شهدت العاصمة البولندية وارسو اليوم الاثنين لقاء ثلاثي الأطرف أمريكياً - "إسرائيلياً"- قطرياً لبحث عقد صفقة تبادل أسرى جديدة بين حماس وكيان الاحتلال "الإسرائيلي" في وقت نقلت فيه صحف "إسرائيلية" عن مسؤولين في كيان الاحتلال أن عقد صفقة جدبدة ستكون خلالها المفاوضات "طويلة ومعقدة"
التقى رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA)، وليام بيرنز، مع رئيس الاستخبارات "الإسرائيلية" (الموساد) "دافيد برنياع" ورئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في وارسو اليوم، الإثنين، حيث تداول معهما في خطة جديدة لصفقة تبادل أسرى بين "إسرائيل" وحركة حماس، وفق ما نقل موقع "واللا" الإلكتروني عن مسؤول أميركي.
وشارك في هذا اللقاء المسؤول عن قضية الأسرى "الإسرائيلين" في غزة في الجيش الإسرائيلي، نيتسان ألون. وحسب "واللا"، فإن ألون وفريقه بلوروا عدة أفكار من أجل التوصل إلى خطة جديدة لصفقة تبادل.
وهذا ثاني لقاء بين برنياع وآل ثاني خلال أقل من أسبوع، بعدما كانا قد التقيا في أوسلو الجمعة الماضية.
وتحدثت "القناة 12" العبرية عن انطلاق اجتماع مساء اليوم الاثنين، يبحث على ما يبدو، خططاً من أجل التوصل إلى صفقة تبادل أسرى بين كيان الاحتلال "الإسرائيلي" وحركة حماس، وذلك بعد أن شهدت الأيام الأخيرة تبادل أفكار بين الوسطاء وحماس.
تزامن ذلك، مع نقل صحيفة "هآرتس" العبرية عن مصادر "إسرائيلية" لم تسمّها قالت: إنها ضالعة في الاتصالات من أجل التوصل إلى صفقة أسرى جديدة في غزة، تأكيدها أن احتمال تنفيذ صفقة في الأيام القريبة ليس مرتفعاً، ذلك أن "إسرائيل"، وكذلك حركة حماس، ليستا الآن في وضع يتيح العودة إلى المفاوضات، بحسب أحد المسؤولين، مضيفاً أن "صفقة جديدة قد تنضج فقط بعد عدة أسابيع".
من جانبه، نقل موقع "يديعوت أحرونوت" نقلاً عن مصادر مطّلعة لم يسمّها، بأنه من المتوقع أن تكون مفاوضات صفقة تبادل أسرى "طويلة ومعقدة وأصعب من المعتاد"، ما يتوافق مع ما نشرته صحيفة "هآرتس" أيضاً في وقت سابق، بشأن التوقعات بخصوص المفاوضات.
وتشير المعطيات الحالية إلى عقبات كبيرة تعترض استئناف المفاوضات بشأن إبرام صفقة تبادل أسرى جديدة، إذ تشترط حركة حماس وقفاً شاملاً للحرب وانسحاباً كاملاً من قطاع غزة قبل بدء أية مفاوضات جديدة، في حين تطلب حكومة الاحتلال "الإسرائيلي" إطلاق سراح النساء "الإسرائيليات" الأسرى في غزة قبل بدء محادثات حول صفقة جديدة. وسبق أن ذكرت مصادر في المقاومة الفلسطينية أن النساء اللواتي بقين محتجزات هن مجندات في جيش الاحتلال.
"هآرتس": المفاوضات مع حماس ستكون طويلة ومعقدة
وفيما تتواصل مجازر الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، قالت صحيفة "هآرتس" نقلاً عن مصادرها: إنه في قضايا من هذا النوع، قد تتغير المواعيد وتتقلص الفترة في حال طرأت تطورات، ونقلت الصحيفة عن مسؤول آخر، لم تسمّه، قوله: إن المفاوضات مع حماس ستكون الآن "طويلة ومعقدة، وليست شبيهة بالاتصالات المتعلقة بالصفقة السابقة".
وتابعت الصحيفة: أن "إسرائيل" لا تستبعد إمكانية إطلاق سراح أسرى فلسطينيين وصفتهم بـ "النوعيين" بينهم من تصفهم "إسرائيل" بأنهم "مع دماء على أيديهم" بحسب وصفها، في حال أفضت الاتصالات إلى صفقة جدية وكبيرة.
ويرفض المسؤولون "الإسرائيليون" التقدّم بعرض للإفراج عن المحتجزين، "لأنهم يعتقدون أنه بهذه الطريقة ستكون الدولة في وضع تفاوضي أفضل" بحسب الصحيفة.
وقادت قطر مفاوضات في الأسابيع الأخيرة، أفضت إلى اتفاق هدنة لمدة 7 أيام، حررت بمقتضاه المقاومة الفلسطينية 240 من الأسرى الفلسطينيين النساء والأطفال مقابل الإفراج عن 80 امرأة وطفلاً كانوا أسرى لدى فصائل المقاومة في قطاع غزة، قبل أن تنتهي الهدنة وتتصاعد مجدداً مجازر الإبادة "الإسرائيلية" بحق الفلسطينيين.
وأعرب المسؤولون في المستوى السياسي "الإسرائيلي" عن إحباطهم، وفق ما ذكرت "هآرتس"، معتبرين أن "مطالب الإدارة الأميركية أفقدت إسرائيل إحدى أدوات الضغط الرئيسية على حماس، وهي المساعدات الإنسانية والوقود، التي يجرى إدخالها حالياً بكميات كبيرة نسبياً إلى قطاع غزة".
وقالت الصحيفة "الإسرائيلية": إن المسؤولين الإسرائيليين أن يعتقدون أن حركة حماس ترى في الأسرى لديها "رصيداً استراتيجياً" سيساعدها على جني الإنجازات قرب نهاية الحرب، وليس من الواضح ما إذا كانت ستوافق على التخلي عنهم الآن من دون مقابل استثنائي. وفي الوقت الحالي، توضح حماس في المواقف الرسمية أنها لن توافق على إطلاق سراح الرهائن إلا مقابل إنهاء الحرب بشكل تام
في المقابل، يرى مسؤولون "إسرائيليون" أن "إسرائيل قد تفضّل استنفاد أيام العملية العسكرية البرية الواسعة، ولن توقفها من أجل صفقة قد تشكل خطورة على استمرارها" بحسب الصحيفة التي لفتت إلى وجود تباين في الرسائل والمواقف الصادرة عن مسؤولين داخل حكومة الاحتلال "الإسرائيلي".
وقال رئيس الحكومة "بنيامين نتنياهو" خلال جلسة الحكومة، أمس الأحد: إنه عازم على مواصلة الحرب، وفي البيان الرسمي الذي عمّمه مكتبه، لم يذكر أي شيء يتعلق بصفقة. وقال نتنياهو: "سنحارب حتى النهاية. سنحقق كلّ أهدافنا. القضاء على "حماس"، وتحرير جميع المختطفين، وضمان أن غزة لن تتحول مجدداً إلى مركز إرهاب وتحريض ضد دولة إسرائيل" بحسب قوله.
في المقابل، أوضح الوزير في مجلس الحرب "بني غانتس"، خلال لقائه عائلات الأسرى "الإسرائيليين" السبت، أنه لن يبقى في الحكومة إذا لم تمنح أولوية لتحرير الأسرى أيضاً من خلال صفقة.
وقال غانتس: "نريد إعادتهم جميعاً بأسرع وقت ممكن، والسؤال يتعلق فقط بالإمكانية. إن كانت هناك إمكانية فإن هذا سيحدث. أنا لن أكون في مكان تتوفر فيه الإمكانية في حين لا يحدث هذا (أي تحرير أسرى كيانه)".
ويرسم مسؤولون إسرائيليون عدة سيناريوهات يرون أنه يمكن حدوثها في المرحلة المقبلة. ووفق أحد السيناريوهات الذي أوردته الصحيفة، نقلاً عن مسؤول إسرائيلي، فإن "حركة حماس تبني على هدنة قريبة من أجل تقصير مدة العملية البرية الواسعة التي ينفذها جيش الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة".
وأضافت الصحيفة: أن الحكومة تدرك جيداً أن الإطار الزمني الذي حددته الإدارة الأميركية لـ"إسرائيل"، سيحاول جر الأخيرة إلى تقديم نهاية العملية البرية، من خلال صفقة، سيتضح بعدها لجميع الأطراف أنه ليس من الممكن العودة إلى حرب واسعة النطاق.
وأشارت الصحيفة إلى خيارات أخرى، من ضمنها عرض إسرائيلي من قبيل إنهاء العملية البرية، والانسحاب الجزئي من مناطق القتال، مقابل إطلاق حماس عدداً كبيراً من الأسرى "الإسرائيليين".
أمّا السيناريو الثالث، فهو مبادرة حماس"إلى صفقة من أجل إعادة تأهيل منظومة مقاتليها في الميدان، ومدهم باحتياجاتهم، وإطلاق سراح محتجزين مقابل هدنة تساعدها على ذلك، بحسب ما يعتقده مسؤولون "إسرائيليون" بحسب الصحيفة.