رغم ادعاء جيش الاحتلال "الإسرائيلي" الخميس، أن مقتل عشرات الأبرياء الفلسطينيين في مخيم المغازي للاجئين الفلسطينيين، ليلة الإثنين كان "بالخطأ"، يستمر في شن عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي وارتكاب مجازر ضد المدنيين في جنوب وشمال قطاع غزة، بما في ذلك مخيم المغازي مجدداً، حيث استهدفت مدفعية الاحتلال شرق وشمال مخيمي المغازي والبريج وشرقي دير البلح في قطاع غزة.

وارتفع عدد الشهداء إلى ثمانية إثر قصف الاحتلال الإسرائيلي شقة سكنية في مخيم المغازي، وسط قطاع غزة اليوم الجمعة، مع استمرار ارتقاء شهداء في كل مخيم البريج والنصيرات القريبين وسط قطاع غزة.

صحيفة "نايمز أوف إسرائيل" العبرية نقلت اعتراف جيش الاحتلال "الإسرائيلي" استخدامه ذخائر وصفها بـ "غير مناسبة"، أسفرت عن استشهاد أكثر من 80 فلسطينياً في مخيم المغازي وسط قطاع غزة، معظمهم من النساء والأطفال ليلة الاثنين.

وقالت الصحيفة نقلاً عن مسؤول عسكري لهيئة البث "الإسرائيلية": "لم يكن نوع الذخيرة متناسباً مع طبيعة الهجوم، ما تسبب في أضرار جانبية واسعة النطاق كان من الممكن تجنبها".
ورداً على تقرير الهيئة، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي لإذاعة جيش الاحتلال: "الجيش الإسرائيلي يأسف للأذى الذي لحق بأولئك الذين لم يشاركوا في الحادث، ويعمل على تعلم الدروس من الحادث"!

وكانت هيئة البث "الإسرائيلية" نقلت عن مصدر في جيش الاحتلال قوله: إنه كان يمكن الامتناع عن قتل عشرات الفلسطينيين في مخيم المغازي ليلة الإثنين، وأن الذخيرة المستخدمة لا تتناسب مع الهجوم.

وأقرّ الجيش "الإسرائيلي"، الخميس، بأن غارة جوية شنها على مخيم المغازي وسط قطاع غزة يوم 24 كانون أول/ ديسمبر الجاري، أدّت إلى مقتل عشرات الأبرياء الفلسطينيين "بالخطأ".

وقالت هيئة البث "الإسرائيلية": إنه يأسف لمقتل هذا العدد ممن وصفهم بـ "غير المتورطين" في مخيم المغازي، مشيراً إلى أن الجيش "يعمل على استخلاص العبر"، وفق تعبيره.

وأشار إلى أن الذخيرة المستخدمة لا تتناسب مع طبيعة الهجوم على المغازي الذي تسبب في أضرار جانبية كبيرة، على حد قوله.

وأضافت: "بعد الحادث أُعلن أن سلاح الجو بدأ تحقيقاً عملياتياً في الحادث"، مشيرةً إلى أن "الجيش أعرب عن أسفه لهذا الهجوم"!

ولم يوضح جيش الاحتلال طبيعة "الهدف" الذي استهدفه في المخيم، ومن اتّخذ القرار في استخدام هذه القنابل في منطقة مكتظة بالمدنيين، والتي عبّر خبراء دوليون عن صدمتهم بحجمها.

ويعد مخيم المغازي للاجئين الفلسطينيين من أصغر مخيمات قطاع غزة تأسس عام 1949 بعد عام من النكبة الفلسطينية وسط القطاع، ولا تزيد مساحته عن 600 متر مربع وكان يؤوي أكثر من 31 ألف لاجئ فلسطيني قبل بدء حرب الإبادة "الإسرائيلية" على القطاع المحاصر في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، إلا أنه خلال شهور الحرب استقبل أعداداً كبيرة من النازحين من شمالي قطاع غزة، حيث إنه يقع جنوب وداي غزة المنطقة التي وجه جيش الاحتلال "الإسرائيلي" سكان مدينة غزة والشمال منذ بداية الحرب بالتوجه إليها على اعتبار أنها "منطقة آمنة" لكنه استمر في قصف منازلها وسكانها والنازحين إليها.

تزامن اعتراف جيش الاحتلال "الإسرائيلية" بارتكابه مجزرة بحق المدنيين في مخيم المغازي مع ما أظهره تحقيق لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، الخميس، من أن غارة "إسرائيلية" على مخيم جباليا في 31 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أدّت لاستشهاد عشرات المدنيين وقيادي من حركة حماس كانت تستهدفه.

وأكد التحقيق أن "إسرائيل" قررت عدم تحذير مدنيي المنطقة من غارة وشيكة خشية منح عناصر حركة حماس وقتاً للإخلاء، مضيفاً أن الجيش "الإسرائيلي" ألقى اثنتين من أكبر القنابل بترسانته بدل استخدام ذخائر أصغر حجماً.
 

 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد