أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزّة صباح اليوم الاثنين 18 كانون الأول/ ديسمبر، الذي يوافق اليوم 73 لحرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزّة، استشهاد 100 فلسطيني في منطق جباليا شمال قطاع غزّة معظمهم من الأطفال، جراء الغارات "الإسرائيلية" التي استهدفت أحياءً ومربعات سكنية خلال الساعات الـ 24 الماضية.
وأضاف المدير العام للوزارة منير البرش في تصريحات إعلامية، أنّ نحو 100 شخص ما يزالون تحت الأنقاض، فيما أصيب 20 شخص جرى نقلهم من قبل الفرق الطبية والاسعافية.
واستهدف الاحتلال بشكل مكثّف منذ ليل الأمر حتى فجر اليوم الاثنين، عدداً من المنازل والمربعات السكنية في جباليا، وطال القصف منازل لعالتي البرش وعلوان وسليمان، حيث ارتقى العدد الأكبر من الشهداء.
ورصد الصحفي أنس الشريف، حجم المجزرة التي ارتكبها الاحتلال، وكان العدد الأكبر من ضحاياها من الأطفال.
وواصل الاحتلال جرائمه صباح الاثنين، وارتكب مجزرة في مستشفى الشفاء في مدينة غزّة، حيث اغارت الطائرات الحربية "الإسرائيلية" على مبنى الجراحات التخصصي في، ما أدى إلى استشهاد 26 من النازحين داخل المبنى، وإصابة آخرين بجروح.
وتواصل قوات الاحتلال، محاصرة مجمع الشفاء الطبي، بعد ان أخرجته عن الخدمة منذ أسابيع، فيما تواصل إطلاق النار على المجمع ومن يتحرك في داخله، علماً أنّه يؤوي الاف النازحين.
واستهدف الاحتلال بالغارات الجوية والقصف المدفعي منذ صباح اليوم، مناطق مخيم النصيرات وسط قطاع غزّة ومناطق خانيونس جنوب القطاع، حيث تجري اشتباكات ضارية بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الذي يحاول منذ أكثر من أسبوعين، التقدم على المحاور الشرقية والشمالية لمدينة خانيونس جنوباً.
الاحتلال يواصل تجويع أهالي القطاع
ويأتي تصعيد الاحتلال لمجازر الإبادة الجماعية التي يرتكبها بالقصف والنيران، بالتوازي مع تشديد اجراءاته لتجويع أهالي قطاع غزّة، وهو ما نبّهت اليه منظمة "هيومن رايتس ووتش" في تقرير لها اليوم الاثنين التي أكّدت أنّ سياسة التجويع هي جريمة حرب.
وقالت المنظمة، إن الحكومة "الإسرائيلية" تستخدم تجويع المدنيين أسلوبا للحرب في قطاع غزة المحتل، ما يشكل جريمة حرب، وأكّدت أن جيش الاحتلال، يتعمد منع إيصال المياه، والغذاء، والوقود، بينما يعرقل عمدا المساعدات الإنسانية، ويبدو أنه يجرّف المناطق الزراعية، ويحرم السكان المدنيين من المواد التي لا غنى عنها لبقائهم، بحسب ما بينت في تقريرها.
مدير شؤون "إسرائيل" وفلسطين في هيومن رايتس ووتش عمر شاكر أكّد سياسة منع الوقود والمياه والغذاء عن قطاع غزّة المعمول بها منذ شهرين، حث عليها مسؤولون إسرائيليون كبار أو أيّدوها، وتعكس نية تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب.
وطالب شاكر، زعماء العالم برفع أصواتهم ضد جريمة الحرب البغيضة هذه، ذات الآثار المدمرة على سكان غزة، وقال: "تضاعف الحكومة الإسرائيلية عقابها الجماعي للمدنيين الفلسطينيين ومنع المساعدات الإنسانية باستخدامها القاسي للتجويع كسلاح حرب."
ودعت المنظمة، إلى ضرورة أن تتوقف "إسرائيل" فورا عن استخدام تجويع المدنيين أسلوبا للحرب، وطالبت حكومة الاحتلال بإعادة توفير المياه والكهرباء، وأن تسمح بدخول الغذاء والمساعدات الطبية والوقود التي تمس الحاجة إليها إلى غزة عبر المعابر، بما فيها كرم أبو سالم.
وطالبت "هيومن رايتس ووتش" حكومات الولايات المتحدة، وبريطانيا، وكندا، وألمانيا، وغيرها بتعليق المساعدات العسكرية ومبيعات الأسلحة لـ "إسرائيل"، طالما يستمر جيشها في ارتكاب انتهاكات خطيرة وواسعة ترقى إلى جرائم حرب ضد المدنيين مع الإفلات من العقاب.
ويعاني أهالي قطاع غزّة من ازمة جوع حقيقية، ونبّه برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة، في وقت سابق، أنّ 9 من كل 10 أسر في شمال غزة، وأسرتين من كل ثلاث في جنوب غزة، أمضت يوما كاملا وليلة كاملة على الأقل دون طعام.