قال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، الاثنين،8 كانون الثاني/يناير، إنه "يجب على الأمم المتحدة ومؤسساتها إجراء تدخلات عاجلة ومركزة لمنع الكارثة الصحية والإنسانية التي يتعرض لها النازحون"، مؤكداً أن المجاعة والجفاف والأوبئة تشكل "مثلث الموت الذي يحاصر 1.9 مليون نازح في أماكن الإيواء بقطاع غزة".
وأضاف القدرة أن مستشفيات جنوب غزة فقدت قدراتها الاستيعابية في الأقسام والعنايات المركزة، مشيراً إلى أن "مئات الجرحى يفترشون الأرض في الممرات والساحات".
وحول أوضاع مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح، أكد القدرة، أن المستشفى استقبل خلال الساعات الـ 24 الماضية "73 شهيداً و99 مصاباً"، فيما لا تزال الطواقم الطبية تقدم خدماتها الطبية كالمعتاد، رغم ما يتعرض له محيط المستشفى من قصف وإطلاق نار من قبل جيش الاحتلال، مشدداُ على ضرورة أن تقوم المؤسسات الأممية بتوفير الحماية للمستشفيات وإعطائها الفرصة الكاملة للاستمرار بخدماتها دون تهديد".
جاء ذلك بالتزامن مع تصريحات مدير مستشفى شهداء الأقصى، د. إياد أبو زاهر، التي دعا فيها المجتمع الدولي للتدخل العاجل وتوفير حماية للمستشفيات، والكوادر الطبية من الاعتداءات "الإسرائيلية"، وسط تحذيرات من جريمة جديدة قد يرتكبها الاحتلال بحق مستشفى شهداء الأقصى أكبر مستشفيات وسط قطاع غزة، على غرار ما حدث في مستشفيات مدينة غزة وشمالها.
يذكر أن منظمة "أطباء بلا حدود" سحب موظفيها من المنطقة الوسطى بقطاع غزة، بما في ذلك مستشفى شهداء الأقصى على خلفية قصف جيش الاحتلال "الإسرائيلي" المتواصل للمنطقة.
وفي السياق، قالت وزارة الصحة في غزة في بيان، اليوم الاثنين، أن الاحتلال "الإسرائيلي" ارتكب 17 مجزرة ضد العائلات في القطاع، راح ضحيتها 249 شهيداً و510 مصابين خلال الـ 24 ساعة الماضية، ما يرفع عدد الشهداء جراء الضربات "الإسرائيلية" إلى 23084 فلسطينياً فيما أصيب 58926 فلسطينياً، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
يأتي ذلك في وقت، يواصل جيش فيه الاحتلال حرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزة، حيث ارتفع عدد الشهداء الصحفيين إلى 112 صحفياً منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، بعد ارتقاء الصحافيين، عبد الله بريص، ومحمد أبو داير، بقصف الاحتلال وفق ما أعلن المكتب الحكومي في غزة، اليوم الاثنين.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي، الاثنين، في تقريرصحفي، في اليوم 94 من حرب الإبادة الجماعية، أن جيش الاحتلال ارتكب (1,932) مجزرة، راح ضحيتها (30,084) شهيداً ومفقوداً، بينهم (23,084) شهيداً ممن وصلوا إلى المستشفيات، منهم (10,000) شهيد من الأطفال، و(7,000) شهيدة من النساء، و(326) شهداء من الطواقم الطبية، و(45) شهيداً من الدفاع المدني، و(112) شهداء من الصحفيين.
وأضاف، هناك (7,000) مفقودٍ إما تحت الأنقاض، أو أن مصيرهم ما زال مجهولاً، وإن 70% من هؤلاء هم من فئة الأطفال والنساءـ وقرابة (59,000) مصاباً.
وقدر المكتب الحكومي حالات الاعتقال التي نفذها جيش الاحتلال بأكثر من 2,600 معتقل حتى الآن، بينهم 99 حالة اعتقال من الطواقم الطبية، و10 معتقلين من الصحفيين.
وكان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة دعا إلى فتح معبر رفح، وتحويل 6 آلاف جريح للعلاج في الخارج "بشكل فوري وعاجل"، في ظل الكارثة الإنسانية التي يعيشها القطاع جراء العدوان "الإسرائيلي". وأشار المكتب الإعلامي إلى أن الحرب "الإسرائيلية" أخرجت "30 مستشفى عن الخدمة تماماً".
وناشد المكتب الإعلامي مجدداً، "الأشقاء في مصر بفتح معبر رفح بشكل عاجل، والموافقة على تحويل 6 آلاف جريح للعلاج في الخارج فوراً، لعدم مقدرة المستشفيات في قطاع غزة على علاج هذا العدد الهائل من الجرحى، أصحاب الإصابات الحرجة والخطيرة".
وأوضح أنه "يتم السماح يومياً بتحويل من 10 إلى 20 جريحاً فقط، وهذا العدد القليل يعمل على تفاقم المعاناة للجرحى الذين تزداد أعدادهم بالمئات بشكل يومي". كما وجه مناشدة لمصر "بتحسين آلية الموافقة على تسفير وتحويل الجرحى لتصبح بالمئات والآلاف عوضا عن الموافقة على بضع عشرات فقط".
من جهتها، قالت منظمة "إنقاذ الطفولة"، التي تتخذ من بريطانيا مقراً لها، إن ما لا يقل عن 10 أطفال يفقدون سيقانهم كل يوم في قطاع غزة الذي يتعرض لهجمات "إسرائيلية" منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وأوضحت المنظمة، في بيان أمس الأحد، أن تقارير منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) تفيد أن "1000 طفل في غزة فقدوا إحدى ساقيهم أو كلتيهما" منذ بداية الهجمات "الإسرائيلية"، وأن معظم العمليات الجراحية التي أجريت للأطفال، تمت دون تخدير.