دقت منظمات إغاثة دولية ناقوس الخطر بشأن الوضع المروع في قطاع غزة بعد أكثر من شهرين على حرب الإبادة "الإسرائيلية" ضد سكانه المدنيين، لا سيما النساء والأطفال،، محذرة في مؤتمر عبر الفيديو مع الصحافيين من استمرار القصف والنزوح والمجاعة وتفشي الأمراض.
"منظمة رعاية الأطفال" أشارت إلى الفظائع التي تتكشف في قطاع غزة. وحذرت "ألكسندرا ساييه" مسؤولة بالمنظمة، من أن "أولئك الذين نجوا من القصف يواجهون الآن خطر الموت الوشيك بسبب الجوع والمرض".
وقالت: "تخبرنا فرقنا عن ديدان يتم انتشالها من الجروح وأطفال يخضعون لعمليات بتر أطراف دون تخدير، أو يصطفون بالمئات لاستخدام مرحاض واحد أو يجوبون الشوارع بحثاً عن الطعام".
يأتي ذلك، في وقت حذر فيه "برنامج الأغذية العالمي" أيضاً، من حدوث مجاعة في قطاع غزة، مؤكداً أن الإمدادات متقطعة وغير كافية للتعامل مع مستوى ارتفاع نقص الغذاء في غزة، وأن ما لا يقل عن 97% من الأسر في شمال غزة تواجه نقصاً حاداً في الغذاء، حيث يعيش تسعة من كل عشرة أشخاص يوماً كاملاً وليلة دون طعام.
من جهتها، قالت بشرى الخالدي من منظمة "أوكسفام"، ومقرها بريطانيا: "إن الوضع في غزة ليس مجرد كارثة، إنه مروع مع عواقب محتملة لا رجعة فيها على الشعب الفلسطيني"، مؤكدة أن "المناطق الآمنة الإسرائيلية داخل غزة هي سراب".
بدورها، قالت "شاينا لو" من المجلس النروجي للاجئين: "ببساطة لا توجد مساحات آمنة في غزة، وقد رأينا هذا منذ التوجيه الإسرائيلي الذي يدعو الناس إلى الفرار من شمال غزة إلى الجنوب". مؤكدة أن "التوجيهات الإسرائيلية التي تُجبر الفلسطينيين على الوجود في المناطق المكتظة في جنوب غزة، دون أي ضمانات للسلامة أو العودة، تنتهك بشكل صارخ القانون الإنساني الدولي".
وبحسب "كيارا ساكاردي" من منظمة "العمل ضد الجوع"، فإن الوضع يقوض كرامة الناس لأنهم لا يستطيعون تنظيف أنفسهم أو تنظيف أطفالهم، داعية إلى وقف إطلاق النار وإرسال مساعدات عاجلة.
أما "ساندرين سيمون" من "جمعية أطباء العالم الخيرية"، فروت كيف أصيب زميل لها في مدينة خانيونس بجنوب القطاع عندما هاجمت دبابة مدرسة كان قد لجأ إليها.
وقالت: "استغرق الأمر ساعات للوصول إلى المستشفى، حيث كان فريق التمريض المرهق يحاول يائساً رعاية مئات المرضى الممددين على الأرض". وتابعت محذرة: "مستشفيات غزة تصبح مشارح. هذا غير مقبول".
كذلك، روت رئيسة "منظمة أطباء بلا حدود"، "إيزابيل ديفورني"، قصة مماثلة، قائلة: "نعمل في مستشفى الأقصى، ونستقبل ما معدله 150 إلى 200 جريح حرب يومياً، منذ الأول من كانون الأول/ ديسمبر الجاري". وأضافت: أنه في أحد أيام هذا الأسبوع "استقبلوا عدداً من القتلى يفوق عدد الجرحى، المستشفى مكتظ والمشرحة مكتظة، والوقود والإمدادات الطبية بلغت مستوى منخفضاً للغاية".
وأشارت ديفورني، إلى أن الوضع مأساوي أيضاً في مستشفى ناصر بخان يونس، حيث إن "20% من المرضى الذين يصلون إليه توفوا بالفعل"، وتشكل النساء والأطفال ما دون الثامنة عشرة غالبية الشهداء في غزة بحسب تأكيدها.
وتحدثت ديفورني عن "مذبحة عشوائية ترتكب في قطاع غزة". وأضافت: "لقد أظهرت إسرائيل تجاهلاً تاماً لحماية المنشآت الطبية في غزة".
من جانبه، قال المدير العام لـ "منظمة الصحة العالمية"، "تيدروس أدهانوم غيبريسوس": إنه بالنظر إلى الظروف المعيشية ونقص الرعاية الصحية، يمكن أن يموت عدد أكبر من الناس بسبب الأمراض مقارنة بالقصف في غزة.
كما حذر من أمراض عدة بما في ذلك التهابات الجهاز التنفسي الحادة والإسهال والطفح الجلدي وجدري الماء، التي ظهرت بسبب الاكتظاظ ونقص الغذاء والماء والنظافة الأساسية والأدوية.
وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أعلن في وقت متأخر الخميس أن 14 مستشفى فقط من أصل 36 في قطاع غزة لا تزال تعمل.