يواصل جيش الاحتلال " الإسرائيلي" حرب الإبادة الشاملة التي يشنها على قطاع غزّة لليوم 85 على التوالي، مستهدفاً المدنيين وكافة أسباب الحياة المدنية في القطاع، في وقت كشفت تقارير عن تحويل الاحتلال قطاع غزّة إلى منطقة دمار تماثل أكبر الحملات تدميراً في التاريخ الحديث، بحسب ما ذهبت صحفية "وال ستريت جورنال الأمريكية" فيما افصحت وثيقة "إسرائيلية" عن عزم الاحتلال اخراج وكالة "أونروا" من القطاع.
وقالت قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية في تقرير لها اليوم السبت 30 كانون الأول/ ديسمبر، إن الحرب على قطاع غزة خلفت دمارا يماثل أكثر الحملات تدميرا في التاريخ الحديث، حيث بلغت نسبة الدمار 70% من عمران القطاع وبناه التحتية.
وأشارت الصحيفة، إلى أنّ الاحتلال أسقط 29 ألف قنبلة على القطاع، ألحقت أضرارا بنصف مباني القطاع، فضلاً عن قصف المدارس والمصانع ومراكز التسوق والفنادق والمسارح والكنائس والمساجد التاريخية.
كما دمّر الاحتلال، البنى التحتية والخدمية للقطاع، كشبكات للمياه والكهرباء والاتصالات والرعاية الصحية، وجعلها غير قابلة للإصلاح، إضافة على تدمير بنى الإنتاج الزراعي كالمزارع والبيوت البلاستيكية، واستهداف أشجار الزيتون والحمضيات وسواها. حسبما اكدت الصحيفة الأمريكية.
اخراج "أونروا" والبحث عن منظمة مختلفة
ليس تدمير البنى التحتية والخدمية والعمران في القطاع، ما يدلل على نهج الإبادة الشاملة لسكان القطاع، وجعله منطقة غير قابلة للإصلاح وإعادة انتاج الحياة البشرية، بل يهدف الاحتلال إلى اخراج كافة المؤسسات الأممية من قطاع غزّة، وخصوصاً وكالة "أونروا" التي تمثل بمنشآتها، البنية الخدمية الرئيسية لمجتمع اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة، والذي يشكل اللاجئون فيه من فلسطين المحتلة عام 1948 نحو 70% من سكانه.
وكشفت وثيقة سرية في وزارة الخارجية في كيان الاحتلال، نشرت بعض تفاصيلها القناة " 12 الإسرائيلية" أنّ الاحتلال يخطط لإخراج وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" من قطاع غزّة، واستبدالها بمنظمة أخرى توفر خدمات التعليم والرعاية الاجتماعية.
وبحسب الوثيقة، فإنّ خطة الاحتلال لإخراج الوكالة، تقوم على 3 مراحل، المرحلة الأولى تتضمن تقريرا شاملا عن تعاون وكالة "أونروا" المزعوم مع حركة حماس، والعمل على ترويج تلك المزاعم.
والمرحلة الثانية، تستهدف تقليص عمل وكالة "أونروا" إلى الحد الأدنى، والبحث عن منظمة مختلفة لتوفير خدمات التعليم والرعاية الاجتماعية للسكان، أمّا المرحلة الثالثة فسيتم نقل جميع واجبات الوكالة إلى الهيئة التي ستحكم غزة بعد الحرب. بحسب ما جاء في الوثيقة التي نقلتها القناة العبرية.
وبحسب القناة 12 "الإسرائيلية" فإنّ الوثيقة سيجري تقديمها إلى الحكومة " الإسرائيلية" في المستقبل القريب، الّا أنّه “يجب على إسرائيل التعامل مع القضية بعناية وتدريجية أثناء التخطيط لليوم التالي للحرب" بحسب الوثيقة، نظراً لكون الولايات المتحدة تنظر بإيجابية لعمل الوكالة.
ومنذ بدء حرب الإبادة الشاملة على قطاع غزّة، سعى كيان الاحتلال إلى تدمير البنى التحتية الخدمية التابعة لوكالة "أونروا" في قطاع غزّة، عبر الاستهداف المتعمد لمستودعات الوكالة الاستراتيجية وتدمير العديد منها وخصوصاً في مناطق شمال القطاع في بيت لاهيا وجباليا، وهي أولى المناطق التي استهدفت بالتهجير القسري العلني.
كما عمد جيش الاحتلال على استهداف المدارس المكتظة بالنازحين، وارتكاب مجازر واسعة فضلاً عن تدمير المدارس، إمّا بالقصف، او بالتفخيخ المتعمد لمبانيها وتحويلها إلى ركام، في ممارسة ممنهجة تكررت سواء تجاه منشآت الوكالة أو الأحياء السكنية والمنشآت المدنية المتنوعة.
اقرأ/ي ايضاَ: جيش الاحتلال يتعمد تدمير مدارس "أونروا" في مدينة غزة وشمال القطاع
وطالما حرض قادة كيان الاحتلال، ولا سيما رموز اليمين المتطرف الذي يحكم الكيان " الإسرائيلي" منذ سنوات، على وجود وكالة "أونروا" ودعوة دول العالم إلى وقف تمويلها، تحت عناوين وادعاءات كاذبة.
وكان رئيس وزراء الاحتلال السابق نفتالي بينيت قد طالب الرئيس الأمريكي جو بايدن على هامش اجتماع الجمعية العامة عام 2021 بشكل رسمي، إلى دفع الدول للامتناع عن تقديم الميزانية للهيئات التي تقوم بالتحريض على "إسرائيل"، وعدم تشجيعها تحت رعاية الأمم المتحدة، ومن على رأسها وكالة "أونروا."
وفي كلمة له حينها أمام الجمعية العامة، قال بينيت: "ليست إيران وحدها تشكل خطراً على إسرائيل، بل ممثلو الدول التي تحرض في الفناء الخلفي ضد إسرائيل لتعاملها في قطاع غزة، وذلك في ألمانيا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي الذين سيجلسون أمامي".
ودعا بينيت حينها، إلى "انهاء التعاون مع تحريض وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" وتغيير المواقف بين الدول الأعضاء في الأمم المتحدة تجاه منظمة تغسل عقول الفلسطينيين وتدفعهم إلى الكفاح المسلح بدلاً من إعادة تأهيلهم." على حد وصفه وزعمه.