتي ذلك بوقت أعلنت فيه منظمة الصحة العالمية توثيق 212 هجومًا على المرافق الصحية، وذلك منذ بدء حرب الإبادة "الإسرائيلية" على القطاع في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وفي الوقت نفسه، أكد خبراء الأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان، إنه يجب على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة استخدام جميع التدابير المتاحة لها ونفوذها، لتعزيز وقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة، ومن أجل "العمل بشكل جماعي لإنقاذ قطاع غزة من الدمار الشامل والوفيات الجماعية، والحفاظ على سبب وجود الأمم المتحدة".
وأعلنت وكالة "الأونروا"، في تقرير صادر عنها اليوم، إن 33 مؤسسة تابعة لها أصيبت بشكل مباشر من القصف، كما تضررت 57 مؤسسة بسبب عمليات القصف المستمرة لليوم الـ 63 على التوالي، لافتة إلى أن 1,2 مليون نازح ممن فقدوا منازلهم، أو تعرضت مناطقهم للقصف، لجأوا إلى 155 مركز إيواء تابع لها.
وأشارت "الأونروا" إلى أن 132 من موظفيها استشهدوا في عمليات القصف المستمر على القطاع، مؤكدة وجود 11388 مريضاً داخل مراكز الإيواء يحتاجون إلى رعاية طبية، إضافة لوجود 50 ألف امرأة حامل بحاجة ماسة للعلاج والرعاية الصحية.
من جانبها، وثقت منظمة الصحة العالمية، 212 هجوماً على مرافق الرعاية الصحية في قطاع غزة، منذ بدء العدوان.
وأسفر القصف المدفعي والجوي الإسرائيلي، وكذلك التوغل البري الذي ينفذه جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 63 يوماً، عن مقتل ما لا يقل عن 565 شخصاً وإصابة 732 آخرين من العاملين بالقطاع الصحي، مثلما طال 56 منشأة صحية و59 مركبة إسعاف. وفق منظمة الصحة العالمية.
ووفقًا لإحصائيات المنظمة العالمية، والتي صدرت اليوم الجمعة، فإن 60% من الهجمات التي تعرضت لها المرافق الصحية و58% من المستشفيات التي تضررت كانت في مدينة غزة. وشددت المنظمة على أهمية احترام القانون الدولي والتدخل الفعال لضمان حماية المرافق الصحية.
خبراء أمميون: دعوة إلى إنقاذ قطاع غزة من الدمار الشامل
وقال خبراء الأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان، إنه يجب على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة استخدام جميع التدابير المتاحة لها ونفوذها، لتعزيز وقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة.
وأكدوا أنه، "يتعين على الدول الأعضاء أن تتحرك في مجلس الأمن أو الجمعية العامة حسب الحاجة، للضغط من أجل وقف دائم لإطلاق النار في غزة".ورحبوا برسالة الأمين العام أنطونيو غوتيريش إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، استنادا إلى المادة 99 لميثاق الأمم المتحدة، التي تدعو المجلس إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتجنب الانهيار التام للنظام العام والنظام الإنساني في غزة.
وعبر الخبراء الأمميون، في بيان لهم، اليوم الجمعة، عن دعمهم الكامل للأمين العام غوتيريش، وهو يتولى قيادة أكبر في الجهود المبذولة لإنهاء الكارثة الإنسانية التي تتكشف في غزة. وأعربوا عن أسفهم على انهيار وقف إطلاق النار الإنساني المؤقت، واستئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية واسعة النطاق في غزة في الأول من كانون أول/ ديسمبر الجاري، مؤكدين أنه "على مدى الأيام السبعة الماضية، أدى القصف الإسرائيلي إلى مقتل أكثر من 2000 فلسطيني، ما رفع العدد الإجمالي للقتلى الفلسطينيين منذ بدء الأعمال العدائية إلى أكثر من 17000".
وقال الخبراء: إن "التقارير تفيد بأن 70% من القتلى في غزة هم من النساء والأطفال، في حين أدت العمليات العسكرية المستمرة وأوامر الإخلاء المتزايدة باستمرار إلى نزوح 85% من سكان القطاع"، مشدّدين على أن "هذه الأفعال قد ترقى إلى حد النقل القسري للسكان، وهي جريمة ضد الإنسانية".
وأعربوا عن قلقهم من تضاؤل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بسبب النقص في الإمدادات الأساسية، ونقص الوقود، وانقطاع الاتصالات، والقيود على الحركة، وانعدام الأمن الشديد.
وأشار الخبراء الأمميون، إلى أن "مثل هذه الأعمال يمكن أن تكون بمثابة عقاب جماعي، وهو أمر محظور بموجب القانون الإنساني الدولي". مؤكدين على أنه"يجب على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة أن تفعل كل ما في وسعها لإنهاء المعاناة في غزة واستعادة السلام والأمن الدوليين، قبل أن نصل إلى نقطة اللاعودة".