في الجمعة العاشرة، من حرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزة، لم تخفت كثيراً أصوات المظاهرات الغاضبة في الشوارع العربية المطالبة بوقف هذه الحرب واتخاذ مواقف حكومية ورسمية فاعلة لإنقاذ قطاع غزة من مجازر الإبادة والتجويع والتهجير، فيما يبدو أن حراك الشارع العربي لم يؤت أكله كثيراً على المستوى الرسمي العربي والفلسطيني، مع تصاعد المجازر "الإسرائيلية" وانحدار الوضع الإنساني في القطاع إلى مستويات لم يسبق لها مثيل بحسب تصريحات مسؤولي معظم المنظمات الدولية، التي ما تزال عاجزة هي الأخرى عن إنقاذ أهالي غزة من نيران المحرقة التي ترتكب بحقهم.
إحياء ذكرى انطلاقة حركة حماس في الضفة الغربية
في الضفة الغربية التي ودعت بدورها عشرات الشهداء منذ بدء الحرب على قطاع غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، خرجت مسيرات في مدن عدة بعد صلاة الجمعة، رفضاً لعدوان قوات الاحتلال "الإسرائيلي" على القطاع المحاصر، ودعماً للمقاومة في خوضها اشتباكات ضارية لصد الهجوم البري "الإسرائيلي" الذي بدأ في السابع والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر.
في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، انطلقت مسيرة من مسجد البيرة الكبير (جمال عبد الناصر) لدوار المنارة بعد صلاة الجمعة، ورفع المشاركون رايات حماس لتزامن المسيرة مع ذكرى انطلاق الحركة، وخلال وقفة على دوار المنارة قبل إكمال المسيرة فعالياتها، ألقى القيادي في حماس حسام بدران المبعد إلى الخارج، كلمة مسجلة عبر مكبرات الصوت.
وفي مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، انطلقت مسيرة من أمام مسجد الحسين بعد صلاة الجمعة، وجاب المشاركون شوارع المدينة رافعين فيها رايات حركة حماس وسط هتافات لفصائل المقاومة التي تقاتل على الأرض في قطاع غزة ، ومن بين الهتافات: "يا اللي عندك بارودة، ومخبيها للأعراس، يا بتطخ اليهودي أو بتعطيها لحماس".
كذلك خرجت مسيرة دعت لها حركة حماس في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، ورفعت فيها رايات الحركة، وجابت شوارع المدينة.
وانطلقت مسيرات أخرى من المساجد بعد صلاة الجمعة إلى مراكز المدن، وردد المشاركون خلالها هتافات مؤيدة للمقاومة في غزة، ومطالبة بالوقف الفوري للحرب، كما أدان المحتجون المواقف الأميركية والدولية الغربية الداعمة للاحتلال "الإسرائيلي".
وقالت وسائل إعلام فلسطينية: إن قوات الاحتلال قمعت مسيرة مناهضة للحرب على غزة في مدينة حيفا المحتلة داخل الأراضي المحتلة عام 1948، واعتقلت عدداً من المشاركين.
تجديد المطالبة المستمرة بوقف العلاقات بين الأردن والاحتلال
في الأردن، تظاهر آلاف الأردنيين والفلسطينيين في العاصمة عمّان وفي باقي محافظات الشمال والجنوب نصرة لغزة، للجمعة العاشرة على التوالي.
الحركة الإسلامية نظمت مسيرة قرب الدوار السادس في العاصمة عمّان للمطالبة بوقف إطلاق النار ووضع حد للجرائم التي يرتكبها الجيش "الإسرائيلي" بحق المدنيين في القطاع.
وجدد المشاركون مطالبتهم المستمرة منذ بدء 70 يوماً الحكومة الأردنية بقطع العلاقات مع الكيان "الإسرائيلي"، وإلغاء اتفاقيتي وادي عربة والغاز، كما جددوا المطالبة التي لم تلق آذاناً من الحكومة الأردنية بطرد السفيرة الأميركية لدى عمّان "يائل لمبرت" وإلغاء اتفاقية الدفاع المشترك مع الولايات المتحدة وإخراج القواعد الأميركية من البلاد.
ورفع المشاركون لافتات كُتبت عليها شعارات مثل: "أكبر خطر على كوكب الأرض هو حكومة الولايات المتحدة"، و"أوقفوا هولوكوست غزة" و"أميركا رأس العدوان".
كما شارك نحو ألفي شخص في تظاهرة انطلقت عقب صلاة الجمعة على مقربة من السفارة الأمريكية غرب عمّان، حاملين لافتات كتب على بعضها "أوقفوا المذبحة في غزة" و"المقاومة طريقنا للتحرير والعودة".
وحمل متظاهرون لافتات على إحداها علم الكيان "الإسرائيلي" وعلم الاتحاد الأوروبي والعلم الأمريكي كتب أسفلها "تحالف الإرهاب"، وأخرى حملت صورة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" مع حذاء على وجهه وكتب أسفلها "أمريكا رأس الإرهاب".
وهتف المتظاهرون "الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل"، و"هذه غزة ما تنداس، ما دام فيها حماس… فيها شارون انكسر وطلع منها موطي الراس".
كذلك نظم المئات من ممثلي التيار اليساري والقومي مسيرة وسط العاصمة وطالبوا بقطع العلاقات مع "إسرائيل".
وأكد المشاركون في المسيرة، أن ما يرتكبه جيش الاحتلال "الإسرائيلي" من جرائم، ومحاولات التهجير القسري، يتنافى كلياً مع الأعراف والتقاليد والقوانين الدولية، داعين إلى تحرك دولي وعربي عاجل لوقف هذا العدوان.
ورفعوا، العلمين الفلسطيني والأردني، ولافتات تؤكد رفض العدوان، والداعية لوقف المجازر.
وخرج المئات من سكان مدينة الزرقاء في الأردن، في مظاهرة لدعم سكان غزة والتنديد بجرائم الاحتلال في القطاع.
وشارك أردنيون وفلسطينيون بعد صلاة الظهر في وقفة بمحافظة إربد منددة بالعدوان "الإسرائيلي" على أهالي القطاع وقتل الأطفال والنساء.
وفي محافظة الكرك، هتف المشاركون في وقفة تدين العدوان، مطالبين بحماية المدنيين من قصف الاحتلال الإسرائيلي للقطاع، وندد المشاركون بمسيرة في محافظة العقبة بالعدوان الإسرائيلي على غزة، وطالبوا بوقفة وبحماية المدنيين.
مسيرة كبيرة في طرابلس بلبنان
في لبنان، شارك المئات من الفلسطينيين واللبنانيين في مدينة طرابلس شمالي البلاد في مظاهرة داعمة للشعب الفلسطيني ومقاومته في قطاع غزة، وجابت المظاهرة شوارع رئيسية في المدينة.
وحمل المشاركون فيها الأعلام الفلسطينية واللبنانية، ولافتات تندد بانتهاكات جيش الاحتلال "الإسرائيلي"، داعين المنظمات الدولية إلى التدخل الفوري لإيقاف المجزرة التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني، ونددوا بالصمت العربي ووصفوه بأنه تخاذل في وقف الحرب على الشعب الفلسطيني.
بمشاركة عشرات الآلاف مظاهرات في مدن اليمن
في اليمن، ككل جمعة، خرجت مسيرة مليونية في ميدان السبعين بالعاصمة اليمينية صنعاء تحت عنوان "مع غزة حتى النصر" ررد المشاركون فيها هتافات داعمة لعلميات صد الغزو البري "الإسرائيلي" لقطاع غزة وخلال المسيرة ألقى متحدث القوات المسلحة اليمنية التابعة لحركة "أنصار الله" بياناً اعلن فيه استهدف قواه سفينتي حاويات كانتا متجهتين إلى الكيان "الإسرائيلي" بصاروخين بحريين "بعد رفض طاقميهما الاستجابة لنداءات القوات البحرية وكذلك الرسائل التحذيرية النارية"
كما تظاهر الآلاف في مدينة مأرب عقب صلاة الجمعة، إسناداً لغزة، وهتف المتظاهرون للشعب الفلسطيني.
وفي مدينة تعز جابت مظاهرة حاشدة رفع خلالها المشاركون العلم الفلسطيني، مثلما شهدت مدينة صعدة ومناطق المرازم وشعارة، في مديرية رازح، والجرشة، في مديرية غمر، مظاهرات مماثلة.
في قطر، احتشد المئات من مواطنيها والمقيمين فيها، اليوم الجمعة، في ساحة جامع محمد بن عبد الوهاب بالدوحة، في وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني، وللتنديد بالعدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، وبما تشهده غزة من تدمير ممنهج واستهداف للمدنيين.
وطالب المحتشدون بوقف العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، ووقف قتل الأطفال والنساء، كما رفعوا الأعلام الفلسطينية ولافتات تدعم الفلسطينيين والمسجد الأقصى والمقاومة في فلسطين، مطالبين بمحاسبة الاحتلال "الإسرائيلي" على جرائمه.
مظاهرات أمام السفارة الأمريكية في كوالالمبور
في ماليزيا، انطلقت مظاهرة أمام السفارة الأميركية في العاصمة كوالالمبور، الجمعة، للتضامن مع قطاع غزة، والتنديد بدعم إدارة الرئيس الأميركي "جو بايدن" لـ "إسرائيل" في حربها على غزة، ورفع المشاركون خلال المظاهرة العلم الفلسطيني.
المظاهرة دعا إليها مجلس تنسيق المؤسسات الإسلامية الماليزية، وشارك فيها مئات الناشطين الماليزيين والمناصرين للقضية الفلسطينية فيها، وهي تهدف، بحسب منظميها، إلى إيصال رسالة احتجاج للإدارة الأميركية على إحباطها مشروع قرار في الأمم المتحدة يطالب بوقف العدوان على الشعب الفلسطيني.