أعلن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" عن مقتل جندي إضافي في المعارك التي يخوضها ضد المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة، ليرتفع عدد قتلاه في القطاع اليوم الثلاثاء إلى ثلاثة.
وبحسب ما أعلن جيش الاحتلال فإن عدد قتلاه منذ بدء هجومه البري على قطاع غزة ارتفع إلى 132، بعد مصرع الضابط برتبة رقيب، "ماعوز فنكشتاين" (25 عاماً) من الكتيبة 7008 أثناء القتال شمال قطاع غزة.
خسائر "دوفدفان" في غزة أكبر من نصف خسائرها في 38 سنة
في سياق متصل، كشف تقريرٌ لصحيفة "يديعوت أحرنوت"، الثلاثاء، أن وحدة الكوماندوز "دوفدفان" رأس حربة الجيش "الإسرائيلي" خسرت من جنودها في معركة طوفان الأقصى أكثر من نصف عدد الجنود الذي خسرته منذ إنشائها قبل 38 سنة.
وأوضح تقرير الصحيفة العبرية، أن جنود وحدة "دوفدفان" ظلوا يقاتلون في الظل منذ ما يُقارب أربعة عقود، وحصلوا على أوسمة وشارات شرف إثر عمليات سرية قد لا يتم الكشف عنها أبداً، وعلى مدار 38 سنة منذ إنشائها، فقدت الوحدة 18 قتيلاً، لكن الوضع تغير بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، عقب عملية طوفان الأقصى، إذ فقدت وحدة "دوفدفان" 7 جنود أثناء الاشتباكات مع مقاتلي كتائب القسام الذين عبروا لمستوطنات غلاف غزة، ثم بعد بدء الهجوم البري فقدت الوحدة جندياً ثامناً برتبة رقيب، وهذا الأسبوع، سُمح بنشر اسم قتيلين آخرين في معارك خانيونس، أحدهما يحمل رتبة مقدم والآخر يحمل رتبة رقيب.
وبحسب "يوآف زيتن" المعلق العسكري لصحيفة "يديعوت أحرنوت" تشارك وحدة "دوفدفان" في معارك على محور مدينة خان يونس، إلى جانب وحدة "ماجلان" ووحدة "أيغوز"، وهي جميعاً من قوات النخبة "الإسرائيلية".
وهذا، وفقاً لمعدة التقرير، مؤشر على صعوبة المعارك في خان يونس التي بدأ بها جيش الاحتلال بعد انتهاء الهدنة المؤقتة قبل ثلاثة أسابيع.
وأوضح الصحفي المتخصص في الشأن "الإسرائيلي" في تصريحات صحفية أنس أبو عرقوب أن وحدة "دوفدفان" تُعرف فلسطينياً باسم "المستعربين"، لأن جنودها يتحدثون اللغة العربية بطلاقة ويعرفون العادات والتقاليد العربية، وبالتحديد الفلسطينية، وقد أنشأها رئيس حكومة الاحتلال السابق "إيهود باراك" في عام 1986، عندما كان قائداً للضفة الغربية في جيش الاحتلال، وكان يرغب في أن يكون لجيش الاحتلال القدرة على العمل داخل التجمعات السكنية الفلسطينية، والحصول على معلومات استخبارية "وإحباط الإرهاب بشكل جزئي"، بحسب وصفه.
في السياق، أفادت منظمة معاقي جيش الاحتلال "الإسرائيلي" بأنها تتوقع إصابة أكثر من 10 آلاف جندي باضطراب ما بعد الصدمة، وذلك مع مواصلة الاحتلال عدوانه على غزة وشن غارات عنيفة.
وقالت المنظمة: إن الحرب الحالية على قطاع غزة "لا تشبه أية معارك سابقة"، بحسب تعبيرها.
يُشار إلى أن المشافي تُسرّح جنود الاحتلال المصابين أسرع مما هو مطلوب، بسبب عدد المصابين، وفق ما أعلنت المنظمة.
80 % من الجنود الجرحى تعرضوا لإصابات تهدد خصوبتهم
وعلى صعيد ذي صلة، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الثلاثاء، أن عدداً كبيراً من الجنود "الإسرائيليين" تعرضوا خلال الحرب الحالية على قطاع غزة لإصابات تهدد الحفاظ على الخصوبة.
وذكرت الصحيفة أنه بعد مرور أكثر من شهرين على الحرب "يتعامل النظام الصحي مع معدل مرتفع بشكل خاص من إصابات المسالك البولية بين الجنود الجرحى".
وأوضحت أنه في كثير من الأحيان تكون أهمية وخطورة هذه الإصابات المرتبطة بالجهاز البولي والأنابيب والجهاز التناسلي في الضرر المستقبلي على الوظيفة الجنسية، والذكورة والحفاظ على الخصوبة.
وأشارت إلى أنه رغم وجود إصابات أكثر خطورة من تلك المرتبطة بالمسالك البولية فإن الأخيرة "تزعج الجنود أكثر من الإصابات التي قد تعرض حياتهم للخطر".
ولفتت الصحيفة إلى إجراء مستشفى "أسوتا" في أسدود، عملية سريعة لحفظ الحيوانات المنوية لجندي تعرض لإصابة خطيرة في المسالك البولية، بذريعة "القلق من أن تؤدي إلى عدم قدرته على إنتاج خلايا الحيوانات المنوية مستقبلاً".
ونقلت "يديعوت أحرونوت"، عن رئيسة قسم المسالك البولية في مستشفى "أسوتا"، "أوريت راز"، قولها: إن قرابة 80% من (الجنود) المصابين الذين يصلون (للعلاج) يحتاجون إلى تدخل في المسالك البولية.
وأوضحت أن إصابة مجرى البول هي إعاقة مدى الحياة، وقد تسبب ضرراً طوال الحياة، مبيّنة أن حتى الإصابات التي تبدو طفيفة من جراء الحرب تعتبر خطيرة سواء من الناحية الوظيفية أو النفسية بعد ذلك.
وعلى هذا النحو، تحدثت "راز" عن عدم التمكن دائماً من رؤية حجم الإصابات الداخلية لجندي، عندما يتعرض لبتر في الساق، واستطردت: "بترت ساق جندي من تحت الركبة وكانت الضربة شديدة للغاية. في مثل هذه الإصابة، ليس من الممكن دائماً رؤية الإصابة الداخلية، وقد اكتشفنا لاحقاً أن إحدى الخصيتين تعرضت لأضرار بالغة بينما تعرضت الخصية الأخرى لصدمة".