أكدت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، الخميس، أن مئات الجرحى يفارقون الحياة نتيجة عدم توفر الخدمات الصحية في مستشفى الشفاء بمدينة غزة.

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة، د. أشرف القدرة، في بيان مقتضب: إن مئات الجرحى يفارقون الحياة نتيجة عدم توفر الخدمات الصحية في مجمع الشفاء الطبي"

وأشار إلى خروج مستشفيات مدينة غزة ومناطق شمال القطاع عن الخدمة.
وكانت قوات جيش الاحتلال "الإسرائيلي" قد عاودت استهداف مجمع الشفاء الطبي الثلاثاء، وسيارة مدنية أمام بوابته كانت تنقل أحد الجرحى، ما أدى إلى استشهاد 28 شخصا وإصابة العشرات خلال 6 ساعات، بحسب بيان سابق للصحة الفلسطينية.

وإلى جانب اقتحام وتدمير مستشفيات شمالي قطاع غزة، تستهدف المدفعية والطائرات "الإسرائيلية" مستشفيات في جنوب القطاع، كان آخرها مجمع ناصر الطبي في خان يونس، ما أدى إلى إنهاك المنظومة الصحية بالقطاع.

ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، يشن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" حرب إبادة جماعية ومدمرة على قطاع غزة، خلّفت حتى يوم أمس الأربعاء، 20 ألف شهيد فلسطيني، و52600 جريح، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية.

الصحة العالمية: شمال غزة بدون مستشفيات

في السياق، قالت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس: إن شمال قطاع غزة لم يعد فيه مستشفيات قادرة على العمل، في ظل نقص الوقود والأطقم والإمدادات.

وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في غزة "ريتشارد بيبركورن" للصحفيين عبر رابط فيديو من القدس، الخميس: لم تعد هناك مستشفيات قادرة على العمل في الشمال.

وأوضح أن المستشفى العربي الأهلي كان الأخير، لكنه أصبح يعمل الآن بالحد الأدنى.

إلى ذلك أكدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن مستشفى القدس التابع لها في حي تل الهوا مدينة غزة يواجه تهديدات متواصلة بالقصف ودعوات إلى إخلاء 12 ألف نازح لاجئين إليه، ونشرت مقطعاً مصوراً يظهر تكدس النازحين في أروقة المستشفى الذي تعرض لاستهدافات "إسرائيلية" سابقة عدة ما أخرجه عن الخدمة الطبية.

"غيبريسوس": ندعو إلى وقف فوري لإطلاق النار بالقطاع

من جهته حذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية "تيدروس أدهانوم غيبريسوس"، أمس الأربعاء، من انتشار الأمراض والجوع بغزة في ظل الحرب "الإسرائيلية" المستمرة على القطاع منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، داعياً إلى وقف فوري لإطلاق النار بالقطاع المحاصر.

وقال "غيبريسوس" في منشور على منصة إكس: إن الجوع يضعف دفاعات الجسم ويفتح الباب أمام الأمراض، مضيفاً أن غزة تشهد بالفعل معدلات مرتفعة لتفشي الأمراض المعدية، وحالات الإسهال بين الأطفال دون سن الخامسة تضاعفت 25 مرة عما كانت عليه قبل العدوان.

وأوضح أن مثل هذه الأمراض يمكن أن تكون مميتة للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، لا سيما في ظل غياب الخدمات الصحية العاملة، مشدداً على الحاجة إلى وقف إطلاق النار بشكل فوري.

وتأتي تصريحات غيبريسوس، وسط دعوات متعددة من وكالات الأمم المتحدة لوقف عدوان الاحتلال "الإسرائيلي" على القطاع، وللمساعدة في جهود الإغاثة في غزة.

نحو مليون طفل نازح وسط مخاطر انتشار الأوبئة بينهم

وفي وقت سابق، جددت منظمة الصحة العالمية تحذيرها من مخاطر انتشار الأوبئة بقطاع غزة، في ظل تدهور المنظومة الصحية هناك.

جاء ذلك على لسان المتحدثة باسم المنظمة "مارغريت هاريس" في تصريحات أدلت بها، الأربعاء، قالت فيها: إن وضع المنظومة الصحية في غزة يزداد سوءاً، وأن هناك مخاطر من وباء كبير دون أن تحدد نوعه، مؤكدة وجود أدلة ومؤشرات على ذلك.

وأشارت إلى نزوح قرابة مليون طفل في غزة، محذرة من وجود مخاطر كبيرة بشأن انتشار الأمراض بينهم.

وعبرت المتحدثة باسم "الصحة العالمية"، عن قلق المنظمة من تعرض الأطفال على وجه الخصوص، للوباء.

هاريس أوضحت، أن الأجواء باردة وممطرة في غزة، مردفة: "نرى بأن هناك حالة جوع حقيقية. و90 بالمئة من الناس لا يملكون الطعام أو لا يعلمون من أين يحصلون على الطعام الكافي".

وأشارت إلى عدم تمكن جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني من تقديم خدمات الإسعاف في شمالي غزة، وبالتالي عدم قدرتها على مداواة المصابين.

وأفادت بأن 8 من أصل 36 مستشفى في غزة تقدم حالياً خدماتها بشكل جزئي، مشيرة في الوقت نفسه إلى صعوبات في إيصال المستلزمات الطبية إلى هذه المشافي.

وأكدت هاريس، على الحاجة الملحة لوقف إطلاق النار في غزة.

وكان برنامج الأمم المتحدة للغذاء قد ذكر، الثلاثاء، أن نصف سكان غزة يتضورون جوعاً وغالباً ما يقضون أياماً كاملة دون تناول الطعام، بينما حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" أن عدم توفر مياه نظيفة في غزة يؤدي لوفاة مزيد من الأطفال.

 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد