أعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية "تيدروس أدهانوم غبرييسوس" عن القلق البالغ من تزايد خطر انتشار الأمراض المعدية في قطاع غزة في ظل النزوح والأزمة الإنسانية الناتجة عن حرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزة.

وكتب تيدروس عبر منصة "إكس"، مساء الجمعة: "مع استمرار نزوح الناس بشكل هائل على امتداد جنوب (قطاع) غزة، واضطرار بعض العائلات للنزوح أكثر من مرة، واتخاذ الكثيرين من منشآت صحية مكتظة ملجأ لهم، نبقى أنا وزملائي في منظمة الصحة العالمية قلقين للغاية حيال تزايد خطر الأمراض المعدية".

وأضاف أنه منذ منتصف تشرين الأول/ أكتوبر حتى منتصف كانون الأول/ ديسمبر، لا يزال الأهالي في الملاجئ يعانون من أمراض مختلفة.

وأوضح مدير عام منظمة الصحة العالمية أن ما يقرب من 180 ألف شخص يعانون من التهابات الجهاز التنفسي العلوي، فضلاً عن وجود 136 ألفاً و400 حالة إسهال، نصفهم من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات، و55400 شخص مصابون بالجرب، و5330 بالجدري، و42700 بالطفح الجلدي- منهم 4722 مصابون بالقوباء- وكذلك 4683 حالة يرقان حاد.

تزامن ذلك مع تأكيد وزارة الصحة في غزة، أن ضيق أماكن النزوح والازدحام الشديد يزيدان من مخاطر تفشي الأمراض، ومن كوارث إنسانية وغذائية.

وأشارت وزارة الصحة على لسان الناطق باسمها أشرف القدرة إلى أن النازحين يعانون أوضاعاً خطيرة ونصفهم من الأطفال، مشيرة إلى أن نحو مليوني فلسطيني أصبحوا من النازحين داخل القطاع، مضيفة أن النازحين معرضون لانتشار الأوبئة ويعانون من سوء التغذية وعدم توفر تطعيمات الأطفال.

المستشفيات بالكاد تعمل والأمراض المعدية تنتشر بسرعة في الملاجئ

وكان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية "مارتن غريفيث" صرح الأربعاء أن كارثة صحية عامة قيد التكوين في غزة، محذراً من انتشار الأمراض المعدية بسرعة بالملاجئ في قطاع غزة.

وأضاف في تدوينة عبر منصة "إكس"، أن "المستشفيات في غزة بالكاد تعمل، والأمراض المعدية تنتشر بسرعة في الملاجئ المكتظة".

وحذرت الأمم المتحدة أكثر من مرة، من ارتفاع مستويات الأمراض والجوع في قطاع غزة، بسبب الحرب التي يشنها جيش الاحتلال "الإسرائيلي" على القطاع المحاصر منذ 85 يوماً.

وفي وقت سابق، أكدت مديرة الإعلام والتواصل لدى "الأونروا" (جولييت توما) أن قرار مجلس الأمن الدولي الداعي إلى زيادة دخول المساعدات الى غزة من دون هدنة قد لا يقدّم سوى القليل الى قطاع غزة.

وتسمح سلطات الاحتلال بدخول عشرات الشاحنات التي تقل مساعدات إنسانية لسكان قطاع غزة، وهي كميات لا تكفي حاجة الفلسطينيين المتزايدة نتيجة ظروف القصف "الإسرائيلي" المستمر وتدمير أكثر من 61 % من بيوتهم وتحول أكثر من مليون و800 ألف فلسطيني إلى نازحين، فضلاً عن أكثر من 56 ألف مصاب يواجهون الموت جراء عدم توفر الأدوية والإمدادات الطبية، وتؤكد الكثير من الجهات الرسمية والمؤسسات الإغاثية أنه من أجل المساهمة في الحد من الأوضاع المتدهورة، فإن ذلك يتطلب دخول ما لا يقل عن ألف شاحنة يومياً من المساعدات.

الطريقة الوحيدة لإنقاذ حياة الناس هي وقف العقاب الجماعي

وكان مجلس الأمن اعتمد قراراً يدعو لاتخاذ خطوات عاجلة للسماح فوراً بإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وتهيئة الظروف لوقف إطلاق النار.

لكن منسق منظمة "أطباء بلا حدود" في غزة "جاكوب بيرنز"، قال إن قرار مجلس الأمن الدولي ليس حلّاً طالما لم يتم إعلان وقف إطلاق النار.

وحسب بيان نشرته المنظمة على موقعها، الجمعة، أكد بيرنز أن الطريقة الوحيدة لإنقاذ حياة الناس في غزة هي إنهاء العنف والعقاب الجماعي للفلسطينيين.

وأضاف: نريد أن نفعل المزيد من أجل مساعدة الناس في غزة، "لكن القصف والقتال المستمر يحصرنا في منطقة أضيق مع مرور الوقت".

وأشار إلى المنشورات التي ألقاها جيش الاحتلال "الإسرائيلي" من الطائرات على مدينة خان يونس جنوب القطاع، والتي يأمر فيها السكان بإخلاء المباني القريبة من مجمع ناصر الطبي، معلقاً بأنه "من المستحيل تقديم المساعدة الطبية للمحتاجين في ظل هذه الظروف".

وأضاف: أن الفلسطينيين في غزة اضطروا إلى الفرار من منازلهم بحثاً عن الأمان لكن معظمهم لا يجد هذا الأمان، مشيراً إلى أن عدد سكان مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة (حيث يوجه الاحتلال الفلسطينيين نحوها بادعاء أنها آمنة)، ارتفع من 300 ألف نسمة قبل الحرب إلى 1.2 مليون على الأقل.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد